(تقرير حصري) شيطنة الحوثيين للقاحات تمنع اليمنيين من تحصين أطفالهم
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
تنهار حملة التحصين التي تقودها منظمة الصحة العالمية ضد “وباء الحصبة” في مناطق سيطرة الحوثيين مع حملة شيطنة تقودها وزارة التربية والتعليم التابعة للجماعة ومسؤولين أخرين تابعين لها.
وفي سابقة خطيرة أعلنت آلاف من الأسر اليمنية اليوم الأحد، رفضها السماح لفرق التحصين إعطاء اللقاحات الخاصة بوباء الحصبة والحصبة الألمانية للطلاب والطالبات داخل المدارس في أمانة العاصمة بصنعاء بعد إطلاق عدد من منتسبي جماعة الحوثي المسلحة حملة تشويه وتحريض علنية ضد اللقاحات.
رصد “يمن مونيتور” تفاعل اليمنيين في صنعاء مع الحملة، مع النزول الثاني لفرق التحصين التابعة لمنظمتي “الصحة العالمية” و”الطفولة” يونيسف، لكن الآلاف من اليمنيين منعوا فرق التحصين من تلقيح أطفالهم.
وكشف مسؤول في الصحة العالمية في حديث لـ”يمن مونيتور” يوم أمس السبت أن 250 حالة وفاة تم تسجيلها العام الماضي بوباء الحصبة إضافة إلى 15 ألف طفل مصاب.
الحملة التي تستهدف تطعيم14.371.600 طفل ما بين 6 أشهر إلى 15 عاماً لحمايتهم من الأمراض الفتاكة التي تقتلهم في أغلب المناطق اليمنية، مازالت تتعرض لحملات تشويه وتجهيل من قبل جماعة الحوثي مجدداً عبر التحريض ضدها وتخويف الناس منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأطباء محسوبون على الجماعة يعملون في وزارة الصحة العامة والسكان.
تحريض واسع
ونقل مراسل “يمن مونيتور” عن إطلاق حملة تشويه وتحذير من اللقاحات بالإضافة إلى إقدام وزارة التربية والتعليم – الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي – والذي يرأسها يحيى الحوثي شقيق زعيم جماعة الحوثيين، على توزيع قصاصات على أولياء أمور الطلبة والتوقيع عليها لرفضهم تحصين أبنائهم.
حيث تقوم هذه القسائم بوضع أولياء الأمور بين خيارين لا ثالث لهما الموافقة وغير الموافقة على إعطاء أبنائهم جرعة اللقاح، والتي حملت عنوان “حملة التحصين للطلاب والطالبات داخل المدارس”.
وقال أولياء أمور لـ”يمن مونيتور”: القسيمة تثير المخاوف وكأنها إخلاء أمانة في حال مرض الطفل من اللقاح.
وفي تطور متسارع هاجم عدد من منتسبي جماعة الحوثي حملة التحصين، حيث دعت الدكتورة بلقيس الشامي، إلى استقبال سيارة الأمم المتحدة بالأحذية – في إشارة إلى سيارات للأمم المتحدة خاصة بتقديم اللقاحات تتواجد في صنعاء -.
وقالت الشامي المحسوبة على جماعة الحوثي في مقال لها رصد “يمن مونيتور”: استقبلوا سيارة الأمم المتحدة بالأحذية كما حدث في الجزائر ونيجيريا.. إن حقن ومواد التحصين تتركب من مواد قاتلة ومدمرة للخلايا العصبية.. ومن الأمراض التي تسببها: (السرطان ، التوحد ، فرط الحركة، التحسس بكل أنواعه أمراض كلها تنتشر في بيئتنا ومصدرها حقد يهودي لإنهاء نسل الأمة الإسلامية وتحقيق العظمة التي يسعون اليها).
