هل تراخي المملكة العربية السعودية في قضية تحرير الشمال، يعني أنها غير قادرة على دفع تكلفة الحرب التي أشعلها الحوثيين وصالح ودخلتها وكلفتها كثيرا، تلك الحرب التي شربت من دماء اليمنيين واليمن كثيرا، وبالتالي فإن المملكة ستدفع بعجلة التفاوض إلى الأمام،؟ هذا التراخي بدا ملحوظا في تعز إذ لم يعد دعم المملكة العربية السعودية للمقاومة في تعز كما كان، وعليه فإن قوات التحالف العربي هدفها بالفعل إعادة الحوثيين وحليفهم صالح إلى طاولة الحوار، بعد أن يكونوا الطرف الأضعف، وهذا هو الأمر المختلف هذه المرة إذ أصبح الجنوب محررا منهم، وتم إحراز تقدم في بعض المناطق الشمالية وإن بشكل بسيط، وهذا هو التنازل الذي ستقوم به المملكة، وكان اليوم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد رحب بمباحثات الحكومة اليمنية مع المتمردين، وقال:” نؤمن بأن الحل في اليمن سياسي”.
هل تراخي المملكة العربية السعودية في قضية تحرير الشمال، يعني أنها غير قادرة على دفع تكلفة الحرب التي أشعلها الحوثيين وصالح ودخلتها وكلفتها كثيرا، تلك الحرب التي شربت من دماء اليمنيين واليمن كثيرا، وبالتالي فإن المملكة ستدفع بعجلة التفاوض إلى الأمام،؟ هذا التراخي بدا ملحوظا في تعز إذ لم يعد دعم المملكة العربية السعودية للمقاومة في تعز كما كان، وعليه فإن قوات التحالف العربي هدفها بالفعل إعادة الحوثيين وحليفهم صالح إلى طاولة الحوار، بعد أن يكونوا الطرف الأضعف، وهذا هو الأمر المختلف هذه المرة إذ أصبح الجنوب محررا منهم، وتم إحراز تقدم في بعض المناطق الشمالية وإن بشكل بسيط، وهذا هو التنازل الذي ستقوم به المملكة، وكان اليوم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد رحب بمباحثات الحكومة اليمنية مع المتمردين، وقال:” نؤمن بأن الحل في اليمن سياسي”.
أما الموقف الإيراني فلقد بدا متراخيا أيضا هذه المرة تجاه السعودية، إذ تحدث بالأمس رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني وقال:” الخلافات بين إيران والسعودية قابلة للحل، وأنه بالإمكان استخدام طاقة البلدين في مسار مكافحة الإرهاب، وقال بأن الحكام الحاليين في السعودية الذين يتصرفون بعدم نضوج أحيانا بأن خلق التوتر في المنطقة لا يخدم مصلحة أي بلد”، وقال كذلك بالأمس أمين المجلس الأعلى للأمن القوي الإيراني على شمخاني” بأن الخيار الذي يحظى باهتمام إيران في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي هو توفير الظروف المناسبة للتعاطي البناء الإقليمي والدولي المبني على الحوار والتفاهم، وبأن السبيل لحل الأزمات الإقليمية هو بلورة آليات إقليمية مبنية على التعاطي والانصاف” كما أكد بالأمس مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عداللهيان ونظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف عبر اتصال هاتفي دعمهما لجهور مبعوث الأمم المتحدة الرامية لعقد اجتماع بين القوى اليمنية، يؤكد ذلك إلى استعداد إيران كذلك لجولة جديدة من المفاوضات، تضمن لوكلائها الخروج بحصة جيدة في السلطة، أفضل من عدم الخروج بأي شيء، وقد تنصاع لذلك رغبة في إظهار الجانب الإيجابي للاتفاق بشأن برنامجها النووي، الذي توصلت إليه وتتخوف منه دول الخليج كثيرا، واعتبر بعض الباحثين جولة المفاوضات هذه إن تم نجاحها هي باختصار سوريا مقابل اليمن إن وافق الخليجيون على ذلك، لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال اليوم :” سنقوم بكل ما لدينا من قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية لردع إيران من التدخل في شؤوننا الداخلية العربية، وقال بأن إيران تحتل بميليشياتها أرض سوريا العربية”، وهذا قد لا يدعم فكرة سوريا مقابل اليمن، لكن لا نغفل كذلك ما ذكره الجبير” بأن المملكة تسعى دائما لبناء علاقات مع كل الدول وإبعاد أي توتر مع أي دولة في العالم، وبأن المجتمع الدولي قد يتسامح مع الأسد حتى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي”.
يأتي هذا في الوقت الذي في الوقت الذي دعا الرئيس السابق علي عبدالله صالح في خطابه الذي القاه بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر إذ قال:” تعالوا لنحتكم إلى العقل والمنطق فلتكون الحكم بيننا وبينكم المؤسسة الدولية وهي الأمم المتحدة”، فيما كان خطاب الرئيس هادي في ذكرى 14 أكتوبر غير متشنجا ضد الحوثيين أو صالح، هو كان كذلك مرة واحدة حين أشار إلى إيران بحديثه عن أن قوات التحالف:” جاءت لترد الحق لأهله و تقطع اليد التي امتدت للجسد اليمني المنهك عابثة وحاقدة”.
