مساعٍ للحصول على دعم ضد الحكومة اليمنية.. ما الذي حققه “الزُبيدي” في موسكو؟! (تحليل خاص)
وصل عيدروس الزُبيدي رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة الروسية موسكو، في محاولة للحصول على الدعم ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وتمثيل القضية الجنوبية.
يمن مونيتور/ تحليل خاص
وصل عيدروس الزُبيدي رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة الروسية موسكو، في محاولة للحصول على الدعم ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وتمثيل القضية الجنوبية.
حسب الموقع الرسمي للمجلس فإن الزُبيدي التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدانوف، ليونيد سلوتشكي، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي (الدوما).
وقال الموقع إن لقاء سلوتشكي بالزُبيدي كان بحضور عدد من البرلمانيين الروس المتخصصين! مع أن الصورة أظهرت سلوتشكي وشخصين أخرين، ربما، من مكتبه.
في كِلا الاجتماعين ذكر الموقع أن الزُبيدي تحدث عن القضايا “وعلى رأسها القضية الجنوبية، وبما يخدم تطلعات الشعب الجنوبي التواق إلى استعادة دولته كاملة السيادة”. لكن المجلس الانتقالي لا يمثل القضية الجنوبية ولا الحراك الجنوبي الذي بدأ قبل تأسيس المجلس بعشر سنوات.
كانت وسائل الإعلام التابعة للمجلس الانتقالي قد استبقت زيارة الزُبيدي بتقديم عرض لعودة موسكو إلى مضيق باب المندب والتدخل في اليمن كما تدخلت في سوريا لقلب موازين القوى، والحصول على طموحاتها. ترغب روسيا في الحصول على موطئ قدم في المضيق كما بقية القوى الدولية الأخرى بعد أن رفضت جيبوتي مراراً وجود قاعدة عسكرية روسية.
الدعم الإماراتي
سافر “الزُبيدي” ووفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى روسيا حيث تعيش موسكو وأبوظبي مرحلة جيدة من التوافق عقب إعادة السفارة الإماراتية إلى دمشق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وكانت العلاقة قد استمرت في التحسن على الرغم من الأوضاع في سوريا، عقب زيارة ولي عهد أبوظبي لموسكو في 2016 والتي تبعتها زيارات أخرى. وتحاول الإمارات تقديم نفسها كحليف إقليمي بارز بديلاً عن الرياض لموسكو وواشنطن.
تساهم علاقة الإمارات الجيدة في موسكو في تفعيل جماعات الضغط لعقد لقاءات مع الفصائل الموالية لها. كانت أبوظبي قد دعمت خليفة حفتر الجنرال الليبي في موسكو ليحظى بدعمها، وظهر حفتر على ظهر حاملة الطائرات الروسية في يناير/كانون الثاني2017م.
في موسكو-أيضاً- أكد اجتماع بين “ابن زايد” وفلاديمير بوتين الرئيس الروسي في يناير/كانون الثاني2018 على الأرضية المشتركة للدولتين في القضايا الإقليميَّة، وتبادل أجهزة البلدين المعلومات والتوجهات تجاه قضايا المنطقة.
لكن على عكس تلك العلاقة فإن موسكو لم تُقدم شيئاً للمجلس الانتقالي الجنوبي -حليف أبوظبي- فعلاوة على زيارة السفير الروسي لدى اليمن إلى عدن ولقاء المسؤولين اليمنيين في نفس اليوم.
إلى جانب ذلك وعلى عكس ما أظهرته وسائل إعلام المجلس الانتقالي فإن الخارجية الروسية -نشرت بلغتها الأم(الروسية)- أن ميخائيل بغدانوف ناقش مع الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني “الوضع العسكري – السياسي والإنساني الحالي في الجمهورية اليمنية وبشكل أساسي في المحافظات الجنوبية”.
الخارجية الروسية أضافت أنه جراء النقاش حول “إنشاء عملية مستدامة لتسوية يمنية شاملة، تشمل جميع القوى السياسية الرائدة في تنسيق القضايا الرئيسية لمستقبل اليمن، بما في ذلك موضوع التنظيم الإداري على أساس الأقاليم”.
أما السفير الروسي الذي وصل عدن فقد أكد ” على دعم بلاده للشرعية اليمنية وحرصها على أمن واستقرار ووحدة اليمن”.
على عكس ما تعتقده أبوظبي التي قدمت الكثير من الاستثمارات في روسيا للحصول على الدعم الإقليمي فإن موسكو لن تغامر بعلاقة جيدة مع الرياض لصالح الإمارات، ومن الصعب أن تتجاوز الموقف الدولي الرافض لتجزئة البلاد على الرغم من الملف السيء الذي تحمله في سوريا. كما أن إرسال قوات روسية أو تدخل عنيف لموسكو في اليمن يبدو مستحيلاً لأسباب تتعلق بالمسافة وانعدام المصلحة في اليمن بعكس سوريا.