وهاجمت الشامي الكوادر الطبية قائله: عجبي على كوادر من الأطباء والمسئولين يشاركون في تدمير المجتمع اليمني بدون أن يكلفوا نفسهم عناء فحص تركيبة اللقاحات قبل أن ينهوا بها أطفالنا وينشأ جيل متخلف مريض متدهور صحياً.. السرطانات تملا المستشفيات.. قلة التركيز تسكن ابناءنا.. فرط الحركة يجهد أولادنا … الحساسية تجعل من ابناءنا صيدليه متحركة… شركات الادويه مستميته في تسويق منتجاتها.. المهم المصدر (أمريكا، وإسرائيل ) يكون راضي.
واختتمت حديثها قائله: لا للتطعيم … لا للتطعيم … افهموا الحقائق والمغزى.. نحن في مأزق كبير أن لم نفق ولو متأخراً.
إفزاع الآباء
وانتقد وكيل إحدى مدارس أمانة العاصمة لـ”يمن مونيتور” ووصفه بالكارثة، قائلاً: تسببت وزارة التربية والتعليم في إثارة موضوع اللقاح لدى المواطنين وإفزاعهم عبر توزيعهم رسائل لأولياء الأمور تخيرهم بين القبول أو الرفض رسائل تحوي بأن اللقاح غير إلزامي وانه في حكم الاختيار وهذا موضوع خطير جداً.
وقال الوكيل الذي طلب عدم الإشارة إليه: طلبنا تفسيراً لماذا يرفض أولياء الأمور منع أبنائهم من أخذ جرعة اللقاح لنكتشف أنه تم تشبيعهم بمعلومات خاطئة تتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي أن السرطانات التي تملأ المستشفيات والأمراض المنتشرة هي بسبب التطعيمات التي يأخذها الأطفال منذ الصغر وهذا تفكير خاطئ قد يسهم في تدمير صحة أطفالهم.
وتناقل اليمنيون في صنعاء رسائل على واتساب تشير إلى أن “حملة تحصين هدفها قتل الأطفال اليمنيين”.
ومن الرسائل التي حصل عليها “يمن مونيتور”: براءة للذمة،، الى جميع اولياء الأمور، رجاء ﻻ توافقوا على تلقيح اوﻻدكم عبر المدارس، الله العالم ما الغرض من استمرارية عمليات التلقيح بين الفنية والأخرى.
وإشاعات عن قصص أن أطباء رفضوا تلقيح أطفالهم في المدارس لأنهم يعرفون حقيقة اللقاحات!!
نزول ميداني
وفي نزول ميداني قام به فريق “يمن مونيتور” إلى عدد من مدارس أمانة العاصمة في ثلاث مديريات في مديرية ببني الحارث وفي مديرية الثورة وفي مديرية شعوب صدمت النتائج كل التوقعات جراء الرسائل التحذيرية التي تطلقها جماعة الحوثي بين الفينة والأخرى.
ففي ثاني أيام الحملة الوطنية للتحصين التي انطلقت أمس السبت من 9 وحتى 14 فبراير 2019 سجلت 475 أسرة في مدرسة واحدة فقط في مديرية الثورة رفضها أن يتلقى أبنائهم اللقاحات بينما ارتفعت النسبة لعدد الأسر الرافضة في مدرسة واقعة على خط مطار صنعاء لتصل إلى 647 أسرة في مديرية بني الحارث من أصل 1400 أسرة في المدرسة أما في مديرية الثورة فقد بلغ عدد الأسر الرافضة 512 أسرة.
وقال معلم في مدرسة خاصة لـ”يمن مونيتور”: لماذا وضعت وزارة التربية هذه الأوراق وإرسالها إلى المنازل على انها أشبه بعملية جراحية.. هل هي رسائل تحذيرية أم ماذا؟!
وأضاف: أكثر من نصف المدرسة التي أقوم بالتدريس فيها رفض أولياء الأمور تلقيح أبنائهم بعد الكتابة على هذه الرسائل.