الحوثيون شكلت النقاط السبع( مبادئ مسقط) مدخلا مهما وأساسيا نحو تسوية شاملة للصراع القائم كما ورد في رسالتهم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مطلع هذا الشهر، موافقتهم على الدخول في موضوع الحوار جاء كما نفهم من تصريحات بعض المسئولين لدى الحوثيين بأنه إنقاذا للشعب اليمني من آلة القتل السعودية، متجاهلين الاف القتلى الذين سقطوا على أيديهم منذ عدوانهم على الجوف والعمران أيام تواجد الرئيس هادي في اليمن.
ويعد الحوار كما قال وزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح في حديث لقناة العربية” بأن المخلوع والحوثيين وافقوا على تنفيذ القرار الدولي ( 2216 ) بدون شروط ودون النقاط السبع وذلك بالانسحاب من المدن والوزارات ووقف إطلاق النار”، وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الشرعية راجح بادي بالأمس قد أعلن، موافقة الحكومة على دعوة الامم المتحدة لعقد محادثات مع الحوثيين، والرئيس السابق صالح التي ترعاها المنظمة الدولية، وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان قد أكد بأن المشاورات سترتكز على القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وتداولت المواقع الإلكترونية الإخبارية اليمنية خبر إفراج الحوثيون، عن وزير الدفاع محمود الصبيحي ووكيل جهاز الامن السياسي في محافظات عدن لحج أبين، وناصر منصور هادي شقيق الرئيس، هادي والقائد العسكري فيصل رجب، لكن لم يحدث شيئا من ذلك حتى اللحظة، ولو أنه حدث فهي إعلان عن حسن نية من قبل الحوثيين وصالح قد يتيح الحكم على مستقبل المفاوضات القادمة، وكنا بحاجة كذلك إلى أن نلمس حسن النوايا لدى الحوثيين لكن ذلك لا يحدث، فعشية الإعلان عن جولة المفاوضات الجديدة كانت المعارك عنيفة للغاية في تعز وما زالت، وتحركاتهم العسكرية بالقرب من لحج لا تنبئ بخير حتى اللحظة.
الحوثيون الآن في موقف ضعيف بعض الشيء، خاصة بعد أن تم استهداف معقلهم الرئيسي في صعدة من قبل التحالف العربي بمئات الغارات الجوية، وتحرير مناطق كثيرة في جنوب اليمن وبعض المناطق في الشمال.
لكن من الأمور التي ما تزال تعترض الحل السياسي هي أن الرئيس السابق صالح لم يصفِ حساباته بعد مع خصومه، وأصبحت الأمور أكثر تعقيدا بسبب انعدام الثقة بين إيران والسعودية بسبب نفوذ الأولى، والاتهامات المتبادلة بين الدولتين بسبب ملف الإرهاب، وللأسف كذلك فإن الحكومة اليمنية والرئيس هادي لا صوت لهم، هم مجرد أداة في يد المملكة العربية السعودية، وفوق كل هذا ما زالت تعاني تصدعا داخليا، كما تعاني قوات التحالف انقساما أثر بشكل أو بآخر على مجريات الأحداث في اليمن.
إن الحرب لم تعد الحل أبدا، لأنا سندفع كلفتها نحن، في ظل الانقسام الحاصل داخل قوات التحالف العربي، والذي لا حظنا عواقبه في مسألة الحسم في تعز التي تتجرع المعاناة بأشكالها الوحشية على أيدي المليشيات، ففي حال حسم الأمور عسكريا في اليمن وبهذا الشكل، ستقع اليمن تحت رحمة المتطرفين، كما حدث في عدن وأبين وغيرها، ويُهيأ لذلك في تعز، ما لم يكن لدى التحالف استراتيجية أشمل وهذا ما لم نلحظه، ولا يهم من يدعم التطرف أو إن كان نموا طبيعيا له بسبب الظروف الأمنية المنعدمة، وهذا الملف قد يجلب على اليمن تحالفات دولية أخرى، وقد يكون مبررا لإيران أو غيرها للتدخل بشكل أكبر تحت ستار مكافحة الإرهاب, وستكسب المملكة العربية السعودية عدوا مدعوما إيرانيا سيبقى كذلك أبدا، حتى وإن تم الحسم العسكري، ومحصلة بقاء الوضع بهذا الشكل الذي هو عليه الآن سيؤدي إلى أن يحتل المتطرفون الساحة اليمنية بأكمها، حينها لن ينجو أحد بالفعل.
فهل قبول الحوثيين وصالح للتفاوض سيكون فقط لكسب المزيد من الوقت؟ وما سيكون موقف بعض أطراف المقاومة بعد كل هذا الاستنزاف في الأرواح والبلد؟ وهل لو تم الحوار سيوقف النزيف داخل اليمن؟ وهل ستجف منابع الإرهاب؟ وبما أن الحوثيين وصالح هم الطرف الأضعف هذه المرة هل سيقبلون بحصة أقل في السلطة؟ بعد أن رفضوا حصولهم على حصص كبيرة سابقا؟
ما زال اليمني يدفع ثمن هذه الحرب الشعواء زال للأسف، وأفق جولة المفاوضات الجديدة ضبابيا، بسبب عدم وجود ضمانات يقدمها الحوثيين، ولأنّا بحاجة لأن نرى بأعيننا نتائج التفاوض.