اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

(انفراد) ذاكرة اليمن معروضة للبيع.. “المخطوطات” تكافح للبقاء مع توسع عمل مافيا الآثار

مخطوطات توارثها اليمنيون يضطرون لبيعها لمافيا الأثار بعد فشل دار المخطوطات في تنفيذ الالتزامات  يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
تكافح المخطوطات اليمنية من أجل البقاء في البلاد، مع قيام مالكوها إما ببيعها للخارج أو سحبها لتبقى في منازلهم. ويتنقل مافيا الآثار لشراء المخطوطات إلى منازل المالكين مع اتهامات للحوثيين بالمشاركة في بيعها .
استطلع “يمن مونيتور” دار المخطوطات اليمنية بصنعاء وقال مسؤولون عليه إن اليمن تعاني نزيف خطير للذاكرة، وبشكل يومي يسحب من يملكون المخطوطات، مخطوطاتهم من الدار بعد أن فشل الحوثيون بدفع مبالغ مالية لهم لإبقاء مخطوطاتهم.
ووصلت مديونية دار المخطوطات إلى 100 مليون ريال (الدولار يساوي 540ريالاً)، حسب ما أفاد مسؤولون في الدار الذين قالوا إنهم عجوا عن شراء المخطوطات التي تعود ملكيتها للمواطنين في صنعاء.
 
أبخس الأثمان
وقال مصدر مسؤول يعمل في دار المخطوطات في صنعاء بتصريح خاص لـ”يمن مونيتور”: أن دار المخطوطات يسلم من يطالب المخطوطات الخاصة به والتي تعود إلى ملكيته بعد العجز عن تقديم مبلغ مالي له كي تكون لصالح دار المخطوطات وتكون مملوكة للدولة.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: إن عدم الاهتمام بذلك المستودع الكبير الذي يعد ذاكرة اليمن جعل المخطوطات في اليمن تقع بين فكّي الإهمال ومطامع تجار الآثار والمهربين الذين أخذوا يجوبون بيوت العلم لشراء المخطوطات بأبخس الأثمان ومن ثم يكون من خلال مبالغ طائلة وكبيرة وثروات مالية.
وكانت الحكومة اليمنية قد حذرت من بيع الآثار والمخطوطات اليمني في الأسواق السوداء للفن في الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية.
وكتبت دبرا ليهر رئيسة مؤسسة “تحالف الآثار” الأمريكية والدكتور أحمد عوض بن مبارك سفير اليمن لدى أمريكا مقالاً مشتركاً في واشنطن بوست مطلع العام الحالي، اتهما فيه تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي بالمتاجرة بالآثار اليمنية لتمويل عمليات الحرب في البلاد.
 
مافيا الآثار
وأضاف المسؤول في دار المخطوطات في صنعاء: في ظل الحرب الدائرة والصراع شاهدت أنا شخصياً مصاحف نادرة التي يعود بعضها إلى القرن الثالث الهجري بيعت بأثمان بخسة وهي تعد من المخطوطات النادرة.
وقال إن “مخطوطات تعود لمواطنين يتم سحبها بشكل شبه يومي لعدم استطاعة او تمكن وزار الثقافة من تسديد ما عليها من التزامات نحوهم”.
وتابع: “غالبية المخطوطات المملوكة للمواطنين والذين توارثوها أباً عن جد تتسرب إلى خارج اليمن، نظراً إلى عدم تمكن الوزارة من شراء الكثير منها عندما يعرضها عليها أصحابها للبيع قبل أن يذهبوا إلى مافيا الآثار والمخطوطات وهم كثر”.
وخلال زيارة لدار المخطوطات تبين حالة الإهمال الكبيرة التي يتعرض لها الدار من قِبل الحوثيين.
وقال حمدي الرازحي، المعين من قِبل الحوثيين وكيلاً لوزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب، في تصريح لـ”يمن مونيتور”: هناك عوامل تعيق إظهار الموروث والتراث الخاص بالمخطوطات وإخراجه إلى حيز الوجود حيث إن الإمكانات المادية جزء من هذا.
ويجهل الكثير من الناس يجهلون القيمة الأثرية لهذه المخطوطات وبالتالي يفرطون بها، ودفعت الظروف الاقتصادية المتردية بعض الأسر إلى بيع المخطوطات التي يحتفظون بها في منازلهم.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى