كتابات خاصة

الوجه الآخر للجريمة في تعز

سلمان الحميدي

الأخطر أن هذا التراشق، يضاعف من مصداقية أحاديث الناس التي تذهب إلى أن “الجماعة العباسية” تريد العودة للعبث الأمني داخل المدينة، وإلا لماذا يتم تحوير الجريمة بهذا الشكل؟

معظم أبناء تعز، يعرفون تقريبًا ما يُخطط للمحافظة وما يحاك لها.
يتحدثون الآن عن تدابير يجهزها أحد الأطراف للقيام بالعبث داخل المدينة وإعاقة التحرير، ولنكن واضحين، فإن هذا الطرف يخطط للقدوم من المكان الذي يعسكر فيه أبو العباس خارج المدينة.
الناس يتحدثون عن أشخاص وخلايا يدعمهم الرجل الأكثر تمويلًا في المحافظة، وإن كانوا بوجاهة عسكرية يقيمون في الداخل، في الحي الذي داهمته قوات الأمن والجيش عدة مرات لملاحقة مطلوبين أو إرهابيين، هذه هي كارثة التخندق في جهة ما ودمغها بلون واحد.
تأتي جريمة اغتيال المقدم عبدالله مقبل المخلافي في سياق ملغوم، القيادي المثقف والطيب الذي يحدث الناس عن ضرورة التفاني في مواجهة المليشيا، وتفعيل الأسلحة في الجبهات بدلًا من الأرصفة والشوارع، تم اغتياله الاثنين الفائت عبر أفراد محسوبين على أبو العباس.
العذر الذي جاء به القتلة، عذر ساذج، وهو أنهم اشتبهوا بسيارة المخلافي وأن لديهم مشاكل مع شخص لديه سيارة مشابهة لسيارة المقدم الشهيد، المتهمون الآن في المربع ذاته الذي كان ملجأ للمطلوبين، على أقل تقدير أن يتم تسليم القتلة امتثالًا للدولة، بعدها يتم الحديث عن الخطأ والسيارة.
ما يحدث ـ حتى الآن ـ هو العكس، القتلة يواجهون الحملة الأمنية، ومن يتوجهون بأوامره لا يرى غير “الإصلاح”.
الأخطر أن هذا التراشق، يضاعف من مصداقية أحاديث الناس التي تذهب إلى أن “الجماعة العباسية” تريد العودة للعبث الأمني داخل المدينة، وإلا لماذا يتم تحوير الجريمة بهذا الشكل؟
هل يريدون مثلًا، من أهالي المخلافي أو الجهة العسكرية التي ينتمي إليها، أو الحملة الأمنية، أن تذهب لتطويق أعناق القتلة بعناقيد الفل.
إن لأي جريمة ردة فعل.. وجريمة قتل لا تحتاج لتأويل القاتل لردة الفعل وتوجهيها ايديولوجيًا بحثًا عن شفقة الآخرين. لطالما قلنا إن تعز صمدت في وجه العبث الأمني ووجه المؤامرات الموجهة برشاقة.
وقد أفضى هذا الصمود إلى تحجيم عشوائية كتائب عادل فارع الشهير بأبو العباس، حتى أن هذا الأخير ولدرء تهمة الإرهاب قام بملاحقة عناصر كانت منضوية تحت لوائه والتخلص منها، عناصر مطلوبة أمنيًا قامت بعمليات اغتيال بحق أفراد منتمين للجيش الوطني في المحافظة.
جاء هذا التحول بعد تزايد الاختلالات الأمنية ووجود أثر للمتورطين الذين عاشوا لحظات ترف من الداعمين، غير أن سرف التمويل لا يستر جريمة ولا يغطي على دم ضحية، بل إنه يفضح القاتل وداعمه.
 
عن المقدم عبدالله المخلافي:
اكتشفت أنني في مجموعة لأطياف البلاد على الواتس ومعنا المثقف المقدم عبدالله المخلافي، أو أبو غيث التعزي حسب اسمه في المجموعة.
راجعت آخر رسائله، كانت كالتالي:
المستقبل، العلم، الوطن..
كان ينقل ما يجب أن نستفيد منه “المستقبل يعني التفكير في كيفية القضاء على الفقر ومحاربة الأمية”
وأخرى “العلم يبني بيوت لا أساس لها.. والجهل يهدم بيوت العز والشرف”.
أما الأخير فكان على الوطن، وكانت خاطرة  مذيلة باسمه، مما جاء فيها:
“يعتبر الوطن من المقدسات في ضمير جميع الأحياء، ومن يتنازل عن حقه في حب الوطن يكون كمن يتنازل عن نظر عينيه؛ لأن الوطن هو من يصنع لأبنائه وجودهم”
“حب الوطن يكون بالدفاع عنه لآخر رمق، والوقوف إلى جانب قضاياه في الحرب والسلم، ودحر كل غاصب يحاول أن يعتدي عليه، كما أن حب الوطن يكون بأن نحافظ على جميع مقدراته من السلب والنهب، وأن نحمي تاريخه الماضي، وأن نحرس حاضره، وأن نرعى مستقبله ومستقبل أبنائه”.
لا أملك أي تعليق.. تغشاك رحمة الله…
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى