كتابات خاصة

“إيران الثورة” واجترار الحزن

حسين الصادر

ولدت الثورة الإيرانية كحركة رجعية من عمق التاريخ، على الرغم من البهرجات الشعاراتية فلا يمكن أن نطلق عليها ثورة، بل إنها حركة راديكالية متطرفة ولدت كتفسير لإشكالية تاريخية في التراث الفقهي الشيعي. ولدت الثورة الإيرانية كحركة رجعية من عمق التاريخ، على الرغم من البهرجات الشعاراتية فلا يمكن أن نطلق عليها ثورة، بل إنها حركة راديكالية متطرفة ولدت كتفسير لإشكالية تاريخية في التراث الفقهي الشيعي.
وأعتقد أن إطلاق مسمى “ثورة” على هذه الحركة خطاء يقع فيه الكتّاب والمنظرون؛ وعلى عكس الثورات التي عرفناها في تاريخ العالم الحديث كانت تستهدف اعلاء قيمة الإنسان والقبول بالتعدد والتعايش، بينما جات أفعال “الثورة” في إيران كفعل رجعي ضد التنوع والاختلاف والتصادم معه، وفق التفسير التاريخي للتراث المذهبي.
لا يوجد مسلم، أو حتى من ديانة أخرى، إلا وينظر إلى مقتل الحسين ابن علي، عليه رضوان الله، بألم كبير، نظراً لبشاعة الحادثة. في المقابل لا يمكن لعاقل أن ينظر لتوظيف هذه الحادثة عبر التاريخ بأنه عمل سوي، وتحويل البكائيات الكربلائية إلى حزن مستمر، وتوظيفها لخلق مزيد من المآسي والحروب والفتن.
فالغرب العقلاني تجاوز قتل اليهود للمسيح، المسلمون أثناء ازدهارهم الحضاري قدموا الحماية لليهود من الاضطهاد المسيحي، لكن ما يجري اليوم للأمة هو انتكاسه حضارية بكل المقاييس.
ما يسمى “الثورة” الإيرانية هي من أنعش هذه الاشكالية الخطيرة يدفعها إلى ذلك هواجس الطموح السياسي والحقد التاريخي الدفين.
إن أيدلوجية “الثورة” الإيرانية في مجملها ليست إلا عملاً غوغائياً يهدف إلى نشر الفوضى، تعمل من خلاله إيران “الثورية” كوكيل اقليمي للقوى الدولية في نشر الفوضى.
لقد أنفقت إيران معظم دخلها القومي من ثمانينيات القرن الماضي، وحتى اللحظة، على الوهم، وأجبرت الآخرين بتصرفاتها على الانفاق في جانب الأمن والدفاع عن النفس، وهو حق مشروع، وبدون الغوغائية الإيرانية كان يمكن لمنطقتنا أن تصبح واحة للرفاه، وكان بالإمكان مساعدة شعوب إسلامية على النهوض، لكن إيران جعلت الصورة العامة في منطقتنا سيئة للغاية.
قد يقول قائل إنني لم أشر الى شركاء إيران في المنطقة، وأنني أحاول أن أعفيهم من المسؤولية، لكن الحقيقة أن العرب في السعودية والخليج وأماكن أخرى لم تكن لديهم في يوم من الأيام نوايا عدوانية تجاه إيران وكانوا دائماً في موقف دفاع، فيما المغامرة الإيرانية مستمرة وغير آبهة بشعوب المنطقة.
وبعيداً عن عرب الخليج، هناك ملايين الضحايا في العراق والشام، وأخيراً اليمن للهرطقة “الثورية” الإيرانية، ربما حالف إيران النجاح لخلق كل هذه المآسي لشعوب المنطقة في العراق والشام واليمن، لكن النجاح لكن هذا لن يستمر، فشعوب المنطقة بدأت تدرك مخاطر مشروع إيران التدميري بما فيها الشعب الإيراني ذاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى