تقاريرغير مصنف

الاعتداء على معلم حتى الموت.. كيف يغامر المعلمون من أجل العيش في مناطق الحوثيين؟!

المعلمون اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين في “مرمى الموت”   يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
أثارت حادثة وفاة أحد المعلمين في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إثر أزمة قلبية المت به، نتيجة الاعتداء عليه من قبل أحد التجار النافذين، موجة غضب واسعة وردود فعل قوية منددة بما حدث.
وتعود تفاصيل الحادثة، إلى قيام أحد أولياء أمور الطلاب ويدعي ” مراد ناصر جبران الفقيه” مالك أحد معارض السيارات الشهيرة أبراج الستين بانتهاك حرمة مدارس كيان الأهلية بمنطقة السبعين التعليميةُ، والتعدي برفقة مسلحين على المعلم الضحية (فيصل الريمي) من خلال صفعة بـ”الوجه” مما أدى إلى اسعافه لمستشفى الثورة العام بالعاصمة لكنه فارق الحياه على إثر أزمة قلبية ألمت به نتيجة ذلك”.
وفي بيان للمدرسة ومنطقة وجمعية المدارس الأهلية، طالب (البيان) اتخاذ الاجراءات الكفيلة لحماية المؤسسات التعليمية والمعلمين والطلاب ومخاطبة الجهات المعنية من قبلكم بهذا الخصوص وتكليف لجنة للتحقيق في الحادثة ومتابعة مجريات سير القضية.
وحادثة المعلم “الريمي” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، فقد سبقها حوادث مماثلة أهما وفاة أحد المعلمين في محافظة ريمة بسبب مرضه الذي لم يستطع علاجه نتيجة انقطاع المرتبات.
واضطر بعض المعلمين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين إلى التغيب عن المدارس الحكومية والبحث عم عمل لإعالة أسرهم، جراء عدم حصولهم على رواتبهم منذ أكثر من4 سنوات، لكن البعض آثر مواصلة التعليم في تلك المناطق، إما بفعل ضغوط الجماعة، أو لعدم وجود فرص أخرى.
ويتعرص التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثين، إلى جملة من الانتهاكات، تتمثل في اختطاف المعلمين المناهضين للجماعة والزج بهم في السجون والمعتقلات، فضلاً عن استمرا قطع المرتبات، وإحلال عناصر موالية للجماعة مكان المعليمن الغائبين، وتغيير المناهج التعليمية بصبغة طائفية تخدم سياسة الجماعة.
تنديد شعبي ورسمي
وأدانت وزارة التربية والتعليم الحادثة الواقعة إحدى مدارس أمانة العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، على يد ولي أمر أحد الطلاب، رجل الأعمال المدعو “ناصر جبران الفقيه”.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) نسخة منه “إن هذه الحادثة تأتي استمرارا للجرائم والاعتداءات التي تمارس ضد المعلمين في مدارس المحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإجرامية”.
وأشار البيان الى إن حادثة الاعتداء حتى الموت على المعلم فيصل سعد الريمي يضاف إلى رصيد مليشيات الحوثي الإرهابية لانتهاكات حقوق المعلمين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها الذين يؤدون مهامهم في التعليم بدون رواتب منذ ثلاث سنوات، إلى جانب سرقة مخصصاتهم التي كانت قد تكفلت بها الأمم المتحدة لهم من أجل عدم توقف العملية التعليمية.
وناشدت وزارة التربية والتعليم الرأي العام في صنعاء التحرك للضغط وإلقاء القبض على القاتل ومحاكمته محاكمة عادلة وإعادة الاعتبار للمعلم وللعملية التعليمة في الجمهورية التي عبثت بها مليشيات الحوثي الانقلابية على الشرعية منذ قرابة خمسة أعوام.
ولفتت الوزارة الى انه في مطلع الشهر الجاري اعتدت المليشيات الحوثية على عدد من المعلمات والطالبات داخل إحدى المدارس الحكومية في محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرتها، حيث اقتحم قيادي حوثي (معين وكيل للمحافظة)، برفقة عشرات المسلحين، مدرسة اللسواس للبنات في مدينة البيضاء مركز المحافظة، وقاموا بالاعتداء على المعلمات والطالبات بصورة وحشية.
وأشارت الوزارة الى أن المليشيا الحوثية قامت بتعديل المناهج الدراسية على اساس مذهبي وطائفي وإدخال مادة جديدة الى المناهج الدراسية هي مادة “السلوك” لتدريس سلوكهم المذهبي والطائفي، وتستخدم المليشيا الحوثية التهم الجاهزة لمن يخالفهم من المعلمين أو يطالب بحقوقه.
