من الناس اليوم من ينتمي مفتخراً إلى الفئة الباغية الظالمة لكي يحصل منها على منصب ما ولكي يسمح له بعمل المحظور دون رادع أو زاجر. وهناك اليوم من يقف إلى جانب الظالم ليحصل على ابتسامة منه قد تكون ابتسامة احتقار لا أكثر.
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثر الناس تواضعاً على الرغم من مكانته العظيمة عند ربه سبحانه، وكان الصحابة رضوان الله عليهم متواضعين إلى درجة أن يفترش أحدهم أرضاً ليقتص الآخر منه بسبب كلمة قالها له فتأذى منها.
التابعون أيضاً، كانوا يخشون أن يُمدحوا فيصيبهم نوعاً من الغرور، فالمسألة باختصار عندما تمتلئ الذات بخالقها لا تحتاج إلى نفخ أو مديح وإطراء.
عندما يكون لدى الإنسان هدف ما يسعى لتحقيقه لا يهمه شيء سوى أن يتحقق ما يصبوا إليه، أن يكون هو القادر على حمل تلك المسؤوليات الموكلة عليه وأن يتقنها تمام الإتقان.
في واقعنا اليوم، لن تجد أحداً وصل إلى ما وصل إليه واحد من الصحابة أو التابعين، أو لنصف ما وصلوا إليه من مكانة عالية ودراية كبيرة في الله والدين وإعمار الأرض والإنسان وحماية الدين والعرض؛ لكنك تجدهم يتقنون الغرور كثيرا كما أتقن أولئك الهمة والشجاعة والنصرة.. يتقنون الكبرياء والتعالي كما أتقن أولئك التواضع وحب الآخرين والسعي لإسعادهم.
من الناس اليوم من يتقلد منصباً صغيراً لا يصح أن يسمى منصباً أو هو أقل من أن يسمى بذلك، تراه مغتراً بذاته ينظر للناس بكبرياء وغرور كأنهم عبيد وهو الملك المفدى.
تراه يشير ببنانه إلى ذلك وهذا.. لا حراك له يقعد في مكانه منتظرا تنفيذ ما أمر، محضراً كلمات الزجر والتوبيخ؛ إذا لم يتم تنفيذ ما أمربه بالشكل المطلوب، ينسى تماماً أن مهمةً ما موكلة عليه يجب عملها ومتابعتها.
من الناس اليوم من ينتمي مفتخراً إلى الفئة الباغية الظالمة لكي يحصل منها على منصب ما ولكي يسمح له بعمل المحظور دون رادع أو زاجر.
وهناك اليوم من يقف إلى جانب الظالم ليحصل على ابتسامة منه قد تكون ابتسامة احتقار لا أكثر.
ومن الناس اليوم من يهدم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف بأقواله وأفعاله، ويظهر بين الملأ ديّناً ورعاً.
فرق شاسع وكبير بيننا نحن اليوم، وبين من كانوا في السابق بين أهدافنا وأهدافهم بين وسائلنا ووسائلهم .
يقولون لماذا لا ننتصر؟ ولمَ تأجل تحقيق النصر؟! وهم في غمرة من التعالي والتكبر وحب الذات والسعي وراء الشهوات.
أولئك امتلأت قلوبهم بالله، جعلوا الله هو القصد والمبتغى وأعرضوا عن شهوات الحياة، وهؤلاء غرقوا في حب ذواتهم.
قلةٌ من الناس من يحاولون جاهدين تحقيق النصر للإسلام والمسلمين، لكنهم محاربون تماماً من كل ناحية كأن على رؤوسهم رمز الهلاك.
لهذا غرقنا نحن ووصلنا للهلاك بسبب جشع البعض وحبهم للذات، وهلاك من يحاولون إنقاذ الأمة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.