حرق أطنان من “الغذاء الفساد” شمالي اليمن أمام السكان الجائعين
داهم سكان جائعون مستودع للأمم المتحدة شمالي اليمن، الأسبوع الماضي، على أمل الحصول على الطعام الذي هم بأمس الحاجة إليه. لكنهم بدلاً من ذلك وجدوا طعاماً فاسداً، شرع الحوثيون بإحراقه أمام أعينهم.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
داهم سكان جائعون مستودع للأمم المتحدة شمالي اليمن، الأسبوع الماضي، على أمل الحصول على الطعام الذي هم بأمس الحاجة إليه. لكنهم بدلاً من ذلك وجدوا طعاماً فاسداً، شرع الحوثيون بإحراقه أمام أعينهم.
ينتمي السكان إلى منطقة “أسلم” بمحافظة حجة، وهي واحدة من أفقر مناطق اليمن حيث لجأ السكان بين 2017و2018 إلى أكل أوراق الشجر لإنقاذ أنفسهم من الموت جوعاً.
في الأسبوع الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي (WFP) إن أحد مستودعاته في حجة قد تعرض للنهب. وصف برنامج الأغذية العالمي المذنبين بأنهم “ميليشيات” وقال إن 127.5 طن من المساعدات سرقت.
ولم يذكر برنامج الأغذية العالمي الأشخاص الذين كانوا وراء الحادث، لكن بعض المصادر اتهمت الحوثيين بنهب المستودع.
يقول موقع “ميدل ايست آي” الذي يبث من لندن إن برنامج الغذاء العالمي رفض التعليق على القضية. لكن مصدراً في الأمم المتحدة في صنعاء أخبر ميدل ايست آي أن الطعام المنهوب الذي ذًكر في بيان البرنامج لم يكن فاسدًا.
وتخضع “منطقة أسلم” لسيطرة الحوثيين الذين يقاتلون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف الذي تقوده السعودية الذي يدعمها منذ عام 2015.
استمرار النزوح
وتقول المعلومات إن 20 طفلاً على الأقل ماتوا جوعًا في عام 2018 في حجة. من المحتمل أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير، حيث أن القليل من العائلات تبلغ عن وفاة طفلها إذا ماتت في المنزل.
ومما زاد من الضغط على المنطقة، استمرار العائلات النازحة في الوصول إلى “أسلم” بسبب استمرار الحرب رغم النقص الحاد في الغذاء.
في أوائل عام 2019، بدأت المنظمات الدولية غير الحكومية INGOs) ) بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي WFP) ) العمل في المنطقة والمناطق المحيطة بها وبدأت في إرسال الطعام.
وقال أحمد، أحد سكان أسلم، لـ “ميدل إيست آي”: “عندما نسمع أن شاحنة من المواد الغذائية وصلت إلى المنطقة، نشعر بالسعادة لأنه يمكننا بعد ذلك الحصول على ما يكفي من الغذاء لإطعام أسرنا”.
وأضاف “لا نعرف عن برنامج الأغذية العالمي ولكننا نعرف الطعام الفاسد جيدًا، وعادة ما يرسلون لنا الطعام ويبقى في المستودعات لعدة أشهر.”
ويقوم برنامج الأغذية العالمي بتوزيع المساعدات على أساس قائمة مستفيدين مقدمة من الحوثيين.
أحمد، الذي طلب باستخدام اسمه الأول فقط لأسباب أمنية، قال إنه لا يثق بالحوثيين في إعداد القائمة لأنهم عادة ما يضعون مقاتليهم كمستفيدين “بينما يتضور الكثير من المحتاجين جوعًا حتى الموت”.
قال أحمد إن هناك نزاعات بين السكان والحوثيين حول عمليات تسليم الأغذية التي يقدمها البرنامج. لكنه أضاف أنه لا يعرف شيئًا عن خلافات بين الحوثيين وبرنامج الأغذية العالمي.
وأضاف: “عندما طالبنا عمال الإغاثة بتوزيع الأغذية يرفضون إلا عبر قوائم المستفيدين، والتي عادة ما تزودها لهم السلطة المحلية [التابعة للحوثيين]”.
