آراء ومواقف

جمجمة الحوثي وحلق صالح

د محمد جميح

قبل أكثر من سبعة أشهر طـُلب إلى الحوثيين الذهاب إلى عدن للحوار داخل اليمن…
رفضوا…
قالوا: لن يكون الحوار إلا في صنعاء.
بعدها وافقوا على الذهاب إلى جنيف…
إلى جنيف…دفعة واحدة…! قبل أكثر من سبعة أشهر طـُلب إلى الحوثيين الذهاب إلى عدن للحوار داخل اليمن…
رفضوا…
قالوا: لن يكون الحوار إلا في صنعاء.
بعدها وافقوا على الذهاب إلى جنيف…
إلى جنيف…دفعة واحدة…!
قالوا: لأجل المصلحة الوطنية…!
اضحك أيها القارئ أو ابكِ، وأنت تسمع الحوثي يذكر “الوطن والجمهورية”، اختر ما شئت…أنت محق في الضحك على الحوثيين أو البكاء منهم…!
طلب منهم حينها الانسحاب من عدن كبادرة حسن نية…
رفضوا…
وبعد…
اليوم سيذهبون إلى جنيف 2 أو مسقط 1 وقد خسروا أكثر من 70% من البلاد…
ذهابهم اليوم ملتبس وغامض…
أرسلوا موافقة خطية على قرار مجلس الأمن الذي قالوا عنه من قبل إنه مجرد حبر على ورق..
جميل…
لكن الرئيس السابق قال إن المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني لم تعد تعنيهم في شيء…
القرار الدولي مبني على أساس المبادرة ومخرجات الحوار، وصالح والحوثي يعترفون بالقرار ويرفضون المبادرة ومخرجات الحوار…!
من يحل لغز بيضة صالح ودجاجة الحوثي إذن…؟!
لا داعي للتذكير بالطبع بأن الرئيس السابق أصبح الناطق الرسمي للحوثيين…
أصدقائي أنصار صالح: لا تحتجوا على ذلك…
هو قال إنه يتكلم عن نفسه وعن الحوثيين في حواره الأخير…
رائعون هم الرؤساء عندما يتحولون إلى متحدثين رسميين باسم مليشيا حاربوها ست سنوات!
بالمناسبة…كان صالح يقول عن الحوثي إنه من “مخلفات الإمامة”، وكان الحوثي يقول عن صالح إنه “رأس الفساد”…
وبناء على ذلك…فإن عليهما ألا يلوما من لم ينضم لحلفهما، لأنه حلف “الإمامة والفساد”، حسب تأكيداتهما…
إذن…هم ليسوا شجعاناً يدافعون عن الوطن والجمهورية…
ولكنهم “فاسدون وإماميون” يدافعون عن مصالحهم…
والوطن يدفع الفاتورة…
لو كانوا وطنيين لما تحاربوا فيما بينهم ست حروب متوالية…
المصالح السياسية والمادية كانت وراء الحروب الست في الماضي، كما أنها وراء هذه الحرب الكارثية الآن…
لو رُفعتْ أسماؤهم من لائحة العقوبات الدولية لفرطوا في كل شيء…ولنفذوا القرار الدولي بحذافيره…
هم يضحون بالحرس الجمهوري…
بأبناء القبائل لمصالحهم…
ليس لأجل الوطن…

على كل حال…
توقعي وخوفي أن يمارس الحوثيون ذكاءهم وحذاقتهم المعهودة مرة أخرى في المحادثات القادمة…
وهنا ستكون المصيبة…
الملعب بدأ يضيق عليهم، فيما هم يمددون أحلامهم جهة العمق السعودي بعد أن احتلوا قصر الإمارة في جيزان بالطبع…!
على الحوثي وصالح أن يعرفا أن اللعبة قربت من النهاية…
على الأقل في شوطها الحالي…
لا داعي للمزيد من التذاكي الغبي…
ارفعوا أيديكم عن شعبنا…
عن بلدنا…
كونوا بشراً وحسوا للملايين الذين وضعتموهم في سجن كبير، ثم بغبائكم عرضتموهم للكارثة…
ارفعوا أيديكم عن اليمن…
اليمن أكبر من جمجمة عبدالملك الحوثي، ومن حلق علي عبدالله صالح…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى