هذا هو الواقع الذي نشكو منه باستمرار، ونحن من نصنعه بأيدينا، سلسلة من الأحداث والوقائع في سيناريو نحن أدواته، ما يمضي منه تاريخ والواقع حاضر وما نتطلع هو المستقبل.
يصحوا كلٌ منا في الصباح ليجد العالم واسعا كما تركه، وكل شيء كما تركه مالم يتم إعادة ترتيب الأشياء بأيادي بشريه.
هذا هو الواقع الذي نشكو منه باستمرار، ونحن من نصنعه بأيدينا، سلسلة من الأحداث والوقائع في سيناريو نحن أدواته، ما يمضي منه تاريخ والواقع حاضر وما نتطلع هو المستقبل.
الواقع هو أكثر شيء نشكو منه، ونصنعه بأيدينا، والمعبر الصادق عن ما فينا، واقعنا هو نحن دون رتوش، هو الانسان بما فيه من خير وشر، بما فيه من نور وظلمة، بما يحمله من حل ومعضلة، هو مجموعة الأفكار والرؤى التي نتداولها، ومجموعة الصور الذهنية المؤثرة على سلوكياتنا ومواقفنا، هو ناتج للروح الايجابية والسلبية معا التي فينا، مؤشر لمستقبل نتطلع إليه.
يقول الدكتور عبد العزيز المقالح: أحياناً تجلس مع إنسان متعلم، إنسان لديه قيمة في مجال حيوي من مجالات الحياة، فتحس أن هذا الإنسان مظلوم من الداخل، وتحس أن له مجالاً من الظلمة ينفثه حوله.
ثم تجلس مع إنسان فطري لم يتعلم ولا يقرأ ولا يكتب، فتحس أن داخله نوراً خاصاً يشعه على الحياة حوله..
العلم هو معرفة، ويفترض بالمعرفة أن تجعل من صاحبها يمتلك روح ايجابية، وينفث إيجابية للحياة من حوله، ويصنع واقعاً ايجابياً مبنياً على المعرفة.
الإيجابية في الحياة بشكل عام، هي مصدر السعادة، فالعقل البشري سيستقبل الصور الإيجابية المتفائلة، مما يؤدي لإفراز كمية أعلى من هورمون الدوبامين الذي يقوم بوظيفتين، الأولى أنه يضفي السعادة على الإنسان، وبالتالي النشاط والحيوية والطاقة والتطلع لمزيد من العمل، والثانية أن الدوبامين كذلك يجعل الإنسان أكثر ذكاء وأكثر قدرة على رؤية الفرص المتاحة واقتناصها، وبالتالي إنجازات أكبر، مما يؤدي لسعادة أكبر وبدوره إفراز أكبر للدوبامين.
ما فائدة العلم ما لم يبث في الانسان الروح الايجابية، ما لم يغير من الانسان ليكن أداة خير وبناء وحل، يطهره من تعصباته السلبية، مناطقية طائفية ايدلوجية، نزعاته وثاراته، مهما كانت الظروف الخارجية صعبة يستطيع الانسان أن يتجاوزها بتغذية عقله بالصورة الايجابية.
مع الفروق الفردية، تجد القادرين على أن يكونوا ايجابيين في أصعب الظروف، في ظلمة قاتمة، تجدهم نقطة ضوء تضئ الطريق الايجابي وتنير الواقع لما هو أفضل من حب وتسامح وتوافق وسعادة، والعكس هناك الضعفاء أمام الظروف التي تصبغ شخصياتهم بسلبياتها، فإذا بهم مصدر هذه السلبية، فتغذي الصورة الذهنية لديهم بكل ما هو سلبي، وإذا بهم مصدر للمشكلات، من الصعب عليهم أن يكونوا حلاً ايجابياً لإخراج وطن من أتون السلبية المدمرة للحياة والسعادة.
كما قال ابن تيمية: (ماذا يصنع بي أعدائي؟ جنتي وبستاني في صدري، أينما ذهبت فهما معي.. سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة)، هنا تكمن قدرة الانسان على تحويل كل ظرف صعب وسلبي ليستقبله العقل بصورة ايجابية، يظن خيراً، ويفكر بطريقة ايجابية، ايجابية التعامل مع الآخرين كشركاء في وطن يستوعبنا.
واقعنا اليوم الغارق بالسلبية، هو مجموعة من الأفكار والرؤى والأوهام السلبية التي يفرزها البعض ويغذي فيها الواقع ويستقبلها العقل كمسلمات فيؤمن بها البعض إيماناً راسخاً لتصبغ روحه بالسلبية القاتلة، والنتيجة الواقع بكل ما فيه من سلبية.
نحتاج الإيمان بالعقل الايجابي، هو مصدر كل الانجازات العظيمة التي تحققت على أرض الواقع وكانت شبه مستحيلة.
كما يقال: راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا، وراقب أفعالك لأنها ستصبح عادات، وراقب عاداتك لأنها ستصبح طباعا، وراقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك، ومصير وطن وامة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.