وأثناء النزل الميداني صدمت عدد من الردود المنسوبة لعدد من المعلمين المتأثرين بفكر جماعة الحوثي ومن قامت الجماعة بزرعهم في المدارس؛
حيث كان ردهم عن رأيهم حول اللقاحات، بالآتي: “إن السيد حسين بدر الدين الحوثي له حديث حول هذا الموضوع حيث قال إن الغرب لن يقدم لنا شيء نستفيد منه وهذا الشيء ينطبق على اللقاحات”. في إشارة مؤسس جماعة الحوثي المسلحة وشقيق زعيم الجماعة الحالي.
سليمة 100%
وقال الدكتور عبد الناصر الرباعي مسئول التحصين والترصد الوبائي في منظمة الصحة العالمية باليمن في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور”: إن خمسة عشر ألف حالة أصيبت خلال2018 بوباء الحصبة و250 حالة وفاة بسبب عدم التطعيم.
وقال: بسبب عدم تطعيم عدد من الأسر اليمنية ظهرت لنا أوبئة الحصبة والدفتيريا وكثير من الأوبئة بسبب عدم تطعيم الأطفال عندما يكون الأطفال مطعمين يكونون في مأمن من هذه الأمراض.
وأضاف: اللقاحات سليمة 100 % وآمنة وتأتي من أفضل المصانع في العالم نفس اللقاحات التي نستخدمها تستخدم في دول الخليج وفي أمريكا وأوروبا ونحن في منظمة الصحة العالمية نحرص على أن نجلب أجود اللقاحات الموجودة في العالم والمراقبة على مدى 24 ساعة.
مؤشر خطير
من جانبه قال زكي نعمان، مدير إدارة الإعلام الصحي في المركز الوطني للتثقيف الصحي بصنعاء في تصريح لـ”يمن مونيتور”: إن الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة والحصبة الألمانية جاءت لضرورة ملحة بسبب انتشار وباء الحصبة الذي اجتياح محافظات ومديريات كثيرة وتسبب في إصابة آلاف الأطفال.
وقال: هذا مؤشر خطير يجب مواجهته والدفع بأبنائنا لأخذ اللقاح.
ودعا نعمان أهالي الأطفال للقيام “بتحصين أولادهم من خلال هذه الحملة التي تستهدف 14.371.600 من أطفال اليمن لكي نحميهم من هذه الأوبئة التي ربما تكون أشد فتكا من الحروب”.
وأضاف: إذا كان في العام الماضي للعام 2018 وصل عدد حالات الاصابة المسجلة فقط إلى ما يقارب الخمسة عشر ألف حالة إصابة وحالات الوفاة 250 حالة فالوضع خطير جداً وهناك حالات لا يتم تسجيلها، والحملة تشمل جميع المحافظات والمديريات ولا تستثنى أي محافظة أو مديرية سواء في الشمال أو في الجنوب الكل مستهدف في هذه الحملة وفي نفس الوقت من 9 وحتى 14 فبراير/شباط 2019.
ليس وليدة اللحظة
لم تكن هذه هي الحملة التحريضية الوحيدة التي تشنها جماعة الحوثي ضد اللقاحات فقد سبقتها حملات كثيرة أدت إلى تدهور الوضع الصحي في البلاد وضاعفت من العدوى بين أطفال اليمن، ففي عام 2017 رفضت جماعة الحوثي السماح بفرق التحصين في الحملة التطعيم ضد شلل الأطفال 2017 الأخيرة من دخول المربعات الأمنية التي تسطير عليها الجماعة حالت دون وصول فرق التحصين إلى منازل المواطنين القاطنين في أمانة العاصمة.
وتجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي تسببت في تراجع تغطية التطعيم “اللقاحات” للعام 2017 عن العام 2016، وزادت في 2018 عن عام 2017 عبر تورط قيادات على رأس هرم القطاع الصحي تنتمي لجماعة الحوثي تعارض التحصين وتقلل من أهميته وعن طريق وزراء للجماعة شاركوا في بث الشائعات والتحذيرات من حملات التحصين بعدد من الإجراءات التي أصابت حملات التحصين بمقتل في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة ما يهدد مليون طفل يمني دون عامهم الأول الذين سيواجهون خطر الإصابة بأمراض من بينها شلل الأطفال والحصبة.