يذكر أن تقرير لنقابة المعلمين اليمنيين في أغسطس الماضي، كشف عن مقتل أكثر من 1500 معلم ومعلمة على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتعرض 2400 من العاملين في القطاع التعليمي باليمن لإصابات نارية مختلفة، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة.
ووثقت النقابة 32 حالة اختفاء قسري لمعلمين اختطفتهم ميليشيات الحوثي من منازلهم ومدارسهم، ولايزالون مخفيين منذ سنوات، وكذلك قيام المليشيات الحوثية الانقلابية بهدم 44 منزلاً من منازل المعلمين في محافظات عدة.
تنديد شعبي واسع
ولم يقتصر التنديد على الحكومة اليمينة ووزارة التربية، فقد دفعت الحادثة العشرات من المواطنين اليمنيين للتضامن مع المعلم الضحية، ومع حالة المعلمين في اليمن، جراء استمرار انقطاع المرتبات وتفاقهم معاناتهم الأمر الذي ألقى بظلاله على تدهور العملية التعليمية في تلك المناطق.
أحمد علي، أحد المعلمين في احدى المدرسة الأهلية القريبة من الواقعة يقول لـ”يمن مونيتور”: هذا التصرف يفتقر لأبسط معاني الانسانية، وتنكره جميع الأعراف والأديان، ويتعارض مع جميع القيم والمبادئ والأخلاق”.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” خروج مظاهرات أمام أمن مديرية السبعين تطالب بالقتلة والعصابة الاجرامية التي انتهكت حرمة الدارسة، وسط خذلان من جماعة الحوثي المسلحة.
وقال يحي البرعي على مواقع التواصل “فيسبوك”: فيصل الريمي الذي حمل في نفسه كبرياء وشموخ ولم يستطع ان يتحمل الاهانة من شخص اضاع كل قيم الرجولة في الوقت الذي اعتدى على ذلك المعلم النبيل
وأضاف “فيصل الريمي مات مقهوراً بفعل بلطجي قاتل لايفهم قيمة التعليم ولا يؤمن برسالة المعلم”.
وعلق الكاتب الحفي أحمد غراب بالثول” ” لا يكفي ان المعلم اليمني هو المعلم الوحيد في العالم الذي مطلوب منه يدرس بلا معاش بل هو ايضا الوحيد في العالم الذي يعيش مأساة”
 وأضاف “تضيق الكلمات عن وصف مأساة كهذه تؤكد أن الجهل بدرجة أساسية هو ما حول بلدا كان يوصف قديما باليمن السعيد الى البلد الأكثر مأساوية في العالم”.
وكتب آخر “المعلم لدينا كان ينقصه ولي الأمر يضربه حتى الموت ليكتمل مشهد تكريم المعلم في زمن المليشيا”.
وقال ناشط آخر” القضية قضية رأي عام.. قضية كل تربوي.. قضية كل معلم ومعلمة.. من هنا نطالب الدولة في الاسراع والقبض على الفاعل وماحكته علناً”.
5 أعوام من دون مرتبات
ويواجه المعلمون في المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين، خيارات صعبة بعد دخول العام الخامس للحرب، وراتهم لا تزال متوقفة، مما دفع عدد كبير منهم للبحث عن عمل بالأجر اليومي أو النزوح أو الالتحاق بجبهات القتال.
ولم يحصل قرابة 60% من إجمالي العاملين في القطاع التعليمي باليمن البالغ عددهم 290 ألف موظف على مرتباتهم بشكل منتظم منذ 3 أعوام، وأن أكثر من 9 آلاف تربوي من المعلمين النازحين لا يتقاضون مرتباتهم شهريا، ما جعلهم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية في المعيشة والحياة، بحسب بيان سابق لنقابة المعلمين.
ويقول المجلس النرويجي للاجئين إنه منذ ما يربو عن 3 أعوام يبقى غالبية المعلمين في اليمن بدون رواتب وذلك يؤثر على ما يقارب 10,000 مدرسة ونحو 4 ملايين طالب.
وأصاب اليأس الكثير من المعلمين اليمنيين بسيب الوعود المتكررة والكاذبة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء بخصوص صرف الرواتب لمستحقيها.
 ويطالب المعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين الحكومة الشرعية بصرف الرواتب أسوة ببعض المؤسسات الأخرى، لكن من دون جدوى”.
وكانت منظمة “يونيسف” قد عملت على توزيع حافز شهري للمعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين، لكنّ عدداً من المعلمين أكدوا أنّ الحافز النقدي المقدم لهم عبر المنظمة تعرّض إلى الاقتطاع أكثر من مرة.
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى