أخبار محليةاقتصادالأخبار الرئيسيةتقاريرغير مصنف

الحرب في اليمن تحوّل 3 مدن اقتصادية بمحافظة حجة شمالي اليمن إلى أطلال

حوّلت الحرب ثلاث مدن اقتصادية وتجارية وزراعية بمحافظة حجة، شمال غرب اليمن، إلى أطلال، بحسب تقرير صادر عن ائتلاف الإغاثة في المحافظة. تلك المدن الثلاث التي ظلت على مدار العقود الماضية، عنوانا للنشاط الاقتصادي بقطاعاته التجارية والزراعية والملاحية.

يمن مونيتور/ صنعاء/ العربي الجديد
حوّلت الحرب ثلاث مدن اقتصادية وتجارية وزراعية بمحافظة حجة، شمال غرب اليمن، إلى أطلال، بحسب تقرير صادر عن ائتلاف الإغاثة في المحافظة. تلك المدن الثلاث التي ظلت على مدار العقود الماضية، عنوانا للنشاط الاقتصادي بقطاعاته التجارية والزراعية والملاحية.
 
حرض: مدينة اقتصادية تموت
وكانت مدينة حرض الحدودية مع السعودية، تشهد نشاطا اقتصاديا مزدهرا وتمثل موردا مهما لليمن من خلال منفذ الطوال الذي يعد أهم وأبرز المنافذ البرية في اليمن ويمثل إحدى ركائز التبادل التجاري مع دول الجوار، وعلى وجه الخصوص السعودية، وبلغت عائداته الجمركية 27 مليار ريال يمني (126 مليون دولار) في عام 2013، بحسب تقارير حكومية.
 كما مثلت مدينة حرض محطة للمسافرين من وإلى السعودية، ولذا انتشرت فيها الفنادق والمطاعم وفروع الشركات التجارية، وخدمات النقل البري، ويقول السكان إنها المدينة التي لا تنام والحركة التجارية فيها لا تتوقف، وأصبح كل شيء من الماضي وتحولت المدينة إلى مجرد أطلال ويتربع الخراب كل مكان.
وأكد تقرير عن ائتلاف منظمات المجتمع المدني بمحافظة حجة، صدر مساء أمس الأول الأحد، تدمير الحوثيين لكل مقومات الحياة والنشاط الاقتصادي في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى تردي الوضع المعيشي ونزوح جماعي للسكان.
وقال التقرير إن الحوثيين أغلقوا منفذ الطوال الحدودي في حرض ونهبوا ممتلكاته وأدواته، مشيرا إلى قيام الحوثيين بتحويل المنفذ التجاري إلى ثكنة عسكرية لتنفيذ عمليات ضد السعودية، مما جعله عرضة للقصف والتدمير من قبل طيران التحالف العربي.
وذكر التقرير أن الحوثيين ومنذ اندلاع الحرب في مارس/آذار الماضي، قاموا بفرض إتاوات مالية على التجار تحت مسمى دعم المجهود الحربي، وقد حصّلوا تلك المبالغ بالقوة من خلال رسائل تهديد للتجار.
وتعرض نحو 42 فندقا للقصف والتدمير والإغلاق بمدينة حرض بسبب استخدامها من قبل الحوثيين في عملياتهم العسكرية، فيما نزح حوالى 17 ألف شخص من المدينة.
 
