اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

ما الذي يخبرنا به لقاء “خامنئي” بوفد الحوثيين في طهران؟!

تحليل عميق للقاء الذي حدث في طهران من واقع الصحافة الإيرانية الناطقة بالفارسية يمن مونيتور/ صنعاء/ تحليل خاص:
التقى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، بالمتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام ووفد مرافق له، الأسبوع الماضي، في لقاء خارج الأعراف الدبلوماسية الإيرانيَّة ليظهر إلقاء طهران بثقلها الكامل حلف جماعة الحوثيين.
لم يسبق أن التقى “خامنئي” بمتحدث ضمن جماعة مسلحة موالية للجمهورية الإيرانيَّة، من قَبل أمام وسائل الإعلام، وهي رسالة للداخل الإيراني والخارج الرافض للمشاريع الإيرانيَّة أن نفوذها في الشرق الأوسط لم يتأثر وأن الأوراق ستأتي اتباعاً.
بعد أيام أعلن الحوثيون إطلاق عشر طائرات مسيرة على حقل نفطي سعودي على الحدود مع الإمارات يبعد عن اليمن 1300كم. وهي الطائرات التي دائماً ما تُتهم إيران بتزويد الجماعة المسلحة في اليمن بها. وقالت الرياض إن حريقاً صغيراً شب في المنشأة النفطية وتم إخماده.
وأشاد الزعيم الإيراني “بالإيمان والمثابرة والروح القتالية” للحوثيين ضد التحالف الذي تقوده السعودية مؤكداً لهم أن “النصر النهائي” في الصراع.
لفتت الصحافة الإيرانيَّة الناطقة بالفارسية أن وعد “خامنئي” يشبه وعد قطعه ل”الحزب الله اللبناني” أُثناء الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي.
 
توقيت اللقاء
جاء الاجتماع بعد أيام قليلة من الاشتباكات في مدينة عدن بين القوات الحكومية وما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي و”الحزام الأمني” المدعومان من الإمارات، ووصفته الحكومة بالانقلاب على الشرعية في عدن.
استغل “خامنئي” اللقاء لتوجيه اتهامه للسعودية والإمارات بأنهما تعملان على تقسيم اليمن.
وكتبت صحيفة “جوان” الفارسية تحليلاً واصفة ما حدث في عدن بـ”الانقلاب النعمة” على الحوثيين في اليمن. فيما كتبت صحيفة كيهان بنسختها الفارسية، وهي الصحيفة المقربة من المرشد: أن ما حدث في عدن ينهي “شرعية” التدخل السعودي/ الإماراتي في اليمن. مضيفة “أن الاشتباكات بين الطرفين تشير إلى مدى قلقهم من تزايد قوة الحوثيين، الذين كانوا يقاتلون بقوة منذ 52 شهراً”.
وركزت وكالة مهر في تحليل لها إلى أن “المرشد الأعلى” تلقى رسالة من “عبدالملك الحوثي” زعيم الجماعة في اليمن، وأنه قام بفتحها في نفس الوقت وقرأتها: “ما يشير إلى اهتمام المرشد بالجماعة في اليمن وفي العادة لا يقرأ الرسائل في نفس الوقت”. لافتة إلى أن المرشد سبق أن رفض رسالة أمريكية جاءت مع رئيس الوزراء الياباني.
يشير ذلك إلى أولوية القيادة الإيرانيَّة الحالية بالاعتماد على الجماعات الموالية لها في المنطقة كوسائل ضغط على الخيارات الدبلوماسية المطروحة.
ويأتي اللقاء بعد تزايد ضربات الحوثيين على “السعودية”، والحديث عن تعاظم قوته مع تفكك خصومه في التحالف العربي الذي تقوده الرياض.
ويشير إلى أن اللقاء لم يكن ليحدث لولا “انقلاب عدن” ضد الحكومة الشرعية حيث أفقدت الكثير من ثِقلها الدولي. وعقب أيام من اللقاء أعلن الحوثيون عن عودة العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع إيران بتعيين إبراهيم الديلمي سفيراً لليمن في طهران، وهو ما رفضه النظام الإيراني طوال خمس سنوات. ورفضت الحكومة الشرعية هذا التعيين واعتبرته انتهاكاً إيرانياً لقرارات مجلس الأمن الدولي.
 
التعهد بالولاء
نقلت الصحافة الإيرانيَّة مخاطبة محمد عبدالسلام ل”خامنئي بالقول: “إننا نعتبر ولايتكم امتدادا لخط نبي الإسلام(ص) وولاية أمير المؤمنين(ع) مضيفا أن مواقفكم الحيدرية والعلوية في دعم الشعب اليمني المظلوم تمثل امتدادا لخط الإمام الخميني (قدس) ومدعاة للبركة ورفع المعنويات”.
وتشير وكالة أنباء الشباب الإيرانيَّة في النسخة الفارسية إلى أن هذا التصريح بالتأكيد هو “تعهد (بيعة) ويمين ولاء”.
ولفتت الوكالة إلى أن الولايات المتحدة و”دول الغرب” تقول إن الجمهورية الإيرانيَّة تزعزع أمن المنطقة، وتضع وقف ذلك شرطاً للتفاوض بشأن “الاتفاق النووي” لكن ما يحدث أن إيران “تضغط هنا” عبر الجماعات في المنطقة.
تندفع إيران لإرسال رسالة إلى الداخل الإيراني مردها أن التوتر في مياه الخليج والخروج من العقوبات ضد الجمهورية الإيرانيَّة سيتم دون حرب بتحريك أدواتها في المنطقة العربية للإضرار بمصالح الغرب والخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية.
يتضح ذلك لاحقاً من خلال استهداف الحوثيين لحقل “الشيبة” النفطي. وقبل ذلك باستهداف منشأة نفطية غرب الرياض في مايو/أيار2019م.
يستمر وفد الحوثيين في طهران، ويوم السبت، رأست إيران قمة ثلاثية جمعتها مع وفد الحوثيين وأربعة سفراء في إيران (ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا) وهي لقاءات كانت تعقد العامين الماضيين بين الأربع الدولة+ إيران لبحث الملف اليمني، والآن تمكن الحوثيون من اللقاء مباشرة لتقديم رؤيتهم للحل في اليمن.
لذلك يُعتبر اللقاء نقطة تحول كبيرة في علاقة الجماعة المسلحة بالنظام الإيراني، ليظهر أنها بلغت ذروتها الآن بالمقابل تتزايد التحالفات في طرف الحكومة الشرعية توسعاً.
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى