دراسة: تراجع الثقة بوسائل الإعلام الوطنية في الشرق الأوسط
ووفق نفس الدراسة، فإن ما لا يقل عن نصف المواطنين العرب في كل دولة من الدول التي شملها الاستطلاع يقرأون ما ينشره المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الكثير منهم يفعل ذلك للتعرف على توصياتهم بالمنتجات والخدمات بدلاً من آرائهم الشخصية.
يمن مونيتور/العربي الجديد
كشفت الدراسة السنوية السابعة لجامعة نورثويسترن في قطر حول استخدام وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، عن انخفاض في ثقة مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوسائل الإعلام العامة في بلادهم، وأنهم يفضلون الحصول على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين على هذه الوسائط الاجتماعية بدلاً من الصحف.
ووفق نفس الدراسة، فإن ما لا يقل عن نصف المواطنين العرب في كل دولة من الدول التي شملها الاستطلاع يقرأون ما ينشره المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الكثير منهم يفعل ذلك للتعرف على توصياتهم بالمنتجات والخدمات بدلاً من آرائهم الشخصية.
وشارك في الدراسة 7303 مشاركين من سبع دول: مصر والأردن ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة.
وغطت الدراسة التحيز والمصداقية والخصوصية الرقمية وحرية التعبير واستخدام الإنترنت واستخدام الوسائط والأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي ومؤثري الوسائط الاجتماعية.
وتراجعت الثقة في وسائل الإعلام الوطنية، مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة، في العديد من البلدان.
وأظهرت تونس انخفاضاً من 56 في المئة إلى 44 في المئة. في المقابل، ظلت مستويات الثقة في الإمارات مرتفعة للغاية (94 في المئة في عام 2017 و92 في المئة في عام 2019). وبشكل عام، أفاد 61 في المئة من المواطنين بأنهم يثقون بوسائل الإعلام في بلدهم، و48 في المئة يثقون بوسائل الإعلام في الدول العربية الأخرى، و49 في المئة يثقون بوسائل الإعلام في الدول الغربية.
وباستثناء قطر والسعودية، أفاد المزيد من المواطنين العرب بأنهم يحصلون على الأخبار اليومية من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الصحف في معظم الحالات.
ويعد تطبيق “إنستغرام” المنصة الأكثر إقبالاً (30 في المئة) لمتابعة مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، يليه “فيسبوك” (24 في المئة) و”سناب شات” (20 في المئة) بين المواطنين الذين يستخدمون كل منصة.
ويمتلك ما لا يقل عن ثمانية من كل 10 مواطنين في معظم البلدان، سبعة من كل 10 في تونس، هاتفًا ذكياً.
وتتجاوز ملكية الهواتف الذكية في جميع البلدان باستثناء مصر وتونس تلك التي في الولايات المتحدة. وقد زادت ملكية الهواتف الذكية في مصر بنسبة 23 نقطة مئوية إذ ارتفعت من 57 في المئة إلى 80 في المئة بين عامي 2017 و2019.
وارتفعت نسبة الحصول على الأخبار اليومية عبر الهاتف الذكي بشكل كبير لتصل إلى 79 في المئة في عام 2019، مقارنة بـ62 في المئة في عام 2017.
وأفاد عدد أكبر من المواطنين في العديد من البلدان بأنه يجب السماح للأشخاص بانتقاد الحكومات عبر الإنترنت.
في لبنان، قال 74 في المئة من المشاركين أنه يجب السماح بانتقاد الحكومة على الإنترنت، مقارنة بنسبة 70 في المئة في عام 2017. وارتفعت هذه النسبة إلى 59 في المئة في السعودية في عام 2019 مقارنة بـ49 في المئة، وفي الأردن، إلى 49 في المئة، مقارنة بـ30 في المئة، وفي الإمارات العربية المتحدة، قال 24 في المئة فقط أنه يجب السماح بذلك مقارنة بـ12 في المئة في عام 2017 وفي قطر، 26 في المئة فقط مقارنة بـ19 في المئة.
كما أفاد المزيد من المواطنين في العديد من البلدان بأنهم يشعرون بالراحة عند الحديث عن السياسة. هذا الرقم هو الأعلى في لبنان (61 في المئة، مقارنة بـ52 في المئة في عام 2017) والسعودية (58 في المئة مقارنة بـ51 في المئة)، والأدنى في قطر (29 في المئة مقارنة بـ23 في المئة).
وازدادت المخاوف بين مستخدمي الإنترنت حول مراقبة الحكومات والشركات لهم عبر الإنترنت منذ عام 2013.
فقد زاد عدد المتخوفين من قيام الحكومات بالتحقق مما يقومون به عبر الإنترنت من 36 في المئة في عام 2013 إلى 43 في المئة في عام 2019؛ وارتفع عدد المتخوفين من الشركات من 34 في المئة إلى 44 في المئة.
ويقول اثنان وثلاثون بالمئة من المواطنين أن “واتساب” هو المنصة التي توفر أقصى درجات الخصوصية، وذلك بنسب مئوية أعلى من نسب الذين اختاروا “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام” و”سناب شات” على أنها الأكثر حماية للخصوصية، والهامش واسع في معظم البلدان.
ويعتبر القطريون أكثر من غيرهم من حيث عدد المتغيرات السلوكية والمواقف، منذ فرض عدد من الدول العربية الحصار على البلاد في عام 2017، بما في ذلك ثلاث دول شملتها هذه الدراسة (السعودية ومصر والإمارات) مقارنةً بعام 2017، حيث يقضي القطريون الآن وقتاً أقل على الإنترنت (من 45 ساعة أسبوعياً في عام 2017 إلى 24 ساعة في عام 2019)، ووقتاً أقل مع العائلة والأصدقاء (من 43 ساعة إلى 11 ساعة في الأسبوع مع العائلة و13 ساعة إلى 6 ساعات مع الأصدقاء)، وهم أقل دعماً لتنظيم الإنترنت (من 39 في المئة إلى 28 في المئة).
وتشهد خدمات البث إقبالاً متزايداً، فقد أفاد زهاء ثلثي القطريين والسعوديين والإماراتيين عن استخدام خدمات البث المباشر (مثل “شاهد” و”أنغامي” و”نتفليكس”، وغيرها)، وهو رقم مشابه للرقم في الولايات المتحدة.
وتعد المدونة الصوتية أكثر شيوعاً في المنطقة العربية عنها في الولايات المتحدة. فقد أظهرت هذه الدراسة أن نسبة الاستماع الأسبوعي إلى البودكاست في خمس من الدول العربية أعلى منها في الولايات المتحدة (65 في المئة السعودية، 44 في المئة الإمارات، 43 في المئة قطر، 29 في المئة لبنان، 26 في المئة تونس مقابل 22 في المئة الولايات المتحدة) (مركز بيو للأبحاث، 2019).
ويستمع عدد أكبر من المقيمين إلى البودكاست أسبوعياً، خاصة الوافدين الغربيين (30 في المئة من المواطنين و35 في المئة من الوافدين العرب و38 في المئة من الوافدين الآسيويين و60 في المئة من الوافدين الغربيين).