ميدي: منفذ بحري تحول إلى مطمع للحوثيين
خاضت جماعة الحوثي حروبا شرسة للسيطرة على ميناء ميدي، وأكد مستشار سابق للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لـ”العربي الجديد”: أنه كان من ضمن مطالب الحوثيين في مؤتمر الحوار، الحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر، في ميناء ميدي تحديداً شمال غرب البلاد، وأن هذا هو السبب لرفضهم لمشروع الأقاليم الستة وبالتالي إشعالهم الحروب الداخلية.
ويُنظر إلى ميناء ميدي -أحد المنافذ البحرية التي يمكنها استقبال سفن متوسطة بمحافظة حجة- على أنه أحد منافذ تهريب الأسلحة والإمدادات إلى الحوثيين خلال مواجهات الحرب السادسة، وتكمن أهميته في كونه متاخما للمياه الدولية السعودية ويقع في ممر حيوي على ساحل البحر الأحمر.
وأحكم الحوثيون قبضتهم على الميناء والمناطق المحيطة به منذ سبتمبر/أيلول 2014، بدعم ومساندة من قادة عسكريين ومشايخ قبليين موالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
 وعقب انطلاق عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، فرضت القوات البحرية السعودية حصارا بحريا على ميناء ميدي اليمني قرب الحدود المشتركة مع اليمن والسعودية، وذلك لمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين.
وأكد سكان محليون لـ “العربي الجديد”: أن الحوثيين استخدموا المؤسسات الحكومية لإدارة عملياتهم العسكرية، ما نجم عنه تعرض المدينة للقصف الجوي، وأدى ذلك إلى نزوح السكان وإغلاق جميع المحلات التجارية وفروع الشركات.
وحسب تقرير ائتلاف الإغاثة في محافظة حجة، نزح أكثر من 10 آلاف من سكان ميدي من مختلف الفئات العمرية. وأكد التقرير أن الحرب دمرت المباني الحكومية والمستشفيات والمراكز الصحية في المدينة وأغلقت شركات الاتصالات والشركات التجارية الخاصة وعشرات المحلات التجارية والأسواق الشعبية والفنادق والمطاعم.
 
عبس: المزارع الخضراء تحوّلت إلى فحم
اشتهرت عبس بكونها مدينة زراعية خضراء، تضم عشرات المزارع، ولذلك أصبحت مطمعا للنافذين من مسؤولي اليمن، وامتلك الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أكبر المزارع بالمدينة وتعرف بـ “مزارع الجر”، وتبلغ مساحة المزارع المملوكة لصالح فيها حوالى 30 كلم مربعا.
وكان صالح يقضي إجازاته في مزارعه بمدينة عبس، والتي تحتوي على عدد من المنازل والحدائق والمسابح. ويقول مسؤولون في وزارة الزراعة اليمنية، إن منطقة الجر غرب مديرية عبس بمحافظة حجة تضم أكبر مزارع المانغو في اليمن والشرق الأوسط وتقدر مساحة الأرض المزروعة فيها بحوالى 15 ألف هكتار.
وتضم المنطقة استثمارات للجيش اليمني وقادته الموالين لصالح تتمثل في مزارع مانغو ومتنفسات سياحية وحظائر أغنام ومزارع دواجن.
وعقب انطلاق عملية “عاصفة الحزم في مارس/آذار الماضي، شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، عشرات الغارات على مزارع تابعة للرئيس المخلوع على عبدالله صالح وعدد من المواقع الخاصة بمليشيات الحوثيين في مدينة عبس بمحافظة حجة شمال اليمن.
 كما شن الطيران العربي غارات على مزارع لمسؤولين مقربين من صالح وقادة في الجيش الموالي له، ومزارع لنافذين ووجاهات قبلية واجتماعية، بينها مزرعة للملاكم البريطاني من أصول يمنية نسيم حميد كشميم، حصل عليها هدية من صالح عقب إنجازاته الرياضية.
وقال سكان محليون لـ”العربي الجديد” إن الحرب دمرت معظم مزارع المدينة، وإن المساحات الخضراء تحولت إلى رماد وحطب يستخدمها من بقي من الأهالي في الطبخ نتيجة انعدام غاز الطهو، كما يقوم البعض بتحويل الأشجار إلى فحم والمتاجرة به.
وحسب تقرير ائتلاف الإغاثة في محافظة حجة، فقد نزح نحو 11 ألف مواطن من مدينة عبس.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى