تضارب الأنباء بشأن انسحاب قوات “الانتقالي” من مقرات حكومية في عدن
التحالف يعلن انسحاب “الانتقالي” من المؤسسات الحكومية في عدن والأخير ينفي يمن مونيتور/ متابعات خاصة
تضاربت الأنباء، اليوم السبت، بشأن انسحاب ما يسمى بقوات الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، من المقرات والمؤسسات الحكومية التابعة للسلطة الشرعية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوبي البلاد).
وقال التحالف في وقت مبكر اليوم، إن “وحدات الانتقالي وقوات الحزام الأمني بدأت بالانسحاب من المقرات المستحوذ عليها، والعودة إلى مواقعها السابقة في المدينة التي تتخذ منها السلطة المعترف بها دولياً مقراً لها.
يأتي ذلك بعد بيانين من التحالف صدرا مؤخرا رفض فيهما ما حدث في عدن، وطالب بوقف إطلاق النار وعودة قوات الانتقالي لمواقعها السابقة.
من جهته، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن قوات من المجلس الانتقالي الجنوبي، انسحبت من بعض المقار الحكومية في محافظة عدن جنوبي البلاد.
وقال الإرياني في سلسلة تغريدات عبر تويتر، “نرحب بخطوة انسحاب المجلس الانتقالي من عدد من المقرات الحكومية في مدينة عدن”.
ومن بين المواقع التي انسحبت منها قوات الانتقالي بحسب الوزير، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والمجلس الأعلى للقضاء، والبنك المركزي، ومستشفى عدن.
وأضاف: “يجري استكمال إجراءات تسليم وزارة الداخلية ومصفاة عدن إلى ألوية الحماية الرئاسية بإشراف تحالف دعم الشرعية”.
واعتبر الوزير أن “ما حدث في عدن فرصة مهمة لمراجعة شاملة وتحفيز العمل المشترك للحفاظ على الدولة اليمنية”.
وثمّن “عاليا دور الأشقاء في السعودية ودولة الإمارات في احتواء أحداث عدن”.
ودعا الإرياني “إلى توحيد كافة الجهود الوطنية في المعركة الرئيسية لليمنيين وعدم الانشغال بمعارك جانبية، وبما يضمن استعادة الدولة وإسقاط انقلاب المليشيا الحوثية المدعومة من إيران”.
ولم يشر الوزير إلى وضع المعسكرات التابعة للحرس الرئاسي، التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي المدعومة من إماراتيا.
وفي السياق، قال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إن بلاده “متفقة مع الإمارات على استعادة أمن اليمن واستقراره”، وذلك عقب اتهامات لـ “أبو ظبي” بدعم “انقلاب” المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن على الشرعية.
وأضاف “آل جابر” في تغريدات نشرها السبت، عبر تويتر، أن الإجراءات المتخذة لمعالجة أحداث عدن (لم يحددها)، وتجاوب الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، “أكدت متانة العلاقات السعودية الإماراتية (يقودان التحالف العربي في اليمن)”.
كما شدد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، على أهمية توحيد “الصف والجهود” في اليمن لـ “إنهاء الخطر الإيراني”.
رفض انتقالي للانسحاب
من جهته، نفى نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، اليوم السبت، أن تكون هناك عملية انسحاب بل أن ما يحدث يأتي في إطار التفاهمات، مع قيادة التحالف، على لجنة مشتركة بقيادتها للإشراف على بعض المواقع الخدمية في المدينة.
واعتبر نزار هيثم، في حديث مع إذاعة مونت كارلو الدولية، “أن الانسحاب كمصطلح غير موجود، وما يحدث يأتي في إطار التفاهمات مع قيادة التحالف العربي، وهذه التفاهمات تصب دائما في خدمة المواطنين.
وأضاف “حاليا تم الاتفاق على أن تكون هناك لجنة فنية مشتركة لإدارة المنشئات الخدمية، كالبنك المركزي والمستشفى والمجمع القضائي، هذه المنشئات تعتبر خدماتية بالنسبة للمواطنين وبالتالي لا خلاف حولها وعملية تأمينها ستكون مشتركة تحت إشراف مباشر من قيادة التحالف بقيادة السعودية لضمان عدم تواجد أي عناصر قد تخل بالأمن في اتجاه الحكومة الشرعية”.
على الصعيد، توعدت قوات تابعة للمجلس، المدعوم إماراتيًا، السعودية، برد عسكري في حال تعرضت مواقعها للقصف في العاصمة المؤقتة عدن.
وقال “اللواء الخامس دعم وإسناد”، التابع لقوات “الحزام الأمني” المدعوم إماراتيًا، في بيان نشره عبر حسابه على فيسبوك، أنه في حال تعرضت معسكرات ما أسماها “المقاومة الجنوبية” للقصف فإن شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب سيصير كتلة مشتعلة ستحرق ما تبقى من سلام واستقرار في اليمن”.
وأشار البيان أن اللجنة السعودية وصلت عدن وطالبت الانتقالي بالانسحاب من كافة المواقع التي تمت السيطرة عليها، ومن بينها القصر الرئاسي في معاشيق ومحيطه، وأنهم تجاوبوا بالانسحاب.
وتابع بيان الانتقالي: “فكانت نواياهم بأن ترحل كافة قواتنا عن عدن، وهذا لا ولا يمكن نرتضيه ما دامت أروحنا في أجسادنا”.
وكشف عن تعرض قيادة اللواء، لتهديد بالقصف بعد قيام المقاتلات السعودية بإطلاق صواريخ ضوئية على معسكر اللواء الخامس في ردفان. وتابع البيان بلهجة حادة: “لن نتراجع ولن نتزحزح ولن تخيفنا طائراتهم”.
وكانت مقاتلات سعودية ألقت فجر السبت، قنابل ضوئية على مواقع تسيطر عليها قوات الانتقالي في منطقة “ردفان” شمالي عدن، بعد ساعات من إعلان قوات التحالف استجابة المجلس الانتقالي لطلب الانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها مؤخرًا في عدن.
انسحاب مؤقت
وقال مصدر محلي، إن قوات الانتقالي انسحبت من المباني الحكومية لحظة وصول اللجنة السعودية ثم عاودت السيطرة عليها بعد مغادرة اللجنة.
وأكد مصدر حكومي لوكالة “الأناضول”، أن مليشيات الانتقالي عاودت احتلال المؤسسات الحكومية بعد ساعات قليلة من تسليمها، مؤكداً أن تحليقاً مكثف لطيران التحالف في سماء عدن منذ صباح اليوم ولا يزال مستمراً.
وقبل نحو أسبوع، سيطرت قوات تابعة للانتقالي الجنوبي، على ألوية ومعسكرات تابعة للحكومة الشرعية، بعد معارك بين الطرفين انتهت بالسيطرة على القصر الرئاسي، وهو ما اعتبرته الحكومة “انقلابا كاملا” على الشرعية في عدن.