كتابات خاصة

مليارات المخلافي

سلمان الحميدي

كان التحرك يبدو ارتجاليًا، لكنه كان يكسب للمقاومة والشرعية، وحين بدا أنه يفضح الفصائل الأقوى المحسوبة مباشرة على التحالف، كان لابد من إخراجه، لإبطاء إيقاع المعركة بما تقتضيه الحسابات السياسية وأجندات أخرى.

استطاع حمود المخلافي، قائد المقاومة في تعز، أن يفتح جبهات ويكسر الحصار بإصراره على دخول المدينة من غربها. يحسب ذلك الفعل البطولي له، نختلف أو نتفق مع الرجل إلا أن معطيات الواقع شاهدة على شجاعته وإصراره وعلى التأكيد أن ليس في رأسه غير تعز وتحرير البلاد من المليشيا.

كان التحرك يبدو ارتجاليًا، لكنه كان يكسب للمقاومة والشرعية، وحين بدا أنه يفضح الفصائل الأقوى المحسوبة مباشرة على التحالف، كان لابد من إخراجه، لإبطاء إيقاع المعركة بما تقتضيه الحسابات السياسية وأجندات أخرى.
كان الجرحى يتزايدون بتناقص أطرافهم، ومع ارتفاع الأنات تتعفن جروح الأبطال. أي قيادي لا يهتم بجراح أفراده يعلم أن ذلك يؤثر على أداء المتواجدين في الميدان، ثم إنه من الشرف الكبير أن تضمد جرح بطل أصيب وهو يدافع عن البلاد.
الصندوق المالي الخاص بالتحالف، كان أبو العباس الذي ذكر في احدى المقابلات أنه كان صرف لبعض القيادات مبالغ بالعملة السعودية، من بينهم الشيخ المخلافي.. كان المبلغ ضئيلًا قياسًا بوطيس المعركة وتداعياتها.
ورغم تقدم المقاومة في معظم جبهات تعز، إلا أن الضائقة شملتها، من ناحية تغطية أدنى احتياجات المقاتل التي تجعله مستمرًا في مترسه، بما في ذلك الذخيرة، رغم الإنزال الجوي للتحالف العربي والذي ذهب بعضه لمن لا يقدر حجم المعركة.
لم يعدم المخلافي الحيلة، وكان أينما ذهب يلقى استقبالًا حاشدًا، من شبوة إلى مأرب، وقد استغل تنامي الشعبية لصالح دعم مقاومة تعز كما ظهر في مأرب بين حشد قبلي أعلن بعض من حضروا تقديم دعمهم المادي لمقاومة تعز عن طريق قائد مقاومتها، وللعلم: الكثير من العتاد تم احتجازه من قبل أبطال التسمية الأخيرة “حزام”.
سيدخل المخلافي المملكة العربية السعودية معززًا مكرمًا، وستسمح السلطات هناك باستقباله وتجمع محبيه بشكل لافت، لم تزدحم الصالة فحسب بل اكتظ الشارع رغم تشدد المملكة فيما يخص التجمهر.
قابل المخلافي قيادات سعودية من الدرجة الأولى، وظهر محملًا بملفات الجرحى لا مطامع شخصية، وسيظهر في مقابلات متلفزة منهكًا، لا يعرف المراوغة ولا الحذق السياسي، سيقول بصدق الريفي مطالبًا بثلاثة أشياء وسيضمن وصول المقاتلين إلى كهف زعيم الحوثيين، كانت مطالبه هكذا: الفطيرة والذخيرة وعلاج الجرحى.
ظل يذهب ويعود، ثم كان القرار بعدم عودته..
طال غيابه، ومع ذلك لم ينس جرحى الأبطال… بعد أربع سنوات سيظهر في عمان وهو يستقبل دفعة من جرحى تعز، قام بالتنسيق لمعالجتهم في الخارج ليستر عورة الشرعية والتحالف معًا.. وينتقل بهم من مسقط إلى الهند.
كل ما ذكرناه، حقائق عادية ليست مهمة، كان التذكير بها مهمًا لتذكير شخص يدعى “جمال عطاف”، هذا الشخص وجدته في تويتر، رجل ملتح تظهر من جبهته علامات التقوى والورع، حسابه موثق هذا ما يؤكد أن الشخصية حقيقية وليس انتحالًا لصفات الزاهدين. هذا الرجل افترى فرية ـ ليس على المخلافي وحده، بل لو وزعت على كل فصائل المقاومة والجيش، حتى “السبعة”، بل أبناء تعز لما نالت واحد في المائة من الصدق.
نشر صورة المخلافي وقال بأنه “استلم خمسة مليار سعودي وفحط”.. خمسة مليار.. خمسة مليار لم يستلمها صندوق التحالف بكله..
مش إلا قالوا زمان “الكذاب ربي يحرقه بالنار”.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى