عقل يدرك خطورة التعصب الذي يعمي البصيرة، ومصدرها العقل، ويرسخ الجهل والتخلف، بتناحر وقهر وظلم وقتل وسحل واغتصاب ما يمكن اغتصابه يبدأ بالعقل وينتهي بالكرامة، وطنا وأرضا وانسانا.
جميل ان يتقدم البعض بالتهاني والعرفان للمعلم في يومه العالمي، بمفردات رائعة وتعبير جميل منمق، والأجمل هو من يسعى لإصلاح حال هذا المعلم على الواقع، لتحسين مستواه المعيشي والمهني ليثمر ويبدع، وإثمار وابداع المعلم يصب في الانسان، وفي العقل البشري كمحور لنهضة وتقدم وازدهار الأمم.
نحن في أمسّ الحاجة اليوم لعقل مفكر يخرجنا مما نحن فيه، لنكن امة محترمة بين امم المعمورة، امة تعيش في سلام وحب و وئام، تقدر قيمة الحياة والسعادة، وتعمل بجد لتنهض وتتقدم لتواكب متغيرات العصر وتلحق بالأمم المتقدمة.
عقل يدرك خطورة التعصب الذي يعمي البصيرة، ومصدرها العقل، ويرسخ الجهل والتخلف، بتناحر وقهر وظلم وقتل وسحل واغتصاب ما يمكن اغتصابه يبدأ بالعقل وينتهي بالكرامة، وطنا وأرضا وانسانا.
كل تلك المآسي وتلك الرداءة والانهيارات المتتالية، مصدرها عدم الاهتمام بالمعلم، وبالتالي بالتعليم، بنتائج سلبية تنعكس على الانسان والتنمية البشرية والمجتمع، للبحث عن المشكلة علينا البحث في حال التعليم وأحوال المعلم، بعيدا عن المزايدات واختيار أفضل المفردات في التسابق لتهنئة معلم مهدور الطاقات غير قادر على الابداع على انجاز بحث علمي مهني صادق بعيدا عن العصبية السياسية والايدلوجية والنفاق والتدليس وتزوير الحقائق.
بكل اختلافاتنا وأطيافنا ومشاربنا الفكرية والثقافية، نتطلع لتغيير حقيقي لواقعنا البائس، ببؤس العقل والتفكير، بؤس الانسان الغارق في وحل الصراعات والحروب، والمتسلح بأدوات الدمار والخراب والقتل والقهر، وغير القادر على استخدام العقل في تفكير سليم ينتج حلول.
لنتفق عن شرعية دولة النظام والقانون التي نتغنى بها في خطابنا الغني بالفضائل، وسلوكنا الملطخ بالرذائل، كمعاقين فكريا عن تغيير حقيقي لحياتنا، نراوح في دائرة المشكلات غير قادرين على الخروج منها.
لن تنهض امة بعشوائية وارتجالية التربية والتعليم، ومعلم مهان محروم من أبسط حقوقه في الحياة الكريمة، ليصنع جيل معتز بكرامته وآدميته بل انسانيته.
ما يحدث اليوم من عبث في التعليم تحت دعم منظمات دولية، تزج بمعلمين غير مؤهلين ودون شروط والتزام بنظم وقوانين الوظيفة كانت موقته أو رسمية جريمة للتربية والتعليم كرسالة، في خرق سافر لنظم التوظيف والتعاقد المكتسبة لسنوات عجاف من نضال وتضحيات الناس في ترسيخ دولة النظام والقانون والتوظيف وفق استحقاق ومعايير عادلة ومهنية بقانون وزارة العمل والقوانين الفاعلة، وكشوفات المنتظرين لسنوات في تطلع نحو اختيار ما هو أفضل لنطور منه، ونتجنب ما هو سلبي، إذا أردنا أن نتقدم دون أن نتخلف.
أي دعم لمنظمات دولية يجب أن يتماشى ونظم وقوانين الدولة التي ننشدها وينفذ في اطرها، وينمي من تطلعاتنا لها، دون عشوائية وهوشلية، تودي لعبث، ليس في التعليم كرسالة فقط، بل في النظام والقانون، في التغيير الذي يتطلع إليه الناس في المستقبل المنشود، عبث وجد القائمون فيه فرصة للإفساد والمحاباة والوساطات والتمايز لتدمير استحقاق الناس المسجلين في وزارة العمل، وحشوا المدارس بأعداد من الموظفين الذين لا يخضعون لأبسط معايير المهنة، ولا الرقابة والتوجيه التربوي، عبث يفخخ التربية والتعليم والمستقبل بمزيد من المشكلات عندما يفتح باب التوظيف سيجد القائمون أنفسهم أمام مشكلات عدة، من المستحق بالرسالة؟ هل ذلك المتعاقد بالوساطة أو الصدفة، أم ذلك المنتظر على قائمة الحق القانوني في وزارة العمل، وعلى هكذا نقيس المستقبل الذي نفخخه بسلوكياتنا وأنانية واللامبالاة، ونحن ندمر نظم وقوانين التغيير وترسيخ دولة النظام والقانون دون أن نحسب حسابا عقلانيا لنتائج ما نقوم به من عشوائية وارتجالية.
————–
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.