“نيويورك تايمز”: محاولات سعودية لثني الإمارات عن سحب قواتها من اليمن
مسؤولين بالديوان الملكي السعودي شعروا بخيبة أمل كبيرة من قرار أبوظبي يمن مونيتور/ متابعات
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الجمعة، عن تدخل مسؤولين بالديوان الملكي السعودي لمحاولة ثني الإمارات عن سحب قواتها من اليمن، مؤكدة أن “السعوديين شعروا بخيبة أمل كبيرة من قرار أبوظبي”.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن الإمارات تسحب قواتها من اليمن بوتيرة سريعة بعد تيقنها من أن الحرب الطاحنة التي حولت اليمن إلى كارثة إنسانية “لا يمكن كسبها”.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين وعرب مطلعين على التفاصيل قولهم إن خفضا في عدد القوات الإماراتية قد حدث بالفعل، مدفوعا برغبة الخروج من حرب مكلفة للغاية حتى لو أغضب ذلك حلفاءهم السعوديين.
وقالت إن الإماراتيين تجنبوا الإعلان عن خطوة الانسحاب علنا للتخفيف من انزعاج نظرائهم السعوديين.
غير أن دبلوماسيين غربيين أشاروا إلى أن السعوديين شعروا بخيبة أمل كبيرة نتيجة القرار الإماراتي، وأن كبار المسؤولين في الديوان الملكي حاولوا ثني المسؤولين الإماراتيين عن خطوة الانسحاب.
لكن مسؤولا في سفارة الرياض لدى واشنطن نفى للصحيفة أن تكون القيادة السعودية “غير سعيدة” بهذا القرار، مضيفاً أن قيادة الدولتين “تبقيان ملتزمتان بالأهداف الاستراتيجية بشأن اليمن”.
واعتبر المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته التزاماً بالقواعد السعودية، أن التغيرات التكتيكية أو العملياتية خلال الحملات أمر طبيعي ويتم تنفيذه بالتنسيق مع التحالف، على حد تعبيره.
وأكد أن أي فراغ تركه الانسحاب الإماراتي ستملأه القوات اليمنية التي “تم تدريبها على الوقوف وحدها دون مساعدة”.
يأتي ذلك بعد أيام من أخبار تداولتها وسائل إعلام إماراتية أفادت أن أبوظبي تعمل على الانتقال في اليمن من “استراتيجية عسكرية” إلى خطة تقوم على تحقيق “السلام أولاً”.
ونقلت وسائل الإعلام، عن مسؤول إماراتي كبير القول، “إبلاده تقوم بعملية سحب لقواتها من هناك ضمن خطة “إعادة انتشار” لأسباب “استراتيجية وتكتيكية”.
والإمارات هي ثاني أكبر دول التحالف العربي، الذي تتزعمه السعودية، بهدف استعادة اليمن من “الانقلاب الحوثي”، وتشرف أبوظبي بشكل رئيسي على الملف العسكري والأمني في المحافظات الجنوبية والشرقية المحررة من الحوثيين، منذ منتصف 2015.
وكان مسؤول إماراتي رفيع- طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة، أرجع انسحاب بلاده إلى الرغبة في دعم وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في الحُديدة (غرب) والذي دخل حيز التنفيذ في ديسمبر الماضي.
وأضاف “التزامنا تجاه اليمن لا يزال قائما”، مشيرا إلى أن القوات الإماراتية دربت تسعين ألف جندي يمني على ملء الفراغ بعد رحيلها، لكن مراقبون يرون أن هذه القوات لا تخضع للسلطة الشرعية.
وفي ما يتعلق بتداعيات هذه الخطوة قال مايكل ستيفنز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة (مجموعة بحثية مقرها لندن) إن الانسحاب “سيجعل السعوديين يدركون حقيقة أن هذه الحرب فاشلة”، مضيفاً “يخبرنا (الانسحاب) أن الطرفين الرئيسين في التحالف وهما السعودية والإمارات ليس لديهما التصور ذاته عن شكل النجاح (في اليمن)”.
وفي السياق قال بيتر ساليزبوري من” المجموعة العالمية للأزمات” (مستقلة تهدف لمنع الحروب) إن السعوديين مازالوا يأملون بنصر عسكري في اليمن.
وأضاف “هناك أصوات في الرياض تعتقد أن الحوثيين سيخنعون لرغبات السعودية إذا ضُغط عليهم بالحد الكافي”.
إلا أن “ساليزبوري” استدرك “هذه تبدو كأماني غير صالحة لرسم استراتيجية”.
ويقول مسؤولون غربيون التقوا بالسعوديين، لنيويورك تايمز “إن التوتر المتصاعد مؤخراً على خط إيران أدّي إلى بوادر تغير في حسابات الرياض”
وأوضحوا أن مسألة نشوب مواجهة مع إيران مع الاستمرار بمكافحة الصواريخ الحوثية التي تضرب الحدود الجنوبية للمملكة قد تكون أقنعت السعوديين بضرورة التوصل إلى سلام مع الحوثيين.
ويؤكد الإماراتيون أنهم لن يغادروا اليمن بشكل كامل، حيث أن فرق مكافحة الإرهاب المختصة بملاحقة أفراد تنظيم القاعدة، أحد أهم مخاوف الولايات المتحدة في اليمن، ستبقى على رأس عملها.
وستبقي أبوظبي على قوات مخفضّة في عدن بحنوب البلاد، بالإضافة لدعم تحالف من القوات اليمنية مؤلف من 16 فصيل تقدر أعدادها بحوالي 20 ألف مقاتل.
لكن مسألة قيادة الفصائل اليمنية المتشظية على الجبهات ستنتقل إلى إدارة السعودية، بحسب مسؤول يمني تحدث للصحيفة، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى تقدم للحوثيين على الأرض نظراً لقلة خبرة السعوديين بهذه المهمة التي كانت الإمارات تديرها، بحسب الصحيفة. –