تُعد مواقع التواصل الاجتماعي المتنفس الرئيس لليمنيين هروباً من واقع الحرب والتشرد والتيه.
الأزمة اليمنية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم؛ فكلما أحس اليمنيون أنهم على أمل أن يخرجوا من عنق الزجاجة يصفعهم الواقع بتعقيدات جديدة لا فكاك منها.
ترى كيف يقضي أبناء اليمن أوقاتهم في ظل الحرب والبطالة وعسر الحال، لا شك أنهم يبحثون عن ملجأ جديد يتنفسون منه عبق الحياة فلهذا تجدهم يقبلون على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير ومستمر لقضاء الأوقات وهم في غفلة عن الواقع، هروب مباشر من الواقع المتعب المؤلم والكئيب.
متنفس واحد يجده أبناء اليمن، ففيه يستطيعون أن يتحدثوا ويتركوا تعليقات على ما يحدث في أرض الواقع وبه أيضا يستطيعون أن يسخروا من الواقع ومصائبه ويضحكون على من يدوسون على رؤس الضعفاء وأجسادهم، يقرؤون الواقع قراءة أخرى، فتجد نسبة الإقبال على شبكات التواصل الاجتماعي تتسع يوما بعد آخر وتنفق الأموال عليها دون حزن أو أسى.
فكم من أناس أذهبوا الأوقات والأموال على هذه الشبكات دون أن يبدوا أسىً أو حزناً على ذلك، تجدهم يتعللون أنهم بهذا ينفسون عن ذواتهم كرب الحياة، كي يبتعدون عن مصائب الحرب فقط، ولو لوقت قصير، وكم من أناس يحاولون أن يحصلوا على بعض من المال كي يستخدمون تلك الشبكات .
أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي في اليمن اليوم هي المنقذ الأساسي لأبناء اليمن من الأزمات النفسية والاكتئاب الذي يكاد أن يطمس على قلوبهم بكل وقت، وهي اللقاح ضد الأمراض القلبية المحتمة عليهم، بل أصبحت الزاد النفسي الأساسي لدى البعض منهم وهي صديق ودود لايمكن الاستغناء عنه حتى وإن بذل في سبيله المال كله إن وجد.
ورغم هذا لا ننصح كثيرا بأن نتيه في مواقع التواصل الاجتماعي التي قد يكون لها تاثيرات عسكية إن أفرطنا في العيش معها ونسيان الواقع الذي هو أيضا بحاجة لمعايشة حقيقية وعقلانية بعقل ومنطق دون إفراط في التفكير أو لا مبالاة مفرطة.
الحياة بحاجة إلى توازن في الاهتمام واستخدام نعمة مواقع التواصل الاجتماعي في صنع البسمة وجلب التفاؤل وزراعة الأمل في نفوس الآخرين كي لا يكون هناك آلام جديدة وأوجاع متواصلة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.