اتفاق الحديدة” الجديد.. لا يوقف الحرب ولا يصنع السلام في اليمن
الاتفاق الأولي تشوبه الكثير من علامات الاستفهام يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
في أعقاب جهود للأمم المتحدة استمرت أسابيع لإنقاذ اتفاق الحديدة غربي اليمن المتعثر، توصل الطرفان إلى اتفاق مرحلة أولى للتنفيذ لكنه ما يزال غامضاً، وتشوبه الكثير من الاستفهامات كما قال مسؤولون حكوميون.
وقالت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، إن الطرفين وافقا على البدء في سحب القوات من ميناء الحديدة الرئيسي بموجب اتفاق برعاية المنظمة الدولية.
وجاء في بيان أصدره مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة “الطرفان توصلا إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من إعادة الانتشار المتبادل للقوات”. ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن ما جرى الاتفاق عليه.
وقال مسؤول حكومي في عدن مطلع على المشاورات إن الاتفاق لا يحدد جدولاً زمنياً معيناً لكن الحديث جرى على انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة 5 كلم، وانسحاب القوات الحكومية كيلو متر واحد من كيلو سبعة لفتح الطريق إلى صنعاء.
توافق سابق
وأضاف المسؤول الحكومي في حديث لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته، أن هذا الاتفاق لن يكون كاملاً دون معرفة المرحلة الثانية والاتفاق عليها وطبيعة قوات الأمن التي ستكون مسؤولة عن تأمين المدينة والموانئ وكذلك السلطة المحلية التي ستديرها ومصير الإيرادات.
وقال إنه لم يتم التوافق على المرحلة الثانية حتى مساء الاثنين.
ومن حيث المبدأ كان الطرفان متوافقان على الانسحاب منذ بدء وقف إطلاق النار في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن الخلاف اندلعت بسبب عدم توضيح اتفاق “ستوكهولم” لطبيعة القوات والسلطة المحلية التي ستمسك بزمام المدينة، كما لم يتم حل مسألة الإيرادات وأي جهة ستتسلمها.
وأقترح زعيم لجنة التنسيق وإعادة الانتشار مايكل لويسيغارد وجود قوات دولية في مدينة وموانئ الحديدة، وفيما وافق الحوثيون رفضت الحكومة المعترف بها دولياً.
تفاؤل حذر
وقال أكرم حميد الذي يدير محل لبيع الهواتف في الحديدة لـ”يمن مونيتور”: ما يهم أن تتوقف الحرب ونملك حرية المغادرة والدخول إلى المدينة، هذا الوضع خنق عملنا وطرد السكان بعيداً عن المدينة.
يبدي حميد استغرابه من الحديث عن انسحاب الحوثيين أو إعادة انتشارهم من مدينة الحديدة في وقت تستمر الجماعة في بناء الأنفاق وتثبيتها بخرسانة مسلحة! ونقل الأسلحة والذخيرة إليها.
قال حميد حتى لو تم السلام ف”مدينة الحديدة أصبحت لغم من كثرة الأسلحة والذخيرة المخزنة بداخلها”.
وقالت إليزابيث ديكنسون المحللة في مجموعة الأزمات الدولية “إحدى المشكلات المرتبطة بهذه العملية حتى الآن هي وجود اتفاقات سياسية بشأن كيفية إحراز تقدم، وبعد ذلك لا يحدث شيء على الأرض”.
وأضافت “لدينا الآن من الناحية النظرية هذا الاتفاق للمضي قدما، نحتاج إلى أن نرى شخصا ما يتحرك على الأرض”.