(انفراد) جماعة الحوثي مستمرة في تحويل “الإغاثة” إلى الأسواق السوداء
بعد مرور شهرين على مطالبة برنامج الأغذية العالمي بوقف بيعها في الأسواق يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
تستمر الإغاثة المقدمة من برنامج الأغذية العالمي من إيجاد طريقها إلى الأسواق في العاصمة اليمنية صنعاء، في وقت يستمر المحتاجين للاستفادة من المساعدات المقدمة من البرنامج التابع للأمم المتحدة.
يأتي ذلك بعد شهرين من مطالبة البرنامج لجماعة الحوثي بوقف بيع الإغاثة في الأسواق وتسليمها لمقاتلي الجماعة. ونفت الجماعة في ذلك الوقت الاتهامات من البرنامج.
ولاحظ “يمن مونيتور” وجود أكياس من القمح في محال تجارية عديدة تحمل شعارات برنامج الأغذية العالمي، وشعارات أخرى لهيئات الأمم المتحدة العاملة في اليمن.
ويشتكي الموظفون الحكوميون من تجاهل الحوثيين وبرنامج الأغذية العالمي لشكواهم من عدم تسلم الحصص من الإغاثة رغم التسجيل في قوائم البرنامج بطلب من المسؤولين الحوثيين قبل أكثر من عام.
وقال قائد حميد وهو موظف حكومي في صنعاء لـ”يمن مونيتور”، إنه اسمه أُدرج في كشوف المساعدات الخاصة برنامج الأغذية العالمي وسُجلت بالبطاقة الشخصية ورقمها التسلسلي قبل أكثر من عام وحتى “اليوم لم نستلم أي سلة غذائية أو مساعدة مالية”.
وأضاف حميد أن معظم الموظفين الحكوميين تم تسجليهم، من قِبل الأمم المتحدة لكن لم يتسلموا أي مساعدات.
وتابع أن “هناك من ينتحل شخصيات الموظفين ويتسلم المساعدات من الأمم المتحدة”.
وتقول منظمات إغاثة إن “أحمد حامد” مدير مكتب ما يسمى برئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين مهدي المشاط (بمثابة رئاسة البلاد الموازية) هو المسؤول عن الإغاثة في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو من يوجه المنظَّمات بعمليات الصرف والتحويل إلى أشخاص وجهات أخرى.
وقال مسؤول في منظمة محلية لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته: حامد هو المسؤول الأول الفعلي عن الإغاثة في مناطق الحوثيين، من تصريحات العمل وحتى كشوفات المواطنين ومستحقي الإغاثة ضمن لجنة قام الحوثيون بتأسيسها يرأسها حامد.
من جانبه يقول قاسم المحيا، مواطن المتأمل والمشاهد للتوزيع الذي يتم بشكل شبه يومي للمنظمات الإغاثية يتعجب ويستغرب من الكميات الكبيرة التي تغرق السوق التجارية بهذه المواد الغذائية حيث تتجلى حقيقة واضحة بان هذه المساعدات لا تصل فعلاً إلى المتضررين والمحتاجين بخلاف ما يشاع والجميع يعلم ذلك .
وأضاف قائلاً لـ”يمن مونيتور”: الظلم الحاصل في عدم حصول الفئة المستحقة لهذه المساعدات الإنسانية ينذكر بكارثة حقيقة إنسانية وأكبر دليل على ذلك انتشار المتسولين في كل مكان بأعداد كبيرة أصبحت أسر يمنية كثيرة تخرج للتسول بسبب عدم مقدرتها توفير مستلزمات الحياة الأساسية لأسرهم.
وأصيب موظفو الدولة بخيبة أمل كبيرة جراء أغلاق ملف سرقة المساعدات الغذائية من قبل جماعة الحوثي المسلحة التي قدمت كشوفاً بأسماء موظفي الدولة وأسماء المسجلين في كشوف الضمان الاجتماعي مليون و500 ألف مستفيد من برنامج الغذاء العالمي، الذي كان يقوم بصرف سلة غذائية لكل واحد منهم شهرياً.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي نشر “يمن مونيتور” تحقيقاً عن الإغاثة وبيعها في الأسواق السوداء، مقدماً شهادات لتُجار وموظفو إغاثة ومسؤولين حكوميين في صنعاء.
المزيد..
(تحقيق حصري).. كيف يسرق الحوثيون الطعام من أفواه الجياع في اليمن؟