دماءٌ كثيرة وحياءٌ قليل!

إفتخار عبده

صورٌ لقتلى تقشعر منها الأبدان؛ تسأل ذاتك عند رؤيتها ما ذنب من قتلوا وقصفوا؟ ثم ما ذنب من يشاهد هذه المناظر التي تثير الرعب والخوف وتحيل المشاهد إلى شخص مهزوز لا ثقة له بأحد ولا رغبة له بالحياة ومن فيها.

يحدث اليوم ببلادنا العربية خراب ودمار ومآس تفوق الأرقام كلها، مآس غطت الصحف الورقية، أخبار متوحشة تكتب بالخط العريض.

لا أدري لماذا تكتب بالخطوط العريضة عن غيرها من الأخبار، هل  من باب التباهي أم من باب التعزير؟!
صورٌ لقتلى تقشعر منها الأبدان؛ تسأل ذاتك عند رؤيتها ما ذنب من قتلوا وقصفوا؟ ثم ما ذنب من يشاهد هذه المناظر التي تثير الرعب والخوف وتحيل المشاهد إلى شخص مهزوز لا ثقة له بأحد ولا رغبة له بالحياة ومن فيها.
لم نكن على علم بمن المسبب لهذا كله أو أننا نعلم من هو المسبب  لكنا نخشى أن نذكره ونواجهه، لأننا نرى فيه العظمة والعلو والرفعة.. نخشى على ذواتنا منه كثيراً، فنترك ذكره ونذهب نقتتل فيما بيننا، فمنا من يقاتل دفاعا عن الذات والعرض.. ومنا من يقاتل انصياعا لمن له مصلحة في إشعال الفتن في الأراضي العربية ونحن في كل الأحوال ضحية سذاجة نعيشها.
 من الطبيعي أن يرد هذا السؤال هذا على  البال، لماذا الصراع في البلدان العربية دون غيرها من البلدان؟
لماذا تسفك الدماء بهذا الشكل المرعب في الأراضي العربية عن غيرها ولا أحد يحرك ساكنا؟ بل إنك تجدهم متباهين بقتلاهم وجرحاهم وإنجازاتهم التخريبية، وفي الوقت ذاته إذا ماحدث وتم اختطاف رجل غير عربي في أرض عربية تقام الدنيا ولا تقعد ويعمل الإعلام على تحري الحقيقة وتشتغل طائرات دون طيار بالبحث والتنقيب وتقف الدول على أطراف أصابعها خشية أن يحدث لهذا الفرد مكروه وقد يكون ينعم بعيش رغيد في فترة اختطافه.
 ترى ما الفرق بينه وبين أولئك الآلاف الذين يقتلون في اليوم والليلة من العرب، ما الفرق بينه وبين المختطفين العرب الذين يتم تعذيبهم أبشع أنواع العذاب وهم لا ذنب إلا أنهم قالوا أو كتبوا ذات يوم كلمة حق نشرت.
لماذا أصبح الدم العربي رخيصاً لا ثمن له إلى هذه الدرجة الباعثة للحسرة والندم؟
كثر سفك الدماء بين أوساط العرب وقل الحياء بينهم حتى ضاع ما يسمى احترام الذات والآخر فوصلنا إلى ما نحن فيه الآن  نعيش في قلةٍ من الحياء وكثرة من الدماء المسفوكة!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى