أناشد كل العقلاء والمخلصين من عرب وغيرهم أن يوقفوا هذه الحرب المجنونة ويدركوا اليمن قبل أن يفقدوا منبتهم الأصلي، فهذه حرب عبثية يخسر فيها الجميع والرابح الوحيد هم أعداء الأمة العربية والإسلامية.
بعد الاتقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية عام 2014 واستيلائهم على الحكم بدعم إيراني ، استغاث الرئيس هادي بالسعودية لمقاومة الحوثيين وإعادة الشرعية فشكلت الأخيرة تحالفا من عدة دول عربية وإسلامية ابرزها ” الإمارات ” ،وبدأت الحرب على الحوثيين في شهر آذار 2015 بقصف جوي ” عاصفة الحزم ” استمر حوالي سنة .
ثم أعلنت السعودية عملية ” إعادة الأمل ” وهي عملية عسكرية برية قامت بها السعودية وحلفائها بهدف طرد الحوثيين وإعادة الحكومة الشرعية اليمنية .
أيها السادة : تنفرد هذه الحرب القذرة بتغير الولاءات والتحالفات فيها حسب المصالح الشخصية ،ومن آخر تقلباتها انقلاب الإمارات على السعودية وتقربها من إيران ودعمها لعدد من الميليشيات الجنوبية في عدن لتحقيق مصالحها .
أيها السادة: إنها الكارثة تحيط باليمن جراء هذه الحرب المجنونة، إذ قالت تقارير لمنظمة الأمم المتحدة: أن هذه الحرب تسببت بمقتل اكثر من 300 ألف يمني، وهدمت بيوت الناس ومساجدهم فشرد الملايين منهم ، وها هم خيرة أبناء اليمن يعيشون في المنفى بما فيهم الرئيس هادي ، كما تم تدمير البنية التحتية للبلاد وخسرت اليمن اقتصادها ومؤسساتها وشرعيتها وأصبحت تقتات على المساعدات .
أما عن الأطفال فقد تسببت الحرب في موت اكثر من 100 ألف طفل يمني من الجوع، وقالت منظمة اليونسيف : “في اليمن اليوم يموت طفل كل عشر دقائق من أمراض كان يمكن منعها وبسهولة” ، عدا عن الذين يقتلون بسبب الحرب ، ودمرت المدارس والمستشفيات واصبح أكثر من نصف طلاب اليمن بلا مدارس .
أيها السادة: تتعرض اليمن الآن لخطر التقسيم فالحوثيون يحتلون صنعاء وشمال اليمن ، والتحالف انقلب على نفسه في عدن ومَكّن القوى اليسارية والشيوعية من احتلال عدن وسيسيطرون على الجنوب كله ويعلنون دولة مستقلة .
أهل السنة في اليمن لا بواكي لهم فقد حوربت طليعتهم المُصلحة المتمثلة في حزب الإصلاح اليمني ( إخوان مسلمون ) وسجن أعضاءه ،وقتلت قياداته وشُردت في الأرض ، وأصبحت اليمن في حالة يرثى لها من البؤس والشقاء .
أناشد كل العقلاء والمخلصين من عرب وغيرهم أن يوقفوا هذه الحرب المجنونة ويدركوا اليمن قبل أن يفقدوا منبتهم الأصلي، فهذه حرب عبثية يخسر فيها الجميع والرابح الوحيد هم أعداء الأمة العربية والإسلامية.
نقلا عن صفحة الكاتب على “فيس بوك”