(انفراد).. احصائيات “صادمة” تكشف نجاح الحوثيين بإبعاد اليمنيين عن “لقاحات التحصين”
يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
يبدو أن جماعة الحوثي المسلحة نجحت بالفعل في إبعاد اليمنيين عن “لقاحات التحصين” ضد الأمراض القاتلة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المسلحة.
وسجلت فرق الاحصاء والرصد تراجع كبير في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بين “عدم الاقبال والرفض” لحملات التحصين التي تقودها منظمة الصحة العالمية واليونيسف ضد “وباء الحصبة”.
وقال مسؤولون ومشاركون في حملة تحصين ضد شلل الأطفال خلال الفترة 23-25 ديسمبر/كانون الأول الجاري إن الحوثيين وراء حملات تخويف الناس من “تحصين” أطفالهم.
ونجحت جماعة الحوثي في تنفير أولياء الأمور عن حملات التحصين في مناطق سيطرتها، حيث سجلت احصائية الفرق الميدانية -حصل “يمن مونيتور” على نسخه منها عن تطعيم (3.0756.15) فقط؛ بينما كان المستهدفين في الحملة (5.594.529) طفلاً وطفلة دون سن الخامسة، بفارق (2.5مليون) طفل لم يحصلوا على اللقاحات في مناطق سيطرة جماعة الحوثي المسلحة.
وقال الدكتور احمد فارع (اسم مستعار) يعمل في الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال واعطاء فيتامين (أ) لـ”يمن مونيتور”: إن منظمة الصحة العالمية و”الطفولة” اليونيسف قامت بتوفير اللقاح لعدد (6.095.990) في هذه الجولة بينما لم يتم تلقيح سوى (3.075615) في الحملة التي تم تنفيذها.
وأضاف: الحملة تعد متعثرة في استهداف خمسة ملايين و500 ألف طفلاً وطفلة دون سن الخامسة – حسب الرقم التي أعلنت عن وزارة الصحة العامة والسكان التابعة للحوثيين.
وكان الحوثيون قد أعلنوا نجاح الحملة ونسبة تغطيته 83% وهو ما تخالفه الأرقام.
وقال فارع: تغطية تعني انتشار الفرق وليس تلقي اللقاح. وحصلت وزارة الصحة التابعة للحوثيين على أموال طائلة من أجل السماح بتنفيذ الحملة.
مؤشرات خطيرة
واحتلت أمانة العاصمة بجميع مديرياتها أكبر نسبة رفض ومنع أخذ اللقاح من بين ثلاثة عشر محافظة، وبلغت نسبة رفض (فرق تحصين) (10.555) منزل بينما سجلت عدد المنازل المغلقة وعدم التعامل مع اللجان (37.664) ليصل المجموع إلى (48.219) منزلاً في أمانة العاصمة لم يدخل إليه اللقاح – حسب احصائية حصل عليها “يمن مونيتور”-.
وفيما كان المستهدفين في أمانة العاصمة في جميع المديريات التابعة لها (577.139) تم تطعيم (359.064) طفل وطفلة فقط، بنسبة متدنية بلغت 62%.
أما في محافظة صنعاء، فتم تطعيم (205.197) طفل وطفلة دون سن الخامسة من أصل (242.946) كانوا مستهدفين بنسبة 84% ليصل عدد المنازل الرافضة للجان التحصين (2.540) منزل رفض السماح للجان بتلقيح الأطفال و(18.059) منزلاً مغلقاً يندرجون ضمن الرافضين للقاحات وعدم المتجاوبين مع اللجان ولأسباب أخرى.
وفي محافظة الحديدة سُجلت نسبة متدنية أيضاً في عدد لقاحات الأطفال تصل إلى 69% حيث تم تلقيح (427.261) من أصل (619.484) طفل وطفلة كانوا مستهدفين في الحملة، ليرفع عدد المنازل الرافضة للجان التلقيح 1.365 منزلاً و56.860 منزلاً مغلقاً لم يتجاوب مع فرق التحصين- حسب الوثائق التي حصل عليها “يمن مونيتور”-.
