ما شاهدته في الجوف يؤكد أننا أمام مرحلة مختلفة عن سنوات الجهل، فبرغم كل الظروف التي تمر بها بلادنا إلا أن الإصرار على السير في طريق التعلم والقضاء على كل أشكال التخلف والجهل أقوى من كل العراقيل.. ذهبت يوم أمس إلى محافظة الجوف تلبية للدعوة التي تلقيتها من أستاذنا القدير الدكتور يحيى اليريمي عميد كلية التربية والعلوم الإنسانية والتطبيقية حيث شهدنا حفل ذكرى تأسيس كلية التربية والعلوم التطبيقية وتكريم المتفوقين من طلبة الكلية..
ما شاهدته في الجوف يؤكد أننا أمام مرحلة مختلفة عن سنوات الجهل، فبرغم كل الظروف التي تمر بها بلادنا إلا أن الإصرار على السير في طريق التعلم والقضاء على كل أشكال التخلف والجهل أقوى من كل العراقيل..
إقبال الطلاب والطالبات على التعليم والتشجيع الذي يحظى به الطلبة من رئاسة الجامعة ممثلة برئيس الجامعة أ.د محمد القدسي وعميد الكلية د. يحيى اليريمي فضلا عن الدعم المستمر من السلطة المحلية وأولياء الأمور أمر يبعث كل الفخر والإعجاب..
أدهشني ما رأيت من حسن الإعداد والترتيب وأبهرني ذلك الاحتفاء بالمتميزين، ورصدت أبرز هذه المشاهد حيث رجل في الخمسين من عمره يصعد إلى منصة التكريم ويهدي مفتاح سيارة لابنته تشجيعا وتحفيزا، وفتاة تهدي زوجها هدية ثمينة بمناسبة تفوقه، وأستاذ جامعي يقف في المنصة ليكرم ابنته ويهديها باقات الورد ويلتقط معها الصور التذكارية وآخر يحتضن ولده في مشهد فرائحي يؤكد أن الجوف اليوم تختلف عن جوف الأمس..
إنها محافظة الجوف التي كان الأمل فيها مفقودا، لكن أبناءها سلكوا أيسر الطرق وبدأوا من حيث انتهى الآخرون، استفادوا من الكفاءات الوافدة واصطفوا خلف الإنجازات، وأفسحوا المجال أمام الخبرات؛ فحققوا نجاحات متسارعة في وقت قياسي..
زرت الجوف بعد ساعات من تحريرها بصحبة عدد من الزملاء الإعلاميين وكانت حينها أشبه بقرية مهجورة يكاد يكون المجمع الحكومي هو المبنى الوحيد الذي يحمل طابعا معماريا إضافة إلى عدد من المنازل المتواضعة.
اليوم الجوف مدينة مترامية الأطراف تتوسطها كلية تضم أقساما علمية وتربوية وتطبيقية تستحوذ على اهتمام سكان المحافظة وتحظى باهتمام رئاسة الجامعة والسلطة المحلية التي تتكفل بالنفقة التشغيلية منذ عامين نظرا لتأخر اعتماد الموازنة الحكومية..
بتقديري ستكون محافظة الجوف هي مفاجأة ما بعد الانقلاب.. لاسيما إذا ما لقيت الدعم والتشجيع..