من ضمنها “المهرية”.. الأمم المتحدة تدعو إلى حماية اللغات العريقة من الاندثار
منذ أكثر من 10 سنوات أصدرت منظمة اليونسكو أطلس لغات العالم التي تواجه خطر الاندثار ومن بينها المهرية.
يمن مونيتور/متابعة خاصة
دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ” تيجاني محمد باندي” الثلاثاء إلى مواصلة الترويج للغات المهددة بالاندثار في كل أنحاء العالم.
وأكد في مراسم اختتام عام من الفعاليات للاحتفاء بلغات شعوب العالم الأصلية، على أهمية التنوع اللغوي “الحاسم لبقاء الإنسانية”.
في وقت تؤكد فيه اليونيسكو “تعرض لغتين أصليتين للزوال في كل شهر”، ذكَّر تيجاني بأهمية التنوع اللغوي الإنساني وبضرورة أن نكرس أنفسنا لحماية هذه اللغات العريقة التي تحتوي على “أفكار علمية ومجالس حكمة وممارسات مجتمعية تأخذ الحضارات من مرحلة إلى أخرى.”
وقال رئيس الجمعية العامة إن الأمم المتحدة ظلت تعمل في طليعة الجهود المبذولة للتصدي بشكل استباقي للتحديات المستمرة التي تواجه لغات الشعوب الأصلية في العالم الحديث.
وأضاف باندي أن الوضع الراهن بالنسبة لهذه اللغات “خطير بالفعل” إذ إن “4000 لغة أصلية يتحدثها 6 في المئة فقط من إجمالي سكان العالم.” مشيرا إلى أن السكان الأصليين يمثلون 15 في المائة من أفقر الناس على الأرض.
ووفقا لمركز اخبار الأمم المتحدة الحدث، الذي نظمته إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، شارك فيه عدد من الدول الأعضاء ومن الدول المراقبة لدى الأمم المتحدة ومن ممثلين عن الشعوب الأصلية وأصحاب المصلحة.
ومنذ أكثر من 10 سنوات أصدرت منظمة اليونسكو أطلس لغات العالم التي تواجه خطر الاندثار ومن بينها المهرية.
وتعتبر لغة قبائل المهرة ولازال أبناؤها يتحدثون ذات اللغة السامية القديمة الغير مكتوبة.
ويقول خبراء إن مثل هذه الحكايات الشعبية التي يتكون منها التراث المهري مهددة بالاختفاء. ومما يساعد على اندثار المهرية عدم وجود أبجدية مكتوبة.
وتعيش قبائل المهرة في منطقة جغرافية ممتدة من موطنها الرئيسي في محافظة المهرة شرق اليمن إلى منطقة ظفار في غرب عمان وبعض مناطق بجنوب السعودية، والمهرية هي اللغة التي نشأوا عليها.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت عام 2007 “الإعلان المتعلق بحقوق الشعوب الأصلية” الهادف إلى الاعتراف بحق هذه الشعوب في تنشيط تاريخها ولغاتها وتقاليدها الشفوية وأنظمتها المكتوبة وآدابها وتطويرها ونقلها إلى الأجيال القادمة.
وحسب ما تقول الأمم المتحدة، لا تزال هذه اللغات تختفي بمعدلات تنذر بالخطر رغم قيمتها الهائلة للتراث الإنساني؛ وتستخدم الشعوب الأصلية الغالبية العظمى من اللغات المهددة بالاندثار اليوم. وتتعرض هذه الشعوب إلى سياسات متشابهة “أدت إلى الاستبعاد أو الحرمان التعليمي أو الأمية أو النقل القسري أو الهجرة” أو غيرها من المظاهر التي تؤدي في النهاية إلى إضعاف اللغة إلى حد الإندثار.
وقد قال رئيس الجمعية العامة إن على العالم واجب التركيز على ما يجب القيام به لضمان بقاء اللغات الأخرى المهددة، مشيرا إلى الدور الرئيس للمدارس، ولإمكانية “دمج لغات السكان الأصليين في برامج التعليم” لحمايتها.
وحث تيجاني محمد باندي جميع السكان الأصليين على الكفاح للحفاظ على لغاتهم. وقال “إن الذين يتخلون عن لغتهم يكونون قد تخلوا، عن قصد أو كنتيجة حتمية، عن حقوقهم في هويتهم الثقافية”.