وخلصت الاحصائية إلى رفض 19.549 منزل اللقاحات بشكل كلي و208.099 منزل مغلق لم يتجاوب مع فرق التحصين ليصل مجموع المنازل التي لم تحصل على التلقيح 227.648 منزلاً في ثلاثة عشر محافظة يمنية تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي المسلحة.
قلق عالمي
من جانبه، أبدى ممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور ألطف موساني قلقه في تصريحاته يوم الأحد، قائلاً: “هناك العديد من الأعراض التي لابد من مكافحتها معا والتأكد من حصول جميع الأطفال على اللقاح”.
وفي اجتماع بين منظمتا اليونيسف والصحة العالمية ووزارة الصحة الحوثية تم الحديث عن حرمان الأطفال من أخذ اللقاحات والتي تعد عثرة في تحقيق المناعة لدى أطفال اليمن.
ورأى نائب ممثل منظمة اليونيسف باستيان فينيو، ضرورة تحصين الأطفال حيث أنهم شريحة المعرضين للأمراض الفتاكة مؤكدا أهمية الاستمرار في تنفيذ مثل هذه الحملات في وقت تنتشر فيه الأمراض والأوبئة خاصة الملاريا والضنك وانفلونزا H1N1 وخطورة هذه الأمراض خاصة الانفلونزا الموسمية .
إمكانيات
ووفقاً للإحصائيات التي حصل عليها “يمن مونيتور” فقد بلغ عدد الفرق المتحركة على مستوى المديريات (19.177) وعدد الفرق الثابتة (2.650)، أما اجمالي الفرق الطبية المنتشرة فقد وصل العدد إلى (21.827).
ووصل عدد مشرفي الفرق إلى ( 4.795) وعدد مشرفي المديريات (668) مشرفاً، أما عدد السيارات المؤجرة لنقل الفرق فقد وصلت إلى (4.795) سيارة، وعدد المشرفين الفنيين ( 785 ) ووصل عدد مختصين الامداد وتموين واحصاء ( 714 ) وعدد المراقبين من السلطة المحلية (691).
تحريض واسع
وأطلقت جماعة الحوثي حملة تشويه وتحذير من اللقاحات بالإضافة إلى إقدام وزارة التربية والتعليم – الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي – والذي يرأسها يحيى الحوثي شقيق زعيم جماعة الحوثيين، على توزيع قصاصات على أولياء أمور الطلبة والتوقيع عليها لرفضهم تحصين أبنائهم، ولم يتم شمل المدارس في هذه الحملة نتيجة الرفض الواسع بسبب الحملات التحريضية من قبل الجماعة.
وتسببت جماعة الحوثي في تراجع تغطية التطعيم “اللقاحات” للعام الحالي 2019، عبر تورط قيادات على رأس هرم القطاع الصحي تنتمي لجماعة الحوثي تعارض التحصين وتقلل من أهميته وعن طريق وزراء للجماعة شاركوا في بث الشائعات والتحذيرات من حملات التحصين بعدد من الإجراءات التي أصابت حملات التحصين بمقتل في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة ما يهدد مليون طفل يمني دون عامهم الأول الذين سيواجهون خطر الإصابة بأمراض من بينها شلل الأطفال والحصبة.
وشارك وزراء وقيادات في جماعة الحوثي بصنعاء في بث الشائعات والتحذيرات من حملات التحصين بعدد من الإجراءات التي أصابت حملات التحصين بمقتل في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة ما يهدد مليون طفل يمني والذين سيواجهون خطر الإصابة بأمراض مختلفة.
ورفض جهاز الأمن القومي (الواقع تحت سيطرة الحوثيين) السماح بإدخال لقاحات خاصة بتحصين الأطفال في أربع مراحل خلال الأعوام السابقة وتم فيها رفض دخول الكميات بحجة مطالبة الحوثيين بمساعدات طبية دولية خاصة بعلاجات جرحى الحروب بدلاً عن اللقاحات التحصينية الخاصة بأطفال اليمن إلى التشكيك بجدوى حملات التحصين وبأنها تنفذ لأهداف خاصة غير المعلنة، وإظهار حملات التحصين على أنها أنشطة عبثية وربطها بالفساد من خلال جملة من البيانات والمعلومات غير الحقيقية ما أدى إلى تراجع قبول المواطن لرسائل وأعمال التوعية.