أمل مخرجات الرياض أن تضع الجميع تحت طالت النظام والقانون، الممثل بالدولة العادلة دولة المواطنة، والحق لكل شخص أن يختار توجهه السياسي والفكري المنضبط بتلك القوانين والنظم نرى في مخرجات حوار الرياض فرصة لنستمد منها الأمل في إيقاف الهدم القيمي والأخلاقي الذي يتمدد أمام ناضرينا، ونحن عاجزين على إيقافه.
لم يصبني في سن عمري عفن كهذا العفن من رداءة ما يدور اليوم، وما تصيبنا من سهام الفرز المناطقي والأيدلوجي الرديء على موائد الثرثرة، وما يدور فيه من كمائن عسعس الليل، ومن أقرب الناس إليك.
صار الرأي، وفق رداءة الثقافة المنتشرة اليوم، يطعن في هويتك وانتماءك السياسي، حتى انتشر الرعب بين أصحاب الرأي، وصار البعض متحفظاً في رأيه أو ومجاملا خوفا من التصنيف والاتهام.
مع اغتصاب العقول بكم هائل من الشحن والتغرير، لا يتوقف التصنيف عند حد الوصف، بل يمتد للتحريض، ويصل للحكم وقد يصل لتنفيذ هذا الحكم.
المستوعبون للواقع اليوم في معركة حقيقية مع الأوهام التي انتجها التمادي في تزوير الحقائق، والتطاول على التجارب الانسانية العظيمة، بل التطاول على نضالات الامة، مما أتاح لفقدي التجربة التطاول على أصحاب التجربة.
الثقافة تلد من رحم المجتمع نفسه، ومجتمع فاقد القدرة على إنتاج ثقافة يفقد حتما تاريخه، ونحن اليوم نفقد تاريخنا وعاجزين من أن ننهل من تجاربنا عبر ودروس، مجتمع يردد كالببغاء عبارات واتهامات وتوصيفات خاوية لا معنى لها غير انتاج عفن ورداءة، ومجتمع متناحر وخصومة فاجرة.
كم هي معاناتك اليوم عندما تجد نفسك في دائرة الاتهام والتصنيف، لأن لديك تجربة مريرة اقتبست منها دروس مهمة في حياتك، وترفض تكرر مآسيك، ولا تقبل أن يطال غيرك ما طالك من ظلم وقهر.
اليوم، رفض العنف مشكلة مع قوى العنف نفسها وهي تحمل أدوات العنف، مشكلة مع كل من يروج لها ويقتنع بمبرراتها السخيفة، إن قلت لا للظلم للقهر للتعسف للقتل للاغتيال، صرت في مواجهة تلك القوى التي تحسم أمرها بالعنف، وترفض الآخر، بل تعتبره جسم ضار وجب استئصاله، دون مراعاة نتائج عنفهم هذا على المجتمع والوطن.
العبث اليوم تحت غطاء محاربة الارهاب يمارس الارهاب، شعارتهم طرد الفساد وهم يمارسون الفساد بأبشع صوره، والعبث اليوم في اراضي ومعالم عدن وإرثها وتاريخها ونسيجها الاجتماعي وفسيفساؤها من طوائف وافكار واعراق , يصب في ذات العبث، يغتالون الناشط لأنه من حزب لا يطيقون لونه، وإن عبرت عن رفضك خونوك وصنفوك وفق أهوائهم المريضة.
أمل مخرجات الرياض أن تضع الجميع تحت طالت النظام والقانون، الممثل بالدولة العادلة دولة المواطنة، والحق لكل شخص أن يختار توجهه السياسي والفكري المنضبط بتلك القوانين والنظم، حق المواطنة والتنقل والمساواة والحرية والعدالة.
إنصاف الضحايا ومحاكمة عادلة للمجرمين، بقضاء عادل ونيابة، الحد من الفرز السخيف المناطقي والطائفي والسياسي، والانهيار القيمي والأخلاقي الذي يبرر للانتهاكات والجرائم، وقف حملات التشوية والشحن والتحريض والدس والفتن، إرساء العدالة الانتقالية لتحقيقي عدالة اجتماعية لنعيش امة محترمة كسائر الامم.