ردد بعض إعلاميي المقاومة قول المبعوث الدولي بإن تعز تحاصرها جماعات دينية متطرفة بمنحى سلبي، على اعتبار أن ولد الشيخ يحابي الحوثي ويرغب في التغطية عليه، لأنه لم يذكرهم بالاسم وقال فقط “جماعة دينية متطرفة”، هي من تحاصر تعز؛ الأدهى أن البعض ذهب يفسر التصريح وكأنه يعني المقاومة، وكأننا متطرفون والحوثي جماعة ليبرالية معتدلة. ردد بعض إعلاميي المقاومة قول المبعوث الدولي بإن تعز تحاصرها جماعات دينية متطرفة بمنحى سلبي، على اعتبار أن ولد الشيخ يحابي الحوثي ويرغب في التغطية عليه، لأنه لم يذكرهم بالاسم وقال فقط “جماعة دينية متطرفة”، هي من تحاصر تعز؛ الأدهى أن البعض ذهب يفسر التصريح وكأنه يعني المقاومة، وكأننا متطرفون والحوثي جماعة ليبرالية معتدلة.
نعلم مسار كثير من الجهات الدولية وأجندتها التي قد تعمل للحفاظ على الحوثي من الانهيار الكامل، لكن هذا ليس عمل الإعلام في هذه اللحظة وخاصة إعلام المقاومة الذي هو إعلام حرب بالأساس، وإعلام التقاط اللحظة والموقف والتصريح لصالح روح المقاومة، وهدّ معنويات الخصم. لهذا تحضر الإشاعات على مدار اليوم والساعة.
تصريح ولد الشيخ المذكور هو لصالح المقاومة وضد الحوثي، فالجميع يعلم أن من يحاصر تعز هم الحوثيون و”صالح” وليس غيرهم. والأصل التقاط التصريح بل والحديث عن وصم المبعوث الدولي لـ”الحوثي” و”صالح” بـ”الجماعات المتطرفة”، صواب يشكر عليه، لا أن نلوي التصريح ونحشره ونفلسفه لصالح الخصم، وبـ”الصميل والدقم” فقط لأنه لم يذكر جماعة الحوثي بالاسم وقال “جماعات دينية متطرفة”، أو أننا نتوجس بنوايا المبعوث؛ لندع التوجسات والنوايا جانباً، ولنبحث عن استثمار التصريح واللحظة.
فكل الشواهد تساعدنا على القول إن المقصود هي جماعة الحوثي لا غيرها، بدلاً من أن نتطوع لهم بتصريح دولي هو في الأصل ضدهم ومن نصيب المقاومة!
في تصريحات الوسطاء الدوليين هناك دائماً محطات وكلام لصالح هذا وآخر يريح ذاك؛ الإعلامي المحنك هو من يبرز الإيجابي ويتجاهل السلبي.
في تصريحات ولد الشيخ كلام كثير لصالح المقاومة لو حسبناها بالنقاط لكانت أكثر من نقاط الخصم.
ترك إعلام المقاومة الكلام الايجابي الذي يفترض إبرازه، وذهبوا يناقشون السلبي الذي قيل للآخر وإبرازه بكثير من التحاذق السلبي والتذاكي الذي لا يخدم المقاومة، وضيع عليها فرصاً في الحديث الإعلامي هنا بالتركيز على نقاط الخصم على قاعدة نظرية المؤامرة وسحابة الإحباط.
هذا مثلا وقس على ذلك..
الإعلام المقاوم وسيلة حرب آنية تقتنص الفرصة والكلمة والموقف، ولهذا تعالوا لنرى هذا الخبر كمثال آخر:
تم اجتماع لجنة العقوبات بمجلس الأمن بخصوص القرار الدولي، وفي الاجتماع أدرجت معلومات جديدة تدين “أحمد علي” أكثر، ومعلومات عن اكتشاف عملية غسيل أموالهم لمزيد من التورط وتضييق الخناق.
التقط مؤيدو “صالح” و”الحوثي” خبر الاجتماع قبل أن يعرفوا التفاصيل ليقولوا “إن الاجتماع يهدف إلى التخفيف عن “أحمد علي”، وربما تبرئته. وذهب آخرون بخيالهم بعيداً بما يعطي رسالة إيجابية إلى أتباعهم وروح لمقاتليهم وهذه هي رسالتهم الإعلامية في هذه اللحظة بغض الطرف عن الحقيقة المعكوسة.
بينما لم يتريث كثير من إعلاميي المقاومة في نشر وترديد الخبر.
الآن عدنا لنقول الحقيقة كما هي بحسب تصريحات رئيسة اللجنة ووزير حقوق الانسان،
لكن بعد ما وظفنا الخبر لصالح الخصم وضدنا في تلك اللحظة لأننا نردد ما ينشر بدون وعي إعلامي مقاوم.
لنرى في كل لحظة إشاعات وأخبار نغرق بترديدها والبعض للأسف يهوي الأخبار السلبية باعتبارها سبق، مع أن إعلام المقاومة “وسيلة حرب” يجب أن يعرف ما يقال وما ينشر ما يضر وما ينفع وإلا تحولنا إلى أبواق وصدى لأصحاب الكهوف.
على إعلام المقاومة أن يتريث في نشر الأخبار السلبية وعدم نشرها أو على الأقل الانتظار ونشرها بلون يقلل من أثرها، هذا هو إعلام المقاومة، إعلام معركة اللحظة واستثمارها.
والصباح رباح، ولكل يوم شمس وريح ودولة ورجال.