الحق اليوم يحمل على عاتقه مبادئ وقيم المواطنة والحريات والعدالة، في دولة النظام والقانون الضابط لهما، تلك هي ضمانات الاستقرار والعيش الكريم والمساواة، إذا تشبع بها الفرد شبع معيشيا وخدميا.
يدعي الحق ويشن حربا تحت ذلك الادعاء، والحق بين والباطل بيّن، في نتائج السيطرة، في الافكار والثقافة والوعي في السياسات ومنظومة الضبط والتسيير، حروب الحق تنتج سلام دائم، دون ذلك لم يعد حقا بل باطل ينهي عن أشياء ويأتي بمثلها واسوأ، كعار عليه ولعنة علينا.
لن يحقق سلام من يتبنى وجهة نظر القاهرين للمجتمع بسلاحه، كاره باغض عنصري، يقتل ويسحل ويذبح وينتهك، ليفرض عليهم أمر واقع يتنافى كليا مع تطلعاتهم وآمالهم، ينشر طاقة سلبية تستلب حق الآخرين ويضعهم في خانة الاتهام والتخوين، ويحاكم ضمائرهم وأفكارهم ورؤاهم بمزاج سياسي خارج القانون ما لم تتطابق مع توجهاته.
الحق اليوم يحمل على عاتقه مبادئ وقيم المواطنة والحريات والعدالة، في دولة النظام والقانون الضابط لهما، تلك هي ضمانات الاستقرار والعيش الكريم والمساواة، إذا تشبع بها الفرد شبع معيشيا وخدميا.
الوعي لا يقبل حلول منقوصة، تبقي على أسباب ودواعي الصراع، وتنتصر لطرف دون طرف، ليبقى مجتمع متصارع متناحر منتقم من بعض.
والمجتمع المتناحر ضحية سهلة للاحتلال والارتهان والتبعية، مصاب بالعجز عن التفكير، مرهون بصورة ذهنية شحن بها وحرض لأجلها لصراع الانهاك الذاتي.
ويأتي الارهاب ذلك الشيطان المصنوع خارج حدود الأرض، والمستورد لتبرير التناحر والانهاك، ليستقطب قوى محاربة الارهاب الجهنمية، وتبدأ عملية كسر الكرامة والعزة ثم السيادة والارادة، ونزع التنوع الثري للحياة، بإيحاء أن كل ذلك رجساً من عمل الشيطان فاجتنبوه، بجهنمية القضاء على كل مخالف ومختلف لغرض فرض واقع محدد سلفا، يخدم أجندات معينة، تضر بالوطن والوطنية.
الارهاب فكر متطرف اصولي مغالي لحد العداء لمن يعارضه، يتفق الجميع أن لا دين له ولا منطقة ولا حزب، باعتبار ان التطرف موجود بين كل العقائد والمذاهب والمناطق والأيدولوجيات، بنسب متفاوتة بعضها يصل لحد استخدام العنف ضد من يعارضه ويختلف معه، ينتقل لمصاف الارهاب، عنفا لا يستند لحق يفرض واقع مغلق يضيق الخناق على الآخرين.
هناك من يرهب الناس فكريا وسياسيا واجتماعيا وروحيا وجسديا، بالعنف والعنف هو سيد الارهاب بأدواته المنفلتة.
المعني بمحاربة الارهاب هي الدولة العادلة بنظامها وقوانينها النافذة التي تضبط ايقاع الحياة والعلاقات، وتبني جسور الثقة وتقدم الضمانات والتطمينات لحقوق وأفكار الجميع، ترعى المواطنة على ما عداها، في أن يكون الناس مواطنين حقيقين في وطن لا يحد طموحهم عائق مذهبي أو طائفي أو مناطقي او سياسي او أيدلوجي .
محاربة الارهاب، هو بناء وطن يهتم في الانسان كفكر وثقافة، ليجعل منه فاعلا ايجابيا، يشارك في رؤاه وافكاره بحرية، ويجد من يتقبلها، هو تنافس حر بأفكارنا ورؤانا في مخاض فكري وسياسي يبلور تلك الأفكار ويفرز منها الايجابي من السلبي وفق حجج علمية ومنطقية منضبطة بقانون ونظام، يمكن أن نعيد الاعتبار للمجتمع والانسان، ونستأصل الارهاب من جذوره.
ما يحدث اليوم في عدن هو عنف يرهب، وينتج ارهابيين، وهناك كثيرا من المستلبين والمشحونين والمتهورين، يقعون في بالوعة الارهاب أو يبررون سلوكيات الارهاب، تحت عناوين مختلفة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.