في وقت تعيش مناطق سيطرة الحوثيين حالة من الفوضى الرعب يمن مونيتور/ مأرب/ خاص:
تفرض محافظة مأرب اليمنية، واقعاً مشرقاً في توفير الخدمات والاحتياجات الأساسية التي يصبوا إليها المواطن اليمني، في ظل الحرب والأزمات الإنسانية التي تعصف بالبلاد منذ خمسة أعوام.
تكتظّ المدينة بالآلاف من النازحين اليمنيين، الذين فروا من الحرب من محافظات يمنية مختلفة، نتيجة لملاحقة الحوثيين وانعدام الأمن والحريات في تلك المناطق، حتى غدت واحدة من كبرى المُدن اليمنية.
وباتت مدينة مأرب ورشة عمل كبرى تجمع خليط يمني متنوع من جميع المحافظات، بعدما كانت عبارة عن عدد من الشوارع والأحياء الصغيرة وتجمعات قبلية متناثرة. وتشهد اليوم توسعاً عمرانياً كبيراً على كافة المستويات.
وبعدما كان عدد سكانها لا يتجاوز 348 ألف نسمة يقطنون في 477 قرية ضمن 14 مديرية، قارب عدد السكان اليوم المليونين، وذلك خلال أربع سنوات فقط، هي عمر الحرب.
يأتي ذلك، في وقت تعيش فيه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بما فيها العاصمة اليمنية صنعاء حالة من الفوضى وتدهور المعيشة، وارتفاع حالة القلق والرعب من قبل قمع الجماعة المسلحة، تغدو مأرب واحة للحرية ومركزاً للتسامح.
حركة نشطة.. ومدينة لا تنام
يقول نواف الوصابي، شاب، قادم من صنعاء إلى محافظة مأرب لقطع جواز سفر: “ما لفت انتباهي في محافظة مأرب وجود حركة نشطة متواصلة والكهرباء هنا لا تنطفئ مطلقاً موجود ليل نهار بعكس صنعاء لا يوجد فيها لا كهرباء عمومية أو حتى تجارية والتي توقفت بسبب انعدام الوقود.
ويضيف في حديثه لـ”يمن مونيتور”: شوارع مأرب تكتظ بالزحام، والكهرباء لا تنطفئ وهناك نشاط كبير في التعاملات التجارية وترميم للشوارع وإصلاح وفتح طرقات ازفلتية جديدة بالإضافة إلى رجال مرور ينظمون حركة السير، وأطقم الشرطة تحفظ الأمن في المدينة فعلاً أصبحت مدينة لا تنام.
وتابع: ” يحق لنا أن نتمشى ونسهر في شوارها حتى الصباح عكس مدينة صنعاء التي أصبحت مظلمة وتنقطع الحياة فيها بعد صلاة العشاء وانتشار لمسلحي الحوثي في أزقتها وشوارعها واحيائها.
ارتفاع العقارات وزيادة البطالة
وعلى الواقع الآخر، أسهم النزوح الكبير من اليمنيين إلى مدينة مأرب، واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه السلطة المحلية بالمحافظة، إذ ساهم العدد الكبير من النازحين في ارتفاع العقارات وانعدام الفرص الوظيفية.
ويقول الكثير من النازحين إن إحدى المشاكل التي تواجههم اليوم في مأرب تتمثّل في عدم توفّر فرص عمل ومصادر دخل كافية للنازحين من الموظفين، الذين فقدوا أعمالهم في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيّين.
صنعاء مدينة أشباح
على الجانب الآخر وفي منطق سيطرة الحوثيين، يقول ماهر المقبلي، يسكن العاصمة صنعاء، إن جميع الجهات الخدمية والمرافق الحيوية متوقفة الآن بشكل كامل بسبب احتكار جماعة الحوثي للمشتقات النفطية وتحويلها لتزويد مجهودهم الحربي ما جعل صنعاء مدينة أشباح بسبب توقف حركة الناس فيها.
وقال لـ”يمن مونيتور”: نعيش كارثة انسانية بكل المقاييس في صنعاء” مضيفاً “حتى العداد التجاري الخاص الذي كنا نقوم بشراء الكيلو الواحد 300 ريال انقطع عنا ولا وجود للكهرباء هنا بسبب انعدام الوقود”.
وألقت سياسة استحواذ جماعة الحوثي على المشتقات والوقود أزمة قاتلة في وصول المياه إلى منازل المواطنين وارتفاع سعر خزان الماء “الوايت” إلى 15 ألف ريال بعد ان كان يباع 4 ألف ريال على المواطنين في صنعاء.
من جانبه، قال أحمد قاسم، صاحب محل ورشه زجاج في صنعاء، إن الحياة في المدينة أصبحت جهاد، وأن العيش فيها بات باهض الثمن بسبب انقطاع الخدمات الأساسية وتضخم المعيشة وتوقف الحركة والنشاط التجاري.
وأضاف ” منذ أربع سنوات ونحن نكافح في محلاتنا للحصول على لقمة العيش، وكل يوم نزداد يقين أننا غير قادرين على الاستمرار إذا بقي الوضع على هذا الحال السيء”.