كل يوم ومع كل نطفة دم تتماسك تعز من أطرافها الأربعة وتبصق في وجوهكم .
كل يوم ومع كل نطفة دم تتماسك تعز من أطرافها الأربعة وتبصق في وجوهكم .
تضم أبناءها الطيبين في حضنها الأمين ، الأحياء والميتين ، يرضعونها دما وترضعهم كبرياء وقوة ، فيما تبقى الكلاب الشاردة خارج المدينة إلى الأبد .
لقد سجل التاريخ جرائم عديدة ومجرمين كثر ولستم أكثر من تكرار هزيل وسخيف وأحمق لمن سبقكم من النازيين والفاشيين والتتار .
كل جرائمكم لم تعد تخيف حتى الصغار ، إن جرائمكم لم تعد تثير غير الاحتقار .
تعلم تعز أنها قد أوجعتكم كثيرا
فهي التي اختطت المشروع الوطني الكبير وبعثرت كل أوراقكم الكريهة وأسلمتها في فم الريح فصارت وصرتم هباء منثورا .
تعز هي التي حولت صالح من رئيس دولة إلى قائد عصابة ، ومن زعيم إلى مجرم حرب ، ومن الرأس الأول في الدولة إلى المطلوب رقم واحد .
تعز هي التي أسقطت وهم الإمامة ، وعرت أكذوبة الوصية ، وأحالت ملازم السيد الطموح إلى خرافة .
ظل صالح يبني جدران عرشه ثلاثين عاما ، وحين أراد أن يجلس ابنه على الكرسي هزت تعز العرش وتحول الابن إلى جسد في المنفى .
ظلت الإمامة تمد أغصانها الوقحة في الظل والظلام وتمتد كالأفاعي لتقتلع الثورة وتدفن العلم الوطني ، وكانت تعز تشعل المصابيح وتطرد صوت الفحيح بلحن النشيد الوطني فتتساقط الأكاذيب كأوراق الخريف تحت أقدام تعز .
لقد أوجعتكم تعز حين ركلت تيجانكم برجليها ، حين سدت نافذة الزمن في وجه أوهامكم ، حين داس أطفالها الصغار على مشاريعكم كما داسوا على صوركم القذرة في كل الشوارع والأرصفة .
إلى كل أبناء تعز
توقفوا عن البكاء ، وعندما تفعلون اجعلوا البكاء بلا دموع ، لاتستجدوا أحدا ، لاتطلبوا التعاطف من أحد .
حتى لو تخلى عنكم العالمون وتركوا مدينة النور وحيدة .
كذلك كان الأنبياء ، وأن تولد في تعز يعني أن تولد كالأنبياء وتتعب كالأنبياء وتضيء كالأنبياء .
يموت الناس في كل مكان ، غير أن أبناء تعز لايموتون من أجل لاشيء فالدم يعلم خارطة الطريق ، وفي تعز تسكب الدماء من أجل كل شيء على جدار الوطن .
عند كل قطرة دم ستولد ثورة وجيش ، ومثلما
اختارت تعز البداية فهي التي ستخط النهايات ، وستبقى في رحلتها الطويلة نحو السماء ،
تمضي الى العلياء وتبني “في كل جرح حديقة ” .
ستبقى تعز
لاتنزل من صهوة الخيل ولا تعرف الانحناء .
كوني قوية يا تعز وحين تشعرين بالتعب هزي إليك بجذع صبر فهذا الجبل حينما يهتز يهز السماء .
لاتبك يا تعز
لاتمنحيهم فرصة لابتسامة .
فقط ادفنى الشهداء ، ضمدي الجرحى ، خضبي يد مقاتليك بالدماء
واطلقي الرصاص .