التخطط لمهاجمة المخزن
قال أحمد إن الطعام الذي كانوا يبحثون عنه الأسبوع الماضي قد تعفن بعد تخزينه لشهور وأحرقته “السلطات المحلية” أمام الناس.
في يوم الأحد الماضي، تجمع بعض الأشخاص من أسلم، بمن فيهم أحمد، وقرروا اقتحام مستودع لبرنامج الأغذية العالمي في المنطقة للحصول على الغذاء لأطفالهم.
قبل التوجه إلى المستودع، ذهب السكان إلى مكتب السلطة المحلية في أسلم حيث قيل لهم إن الطعام فاسد.
قال أحمد: “لم نصدقهم”، لذا ذهبنا إلى المستودع، جنبًا إلى جنب مع لجنة من السلطة المحلية، وكان الطعام فاسدًا بالفعل. ثم قرر المسؤولون إتلافه أمامنا “.
في يونيو/حزيران 2019، تفاقمت الخلافات بين الحوثيين وبرنامج الأغذية العالمي، بسبب الاتهامات بأن الحوثيين يحولون المساعدات عن المحتاجين، وأدت إلى تعليق جزئي لتوزيع المواد الغذائية في العاصمة صنعاء، مما أثر على 850 ألف شخص. استؤنفت تسليم المساعدات في أغسطس/آب.
في وقت سابق من هذا الشهر، قدم تقرير للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن يشير إلى أن الحوثيين يقومون بشكل متزايد باعتقال وتخويف عمال الإغاثة.
وقال التقرير المكون من 48 صفحة، الذي بحث في جوانب مختلفة من الحرب الأهلية، إن الحوثيين وضعوا أيضا عقبات بيروقراطية حالت دون توزيع المساعدات الإنسانية.
وقال مقيم آخر في أسلم يدعى “علام القريضي” إنه حصل على سلة طعام واحدة فقط من برنامج الأغذية العالمي في العام الماضي وقد كانت فاسدة لكن عائلته أكلت ذلك، ولم تتسبب في أي مشاكل صحية لهم.
وقال القريضي “لقد كان دقيق القمح فاسداً، لكنني نقحته ورميت الجزء التالف وأكلنا الباقي، الذي كان كثيرًا”.
احتراق أمام العين
وقال نازح يمني في أسلم “لست سعيد برؤية الطعام يحترق أمام عيني بينما نحن في أمس الحاجة إليه.”
وقال القريضي إنه يأمل أن تقوم المنظمات غير الحكومية في المستقبل بتوزيع الطعام على الفور أو بعد أيام قليلة من وصولها إلى المستودعات لتجنب تحللها.
وأضاف القريضي: “لقد سمعنا وشهدنا الكثير من تدمير الطعام في أسلم وغيرها من المناطق في حجة وهذا ليس عدلاً”، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى تناول الطعام، وليس حرقه”.
قام الحوثيون بتدمير مئات الأطنان من الغذاء الفاسد لبرنامج الأغذية العالمي في حجة وغيرها من المحافظات خلال عام 2019، حيث كان الطعام فاسداً واعتبر غير صالح للأكل.
وحسب الأمم المتحدة فإن ما يقدر بنحو 80 في المائة من سكان اليمن – 24 مليون شخص – يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 14.3 مليون في حاجة ماسة.
وقال أحمد: “قلصت المنظمات من معاناة الأسر في (أسلم) خلال عام 2019، لكن المعاناة لا تزال قائمة ونأمل أن يتمكنوا من مضاعفة عملهم في المنطقة”.
وفي الوقت نفسه، دعا وزير الإدارة المحلية اليمني عبد الرقيب فتح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار نهب المساعدات وعرقلة أعمال البرنامج من قبل الحوثيين.
وأدان فتح، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس اللجنة العليا للإغاثة، في بيان صدر يوم الخميس، اقتحام مستودع برنامج الأغذية العالمي ومصادرة 128 طناً من المساعدات الغذائية في محافظة حجة، ووصف هذا الفعل بأنه “جريمة”.
المصدر الرئيس
Hungry people in Yemens Hajjah raid WFP warehouse, find food rotten