الحقيقة انها بقايا مخلفات نظام بائد وجماعة تضررت من التطور الطبيعي للبشرية وسنة الحياة في التغيير، والانتقال من حكم الفرد والسلالة والاصطفاء العرقي او الديني لحكم جماعي والتكتلات السياسية والوطنية، واصطفاء النظام والقانون ليحكم العلاقات وينظم ايقاع الحياة ليرسخ دولة وطنية فيها الكل شركاء.
أكبر خدعة في تاريخ اليمن هي جماعة الحوثي التي ادعت انها حالة وطنية في لحظة ثورية، وانخدع فيها الكثير من الثوريين، مستثمرة بذور انتقام نصف قرن من الصراعات التي لا زالت تعشش في ثقافة البعض.
والحقيقة انها بقايا مخلفات نظام بائد وجماعة تضررت من التطور الطبيعي للبشرية وسنة الحياة في التغيير، والانتقال من حكم الفرد والسلالة والاصطفاء العرقي او الديني لحكم جماعي والتكتلات السياسية والوطنية، واصطفاء النظام والقانون ليحكم العلاقات وينظم ايقاع الحياة ليرسخ دولة وطنية فيها الكل شركاء.
جماعة كهذه مثخنة بالثارات، ظلت تنمو كطفيليات على جسد الدولة الوطنية، وتنخره من الداخل بانتقام الماضي من الحاضر، والبالي من الجديد، تحت وهم الحفاظ على الحق التاريخي في السيادة والسلطة كطائفة وسلالة، التغيير يسلبها هذا الحق وتقاتل اليوم لاستعادته.
الحالة الوطنية ولائها للامة، وانتمائها للوطن، بينما هذه الجماعة ولائها للسيد وانتمائها للطائفة، ومصالحها فوق مصالح الامة، ترى الدولة بملامح اثنية، وحق عرقي سلالي طائفي، تحاول اليوم أن تلبس رداء الوطنية لتعيد تاريخ أسلافها الذي تجاوزه العصر، لتظهر كعاصبة في ممارساتها تريد أن تكون دولة ولن تكون.
هي مجرد فخ زرع في جسد الدولة الوطنية والجمهورية، تقمص دور الضحية، ليقتات ويعيش متطفلا يعيق مسار تطورها، بمخاض صراع القديم والجديد.
صراع الجمهورية الوليدة مع الارث التاريخي الثقيل، الذي ظل قائما ما بعد ثورة سبتمبر لبقايا للإمامة، على أمل أن يتم التغيير السلس والتدريجي للتخلص منه مع متغيرات الزمن، وتندمج بقاياه في الدولة الوطنية، وجد سلطة الحق التاريخي للعرق السلالي، كانت اقرب للجماعة من الدولة الوطنية، مما جعل الدولة الوطنية مخترقة، جمهورية تتجه صوب ملكية النظام وتسعى للتوريث، لتحد من تغيير حقيقي ينتج دولة وطنية وجمهورية وديمقراطية وتبادل سلمي للسلطة، ضرورة عصرية وسنة للحياة، تلبي تطلعات الجماهيري الطامحة بالتغيير للأفضل.
مخاض عسير كان لابد أن ينتج ثورة تصحيحية للحفاظ على حق الناس في التغيير، ثورة شعبية في مواجهة ثورة مضادة، مثلت كتلة دفاعية بتحالف الجماعة والنظام للدفاع عن الحق التاريخي لحكم السلالة الذي تجاوزه العصر، تداع هذا التحالف لتفجير الموقف لحرب على الجمهورية والثورة والوطنية بكل تفاصيلها، ليعود الإمام والحق التاريخي والسلالي للحكم بصورة أقبح مما كان عليه، حرب يكتوي الناس بنارها، وهي تصر على فرض واقعها بالعنف والسلاح والموت الذي فرض عليهم المقاومة والتدخل الاقليمي والخارجي، مما جعل الوطن ساحة لأجندات غير وطنية، وكائنات طارئه بمشاريع صغيرة، حرب أوجدت كل ما يمكن للتصدي للدولة الوطنية وحلم وطموح الناس.
جماعة ترسخ اليوم كيانها المرفوض والعفن في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، تزرع أدوات الموت على الارض وثقافة الموت في الانسان، وكلما شعرت بقرب الهزيمة، تجد في المشاورات فرصة للمناورة كاستراحة محارب يعيد ترتيب اوراقه ليستعد لاستمرار معركته المصيرية.
جماعة بهذه العقلية لن تقبل السلام الذي سيعيدها كمواطنين مثلهم مثل غيرهم من خلق الله , يخضعون لنظام وقانون، في دولة وطنية الكل فيها شركاء، ودستور ينظم العلاقات والتبادل السلمي للسلطة وتوزيع الثروة، نظام يضبط الجميع، ويحد من استخدام الدين والطائفة والمنطقة كوسائل سياسية للابتزاز والتحريض والحشد، ويجرم الدعم الخارجي بالمال او السلاح كخيانة وطنية يحاسب عليها الدستور من الجرائم الكبرى التي لا تغتفر، وينهي مبرراتهم القبيحة في تقمص دور الضحية، والاقلية المضطهدة والمشاريع الصغيرة والأجندات التي تغذيها، ليصون الوطن من نثر المال الحرام وكثرة اللاعبين، والدفع نحو تشكيل تكتل وطني ينهض بمشروع الدولة الوطنية دولة المواطنة والنظام والقانون، المنصفة للجميع بكل اطيافهم وتوجهاتهم التي تسقط الحق التاريخي والتمايز العرقي السلالي واضطهاد الطائفي والمناطقي تحد من الفوارق الطبقية وتساوي بين عامة الناس بكل أعراقهم وأفكارهم وألوانهم.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.