لماذا عجزت “تيليمن” عن إصلاح شبكة الانترنت المقطوعة للأسبوع الثاني على التوالي؟
عملية إصلاح القطع تتطلب 40 ألف دولار يومياً وقد تحتاج إلى بعض الوقت يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
يدخل الأسبوع الثاني، واليمن بلا إنترنت، بعد خروج 80% من سعة الانترنت في البلاد، إثر تعرض الكابل البحري فالكون للانقطاع في خليج السويس بالبحر الأحمر بسبب مرساة سفينة بحسب إفادة الشركة الدولية المالكة للكابل (GCX).
لكن، التصريحات الأخيرة لشركة اليمنية للاتصالات الدولية “تيليمن”، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، كشفت أن الشركة أصبحت محدودة وعاجزة عن توفير الخدمة للمواطنين، حيث شرحت للجمهور أسباب الانقطاع وتجاهلت الحلول.
مصدر مسؤول في الشركة اليمنية للاتصالات الدولية – تيليمن قال لـ” يمن مونيتور”: “إن سلطة صنعاء أصبحت عاجزة عن توفير خدمة الانترنت للمواطنين بالإضافة إلى تضييق الخناق والرقابة على جميع المشتركين من خلال حجب الوسائل الاعلامية المعارضة لها ورفع تعرفة الانترنت ورفضها السماح لشركات استثمارية وتجارية الدخول في هذا المجال واحتكارها للخدمة”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، “تنعدم الخيارات أمام الجماعة التي أصبح لها مشغل واحد فقط الكابل البحري “فالكون” لتقديم خدمات الانترنت والذي تسبب انقطاعه في خروج 80 بالمائة من الانترنت في اليمن، وكابل وحيد هو مسار عدن جيبوتي وبعض التفريعات هي التي تقوم حاليا بتزويد المستخدمين في كافة أراضي الجمهورية اليمنية بخدمة الإنترنت وبنسبة قليلة جداً”.
وتابع قائلاً: “هناك سبعة منافذ لخروج الانترنت 4 منافذ برية كابلات ضوئية لم تعد تحت سيطرة الجماعة لأنها تقع في حرض وعلب والوديعة وشحن إلى عمان وهذه المناطق جميعها تقع تحت سيطرة الحكومة اليمنية وكابل فالكون محطته في الحديدة الذي تعرض للقطع.”
وكشف المصدر أن عملية إصلاح الكابل ليست بـ”القريبة” وقد يستغرق الحصول على ترخيص للسفينة فترة شهرين كون مكان القطع في قناة السويس في ممر مائي دولي مزدحم ولا تستطيع الشركة القيام بتحديد فترة زمنية للإصلاح إلا بعد استخراج التصاريح من السلطات المصرية.
وأعلن المصدر أن تحريك السفينة لقيامها بعملية إصلاح القطع تتطلب 40 ألف دولار يومياً إذا تحركت بعد أخذ تصريح رسمي بالذهاب إلى قناة السويس لإجراء عملية الإصلاح.
وقال: إن العاصمة المؤقتة عدن لم تتأثر من انقطاع الانترنت لأنها تعتمد على مسار الكابل البحري (AAE-1) ومحطته عدن وتم الاستثمار فيه بسعات دولية كبيرة تصل كلفتها إلى 40 مليون دولار.
على صعيد متصل، قال المهندس زكريا محمد إن وزارة الاتصالات تستغل انقطاع الكابل البحري للترويج لخدماتها الاحتكارية وهذا ما يزيد الشك حول صحة أنباء انقطاع الكابل فعلاً.
وأضاف في حديثه لـ”يمن مونيتور”: وصلتنا أكثر من 20 رسالة منها (يحظر قانوناً بيع خدمات الاتصالات والانترنت ويمنع استغلالهم – تجهيزات وشبكات الاتصالات المخالفة تتسبب بأضرار كارثية على الفرد والمجتمع – تجهيزات وشبكات الاتصالات المهربة والمخالفة تضر بالاقتصاد والأمن الوطني – أجهزة وشبكات الاتصالات الغير مرخصة خطر على بيانات مستخدميها) وهناك انقطاع كامل في الخدمة.
وتشهد خدمة الانترنت في اليمن انخفاضا حاداً في مستوى الخدمة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي الواقعة تحت سيطرتها منذ قرابة 6 أيام ما تسبب في توقف الكثير من الخدمات وحصول عجز في تبادل الرسائل وتسيير الاعمال المرتبطة بخدمة الانترنت.
وتوقفت جميع محلات الصرافة عن العمل وتعثر المواطنين عن استلام حوالاتهم المالية، كما أغلقت العديد من البنوك التجارية الواقعة تحت سلطة الجماعة أبوابها أمام الكثير من العملاء، نتيجة انقطاع الإنترنت.
وقامت شركة GCX المالكة للكابل بتجهيز سفينة الصيانة اللازمة لإصلاح الكابل لكنها لم تنطلق ولم يتم السماح لها الذهاب للمرور إلى قناة السويس لعدم حصولها على التصاريح اللازمة للعمل في المياه الإقليمية المصرية.