صدمات الحرب تدخل أطفال اليمن في جحيم الاضطرابات النفسية
اجتاحت الآثار النفسية فئة الأطفال، حيث تنوعت ما بين انفصالهم عن أسرهم، وتجنيد بعضهم واحتجاز بعضهم الآخر، كما تعرض البعض منهم للإصابة أو القتل خلال الاشتباكات، وما زال الناجون يحملون تلك الندوب، وفقاً لتقرير سابق لمنظمة “إنقاذ الطفولة”.
يمن مونيتور/وحدة الرصد/خاص
ضاعفت الحرب الدائرة في اليمن للعام الخامس على التوالي، حالات الاضطراب النفسي في أوساط المدنيين جراء الصدمات النفسية والأزمات الاقتصادية التي دخلوا على أثرها إلى جحيم أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
واجتاحت الآثار النفسية فئة الأطفال، حيث تنوعت ما بين انفصالهم عن أسرهم، وتجنيد بعضهم واحتجاز بعضهم الآخر، كما تعرض البعض منهم للإصابة أو القتل خلال الاشتباكات، وما زال الناجون يحملون تلك الندوب، وفقاً لتقرير سابق لمنظمة “إنقاذ الطفولة”.
ووجدت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أن 28 بالمائة من الأطفال قد شاهدوا شخصاً يقتل أو يجرح خلال الصراع.
كما أصيب طفل من كل 10 أطفال نازحين كنتيجة مباشرة للقتال بين الجانبين، ومر نتيجة لذلك “بمستويات عالية من التوتر النفسي والاجتماعي”.
أصوات الانفجارات تطارد الاطفال
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في تقرير نشرته مساء أمس الجمعة، إن الصراع الواسع النطاق والتدهور الاقتصادي الحاد وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات العامة الأساسية لايزال تؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية والعقلية للسكان.
وذكرت أن الوضع في اليمن لايزال كارثيا بعد مرور عام على توقيع الأطراف المتحاربة على اتفاقية “ستوكهولم”.
وأوضحت اللجنة في بيان لها أن أكثر من 24 مليون شخص (من بين 30.5 مليون شخص) يحتاجون إلى المساعدات، أي ما يقدر بنحو 80 ٪ من السكان.
وأورت اللجنة في تقريرها بعض الحالات وكيفية تأثير الصراع على نظرة الناس إلى الحاضر والمستقبل،
وأشارت إلى أن الأمهات في محافظة الضالع وصفن لها أثر العنف على حياة الأطفال على وجه الخصوص والفئات العمرية الأخرى بشكل عام.
وقالت أحد الأمهات وتدعى “أصيلة” للجنة: “الآن يبكي أطفالنا حتى لو سمعوا المفرقعات النارية الصغيرة”، مؤكدا في الوقت ذاته أن البالغون لازالوا متأثرين بما حدث، لذلك تخيلوا وضع الأطفال”.
الابتعاد عن المدرسة
كما نقل تقرير اللجنة من أحد أكبر دور الأيتام في صنعاء تأثير الحرب على المراهقون في المركز وكيف غير الصراع نظرتهم.
يقول “فضل القحطاني” البالغ من العمر 15 عاما إن الحرب أثرت على دراستي مشيرا إلى أنه عندما كان المعلم يلقي محاضراته، كنت أتذكر الأشياء، وأبكي، وأترك الفصل، واصفاً التأثير الذي أحدثه انفصاله عن والديه.
وأضاف: أصبح من الطبيعي أن يسمع الأطفال القصف تجدهم يبتسمون، ولا يخافون من القصف ولكنهم يخشون فقدان أفراد الأسرة “.
ووفقا للصليب الأحمر الدولي في جميع أنحاء العالم، يعيش أكثر من شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص في منطقة متضررة من النزاع مع بعض أشكال حالة الصحة العقلية، من الاكتئاب المعتدل والقلق إلى اضطراب ما بعد الصدمة.
ولفت تقرير اللجنة الدولية إلى أن رفع مستوى الصحة العقلية للناس يمكن أن يكون منقذًا للحياة في أوقات الحرب والعنف، تمامًا مثل وقف نزيف أو الحصول على مياه نظيفة.
ودعت إلى دعم الناس المتأثرة بالنزاع المسلح في إعادة بناء حياتهم ومساعدة مجتمعاتهم على الازدهار مرة أخرى.
وأضافت أن البيانات الجديدة تُظهر وعيًا متزايدًا بأهمية الصحة العقلية في حالات الصراع، مؤكدة أن 73 في المائة من جيل الألفية يعتقد أن دعم احتياجات الصحة النفسية أو العقلية لضحايا الحرب أو العنف المسلح لا يقل أهمية عن المياه والغذاء والمأوى، وفقًا لمسح أجرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 16 دولة، بما في ذلك البلدان المتأثرة بالحرب.