للبيوت أبواب

إفتخار عبده

مجتمعنا محافظ ومتحفظ حتى وإن لم يكن كذلك فأنا وحدي من ستسن لذاتها السنة هذه وتمضي عليها إلى النهاية، كان هذا حديث بينها وبين ذاتها تخبره بنفسها أن لا يمكن له أن يجاوز معها حد المعقول وإن حاول فعل ذلك إن أحببته هي.

كان البرد قاسياً في ذلك اليوم  إلى درجةٍ تشعر الكل أن الطقس واقف ضد البشرية مرسل عليها لا لأجلها، ترك لها على حافة الطريق باقة ورود ملونة، لم تدر ما المغزى من وراء فعلته تلك، هل فعلا هو ممن يحبون الورود أم أنه علم أنها تعشق الطبيعة إلى المدى البعيد، أم هي حركات تعلمها من جهازه المحمول الأكثر.
تلك الورود التي قدمها كانت رسالة مقصودة منه غير مفهومة  لديها، ماسر اختياره لتلك الألوان من الورود؟
 ولماذا ألقاها لها في الطريق وهو بإمكانه أن يطرق بابها ويأتي لها بما يريد، عاشت حيرة من أمرها ما الذي يقصده يا ترى؟، هل تأخذ تلك الباقة وتتبع قلبها الآمر لها بأخذها أم تدعها له لكأنها لم ترها أو أنها فعلا تجاهلتها كما تجاهل كبرياءها هو الآخر، رأته في آخر الطريق ينظر إليها شزرا؟ يريد أن يرى ما الذي ستفعله بتلك الباقة من الورود هل ستأخذها، هو متأكد تماماً أنها لن تمر عليها مرور الكرام ستأخذها دون شك، فاجأه تجاهلها لتلك الباقة، لم يكن يعلم بعد أن كبرياء أجمل من ورود الدنيا كلها وأن إباءها نزيه لا يمكن لأحد المساس به على الإطلاق.
مرت عليها ولم تعقب بل ولم تعلق على مافعله تجاهلت تلك الباقة كما تجاهلت الرسالة التي رما لها بها قبل أيام.
ففي قانون الحب (الإباء هو سيد الموقف)
للبيوت أبواب إذا لم تكن تعلم فتعلَّم  أيها الرجل العنيد.
مجتمعنا محافظ ومتحفظ حتى وإن لم يكن كذلك فأنا وحدي من ستسن لذاتها السنة هذه وتمضي عليها إلى النهاية، كان هذا حديث بينها وبين ذاتها تخبره بنفسها أن لا يمكن له أن يجاوز معها حد المعقول وإن حاول فعل ذلك إن أحببته هي.
هو الآخر احتار في أمره لم يكن ليتوقع ما حدث هو أراد فقط أن يبسط الطريق إلى قلبها فقد قرأ ورأى أن للورود دور كبير في اختراق القلوب. ترى هل هي امرأة أتت من كوكب آخر للعشق فيه قواعد أخرى؟ إن المجتمع يعيش التحضر كله! بل إن النساء كثيرا ما يعجبن بمثل هذه الصفات إذا ما وجدت برجل! لماذا تجاهلت الورد؟
عاش بضيق وكدر كما عاشت هي الأخرى، فالإباء رفيق دربها وحبها لكرامتها أسمى من كل ذلك، يقال إن المحبين يعجبون كثيرا بمن تتمنع لم تكن هي قاصدة ذلك، وهذا ما خطر على باله هو، ترك سبيلها متوعداً أن لن يجعلها تعيش السعادة ما بقى هو على قيد الحياة ذهب لأخرى وأدركت هي أن الورود الملونة تلك كان لها هدف عظيم فهي تعني الحب والمصلحة والخيانة معا حمدت الإله على أنها لم تقدم على فعل ماهو محظور وخطت خطوات ثابتة لكأنها أميرة تتجول في بستانها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى