مأرب اليمنية.. نزوحٌ مستمر ومنظمات إغاثة “تكيل بمكيالين” (تقرير خاص)
ثلاثة مليون نازح في مأرب يمن مونيتور/تقرير خاص:
كشفت التقارير والاحصائيات الخاصة بمحافظة مأرب شرقي اليمن عن ازدواجية مفرطة تتعامل بها منظمات الإغاثة الدولية في مخيمات النزوح بمناطق الشرعية ومناطق الحوثيين.
وأوضح وكيل محافظة مأرب، الدكتور عبدربه مفتاح في تصرح خاص لـ”يمن مونيتور” أن المنظمات الدولية لا تعمل بمعيار واحد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة ومناطق الحوثيين بل و”تكيل بمكيالين”.
وقال مفتاح إن “هناك خلط في السياسات الخاصة بالمنظمات الدولية وتغض الطرف عن بعض الاشياء وكأنها ترضى بالأمر الواقع للأسف الشديد”.
وأشار إلى أن الحوثيين تسببوا بنزوح الملايين وطردهم من مناطقهم، واعتبرهم السبب الأول والرئيس في طرد وتهجير اليمنيين من مناطقهم.
وقال متحدثاً عن جماعة الحوثي: كل إنسان حر وقف أمامها أو عارضها طردته لتتحمل محافظة مأرب هؤلاء النازحين.
ولفت إلى أن سكان مأرب قبل الحرب “كان لا يتعدى عدد سكانها 500 ألف نسمة واليوم الاعداد المتواجدة والمهولة تقريباً ثلاثة مليون نسمة على نطاق المحافظة وهذا عبئ كبير جداً واقع على السلطة المحلية وسنضطر فيما بعد أن نطلع العالم ما الذي تقدمه كل منظمة على حدة والذي يقدم شيء يسير جداً ولا يتناسب ولا يتوافق مع عدد النزوح في محافظة مارب”.
مقارنة
وتابع قائلاً: ولو عملنا مقارنة بسيطة بين عمل المنظمات في مناطق سيطرة الحوثيين في كل الاعمال سواء في شق الطرق ورصها وبنائها للنازحين يتم بطريقة متسارعة عكس ما يتم في مناطق الشرعية التي هي من تقوم بتسهيل مثل هذه المشاريع والهدف في الأساس هو المواطن اليمني.
وقال: نفاجئ يوماً بعد آخر بافتتاح شوارع في مناطق سيطرة الحوثيين وإيقاف شبه تام لعمل هذه المنظمات الدولية والإنسانية في المناطق المحررة من سلطة الشرعية والتي يتضاعف فيها أعداد النازحين بشكل كبير جداً.
وتكتظ محافظة مارب بالنازحين، ويعود ذلك هرباً من سلطة حكومة جماعة الحوثي المسلحة والقمعية منذ أكثر من أربع سنوات، يقول احمد السكني نازح من صنعاء إلى محافظة مارب لـ”يمن مونيتور”: هرباً من صنعاء إلى مارب من الحوثيين والتوحش الحاصل هناك ورفض القبول بالآخر مع انقطاع المرتبات وجدنا هنا الملاذ الآمن للعريش بكرامة رغم الصعوبات التي تواجهنا.
وأضاف: أن تعيش بكرامة خيراً لك من ان تقبع في سجون الحوثيين ولا أحد يعرف عنك شيء وقد تضيع حياتك دون اي ثمن.
وقال مفتاح إن “لم تنتقل المنظمات من المناطق التي تسطير عليها جماعة الحوثي والتي ما تزال تعمل للأسف الشديد في نطاق ميليشيات الحوثي في صنعاء ولا زالت مسيطرة عليها سيطرة تامة، حيث لا تسمح الميليشيا للمنظمات إلا ما ندر للذهاب إلى النازحين”.
وتمر اليمن بأزمة إنسانية حادة تعتبرها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتقاتل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً جماعة الحوثي المسلحة منذ 2014م وتدخل تحالف عربي داعم لها عام 2015 تقوده السعودية، ومنذ ذلك الوقت تصاعد القِتال في البلاد.