استقبل اليمنيون الذكرى الـ 56 لثورة أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني في العام 1963 بجروح غائرة واستعمار جديد يهدد البلاد بنشر ثقافة العنصرية ومشاريع التشطير والتمزيق.
يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص
استقبل اليمنيون الذكرى الـ 56 لثورة أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني في العام 1963 بجروح غائرة واستعمار جديد يهدد البلاد بنشر ثقافة العنصرية ومشاريع التشطير والتمزيق.
وجاءت ذكرى الثورة هذا العام عقب تحول جديد ومنعطف خطير تشهده العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها.
وحذر رئيس البلاد “عبدربه منصور هادي” في كلمته مساء الأحد من المخاطر التي تحدق بالبلاد وانتهاك سيادتها ووحدتها.
وقال إن احترام سيادة الدولة اليمنية هو هدف ثوار وشهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وهو هدف لا نقبل المساومة ولا المناورة عليه.
وأضاف: لن ننكسر عن مواجهة خصوم الشعب وأعداء الجمهورية والمشروع الوطني لليمن الاتحادي وأن الشعب لن يتسامح تجاه المشاريع الساعية لتقويض الدولة وإسقاط مؤسساتها ومصادرتها لصالح مشاريع الأسرة والسلالة والقرية لصالح الارتهان لملالي طهران.
من جانبه قال حزب “الإصلاح” اليمني إنه من المؤسف أن تحل على عدن الذكرى 56 لثورة أكتوبر وهي تئن تحت وطأة ما حل بها وما تعانيه من الفوضى والانفلات الأمني وأنها ما تزال تعاني الإقصاء والتهميش والإبعاد وشيوع الفقر والبطالة وتتناقص فيها الخدمات إلى مستويات بالغة القسوة.
ودان الحزب في بيان له أشكال الفرز المناطقي والاستهداف بناء على الهوية على مستوى المحافظات الجنوبية، وأشكال التعسفات والانتهاكات التي تمارس ضد أبناء تعز والمحافظات الشمالية وصور الانتهاكات التي تمارس بناء على التوجه والرأي السياسي
أطماع دولة صغيرة
يقول مراقبون إن الأطماع ومخططات الاستعمار الجديدة لم تأت من بريطانيا أو دول غربية كبرى، بل جاءت من دولة “الإمارات” الدولة العربية التي تشارك في تحالف تقوده السعودية منذُ مارس 2015 ضد انقلاب الحوثيين في الشمال بطلب من الرئيس الشرعي للبلاد عبدربه منصور هادي.
ولم يصمد التحالف كثيرا على الأهداف التي جاء إلى اليمن من أجلها حتى انحرف عنها وكان للإمارات الدور الأبرز في انحرافها.
وظهر اعوجاج التحالف عقب تحرير مدينة “عدن” من قبضة الحوثيين، في منتصف شهر يوليو من العام 2015 لتنزلق بعد المدينة في مستنقع الفوضى الأمنية وتصفية العشرات من القيادات الوطنية وائمة المساجد وغيرهم.
وانشأت الإمارات كيانات عسكرية خارجه عن الدولة، ودعمتها بالمال والسلاح وزرعت بداخلها سرطان صراع جديد وعنصرية مقيتة تهدف إلى فصل الجنوب عن الشمال.
واستمرت حالة الفوضى في المدينة خلال السنوات الماضية، في الوقت الذي كانت فيه أبو ظبي تنشر وباء اطماعها نحو ميناء عدن وجزيرة سقطرى المطلة على المحيط الهندي والمهرة وحضرموت وشبوة وغيرها.
وفي أغسطس الماضي قاد ما يسمى بالمجلس الإنتقالي التابع لها عملية تمرد وانقلاب على الحكومة الشرعية في عدن شهدت فيها معارك عنيفة تعرضت خلال القوات الحكومية لأبشع مجازر الإبادة من مقاتلات الإمارات.
احتفاء يمني بثورة التحرر من الإستعمار
وقال عدد من النشطاء أنه من المؤسف أن تحل الذكرى 56 لثورة أكتوبر وعدن تئن تحت وطأة مشاريع الفوضى والاختلالات المدعومة من الخارج.
واستلهم عدد من النشطاء والكتاب النضال والتضحيات التي قدمها أحرار ثورة أكتوبر من أجل نيل الحرية والإستقلال.
يقول مستشار الرئيس اليمني “نصر طه مصطفى، إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر تذكر بإكبار نضالات شعبنا اليمني الأبي من أجل حريته واستقلاله.
وأضاف كما نتذكر بإجلال رفضه للاحتلال ومقاومته له من أجل حياة كريمة يقودها أبناؤه، مؤكدا أنها روح حاضرة على الدوام ولا يمكن أن تخبو أبداً.
من جانبه أكد الصحفي “عدنان الضلعي” أن ثورة أكتوبر تمثل فجر الحرية الأولى وبداية تطهير اليمن من كل معتدٍ خارجي.
وأضاف أن الثورة انطلقت حينها من جبال ردفان بقيادة راجح بن غالب لبوزة، وهي ثورة غيرت مجرى التاريخ اليمني بخروج آخر جندي بريطاني من اليمن، والحضارة والأصالة.
ثورة رص الصفوف
وذهب الناشط “عبد الكريم عمران” إلى أن أهم منجزات ثورة اكتوبر توحيد جنوب اليمن تحت كيان سياسي واحد بعد ان كان أكثر من 20 سلطنه ومشيخة ثم جعلت من اولى اهداف هذا الكيان السياسي هو السعي لتوحيد شطري اليمن ونص على ذلك في اول دستور لجمهورية اكتوبر الوليدة.
وقال الصحفي “عمار النجار” إن ثوة 14 أكتوبر أكدت واحدية الثورة اليمنية ووحدوية اليمنيين عبر التاريخ، لافتا إلى أنها حقائق لا تقبل الشك أو الجدل مهما حاول البعض ممن لم يعيشوا عصر الثورتين والأحداث التي رافقتهما أن يزرعوا في نفوس الأجيال من عوامل التشطير وإثارة العنصرية والمناطقة المقيتة.
واعتبر الصحفي “سمير حسن” أهمية ثورة 14 أكتوبر تكمن في أنها كانت بداية التحرر من الظلم والاستبداد والاستعمار وانتاج الدولة لأول مرة بهوية موحدة للشعب اليمني.
ولفت إلى أن احتفاؤنا بهذه المناسبة لخالده هو تجسيد لقيم التحرر واستعادة الدولة وانهاء التمرد لمليشيا الحوثي الانقلابية وكل من سار على نهجه.
وعلق وزير الشباب والرياضة في الحكومة اليمنية “نايف البكري” قائلا: ثورة الأجداد تعالى علينا بذكراك الجميلة، مري على منازل الأحفاد واطوى ستائر الظلام، ادخلي علينا بنورك وأملك.
وأضاف: مري وراقبي الأضداد والأحزاب وتأملي المسميات والكنى والمتارس والحواجز بين أحفاد الثوار، وأنثري من مسك دماء شهدائك على الأرجاء علنا نتذكر فنتفكر ونتعظ.