رايتس رادار: مقتل وجرح أكثر من ستة آلاف طفل يمني خلال الحرب الدائرة في البلاد
أكثر من 1604 أطفال قتلوا بين الفترة 2014 و 2018 ، تتحمل جماعة الحوثي مسؤولية ما نسبته 65% من إجمالي الضحايا الأطفال يمن مونيتور/ أمستردام
قالت منظمة “رايتس رادار”، اليوم الأربعاء، إن الحرب الدائرة في اليمن أدت إلى قتل وجرح ما يزيد عن6700 ألف طفل، غالبيتهم استهدفوا بالقصف والقنص المباشر أو بتفجير الألغام والعبوّات الناسفة، أو قتلوا في جبهات القتال أو بالقصف الصاروخي.
وحمّلت رايتس رادار في تقريرها الذي حمل عنوان (اليمن: جحيم الطفولة) ثلاثة أطراف يمنية وهم جماعة الحوثي المسلحة وقوات حليفهم الرئيس السابق علي صالح، وقوات التحالف بقيادة السعودية، أو القوات الحكومية اليمنية مسؤولية تلك المجازر بحق الطفولة.
ووفقا للمنظمة استند التقرير في مضمونه ومعلوماته إلى راصدين ميدانيين وكذلك إلى مصادر رسمية في مقدمتها المنظمات الدولية المعنية بشؤون الأطفال.
وسلط التقرير الضوء على أحد أهم جوانب المأساة الإنسانية اليمنية، ممثلة بما يعانيه أطفال اليمن جراء استمرار النزاع المسلح في البلاد، وزاد من خطورته طول أمد الحرب وعدم احترام أطرافها للمعايير الدولية لحفظ كرامة الإنسان.
وكشف التقرير عن تسبب الحرب في إبعاد أكثر من مليوني طفل عن مدارسهم، تم تجنيدهم بعضهم واستخدامهم في الحشد العسكري خلال الصراع المسلح منذ آذار/مارس 2015.
وفي الجانب الإنساني وفقا للتقرير أصبح أكثر من 8.2 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية من بينها الحصول على الغذاء والدواء ومياه الشرب النقية.
أكد التقرير أن البيانات والاحصاءات التي حصلت عليها رايتس رادار أن أكثر من 1604 أطفال قتلوا بين الفترة 2014 و 2018 ، تتحمل جماعة الحوثي مسؤولية ما نسبته 65% من إجمالي الضحايا الأطفال، قضوا عن طريق القنص المباشر أو بالقصف الصاروخي أو عن طريق الألغام والعبوات الناسفة أو عبر تجنيدهم.
ولفت إلى أن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية يتحمل المسؤولية عن قتل 27% من الضحايا الأطفال قتلوا جراء الغارات الجوية التي لم تراعي في كثير منها حرمة المدنيين.
ورصد تقرير رايتس رادار قيام أطراف اليمن بتجنيد أكثر من 3451 طفلاً دون سن الثامنة عشرة منذ 2014 حتى نهاية 2018.
وحمّل التقرير جماعة الحوثي مسؤولية اختطاف 469 طفلاً، فضلاً عن استخدام مئات الأطفال دروعاً بشرية في بعض الحالات مما جعلهم عرضة للقتل بغارات التحالف السعودي.
ورصدت المنظمة خلال الفترة من 21 أيلول/سبتمبر 2014 حتى 21 أيلول/سبتمبر 2018 نحو 487 حالة اختطاف واعتقال وإخفاء أطفال لا يزالون دون السن القانونية، منها نحو 469 انتهاكاً ارتكبت من طرف جماعة الحوثي وحليفتها قوات صالح.
وتابعت: كما رصد التقرير 13 حالة اعتقال لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين السادسة عشر والثامنة عشر من قبل سلطات الحكومة اليمنية و 5 حالات سجلت ضد جهاتٍ مجهولة، كما سُجلت 19 حالة تعذيب تعرض لها أطفال في معتقلات الحوثيين وحليفهم صالح.
وتضمن التقرير معلومات وبيانات، تكشف عن حجم الانتهاكات التي تعرض لها أطفال اليمن وجحيم المعاناة التي يعيشونها، وكيف أنهم يدفعون الثمن غالياً جراء استمرار هذه الحرب.
وطالب تقرير (اليمن: جحيم الأطفال) الأطراف في اليمن ممثلة بجماعة الحوثي والتحالف السعودي والحكومة اليمنية بوقف الانتهاكات المتكررة بحق الطفولة التي تستهدف المناطق الآهلة بالسكان، وبوضع حد لتجنيد الأطفال أو الزج بهم في جبهات القتال، والتوقف عن اختطاف الأطفال واستخدامهم رهائن.
ودعا إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في مناطق سيطرتها وعدم تأخير إصدار تراخيص المرور للقوافل الإغاثية، وعدم التعرض للمساعدات الإنسانية أو إيقافها، أو استخدامها لابتزاز الأهالي لتجنيد أطفالهم.
ودعت رايتس رادار الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الضغط على كافة أطراف الصراع المسلح لتجنيب أطفال اليمن ويلات الحرب وإبعادهم عن الاستهداف بأي شكل من الأشكال.
كما: ودعت المنظمات الانسانية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن إلى تكثيف نشاطها في مختلف المناطق اليمنية للإسهام في معالجة آثار الحرب على الأطفال.