استهدفت الثورة المضادة المجتمع انطلقت ثورة الحادي عشر من فبراير2011 من كبد المعاناة فبعد صراع طويل مع الظروف التي عاشها الشعب انفجرت ثورة ضد النظام بأكمله فعملت على تنحي اشخاص وعزل اشخاص وقتل فيها المئات .
فهي الثورة الوحيدة التي جاءت بلا تخطيط مسبق او دعوات من الاخرين , ولعدم وجود قائد لها لن يتم ادارتها بالطريقة الصحيحة , فاختلافها هذا جعلها غير ناجحة مثل الثورات السابقة , دفع اليمنيون الثمن باهضا ضريبة هذه الثورة , سواء من كان داخل البلاد او خارجها من شارك فيها ومن لم يشارك بها من كان معها ومن كان ضدها فلم تستثني احد .
منذ بداية عام 2011 قامت في اليمن ثلاث ثورات يمكننا تقسيمهن كالتالي :
ثورة الشباب السلمية
ثورة 11 فبراير لا تختلف بالأهداف عن ثورة 26سبتمبر , فالتشابه بينهما كثير والسبب واحد وهو التمرد ضد الظلم وحكم التوريث والفقر وعدم المساواة والوساطة والمحسوبية الى اخره . الا انها جاءت حملت بالمفاجآت التي ابهرت العالم .
– الثورة المضادة التي قام بها نظام الحاكم ضد ثورة الشباب في ميدان التحرير وكانت معادلة لثورة الشباب في ساحة الجامعة.
– انقسام في النظام الامني والحكومي في السلطة الى مؤيد ومعارض لها فقد اعلن الكثير من قيادات الجيش والوزراء انشقاقهم عن نظام علي عبدالله صالح وانضمامهم لثورة .
– تدخل دول الجوار واعطاء مبادرة توجب بتسليم الرئيس علي عبدالله صالح نظام الحكم بموجب الدستور الى نائب الرئيس عبده ربه منصور هادي.
– تمسك الشعب بسلمية الثورة رغم وجود اسلحة من كل الانواع .
– المبادرة الخليجية
جاءت بمثابة الترس الذي احتمى من خلاله علي عبدالله صالح ونظامه ليعمل جاهدا للانتقام من الشباب الذين خرجوا ضده فقد منحته المبادرة الخليجية الحصانة له ولعائلته والعديد من الاشخاص الذين شملتهم المبادرة وعدم ملاحقتهم قانونيا ورغم تنحي علي عبدالله صالح عن السلطة وتسليم نائب الرئيس عبدربه منصور هادي نظام الحكم الا ان المبادرة الخليجية نصت على ان يكون 50 %من الوزارات والمقاعد البرلمانية في يد حزب علي عبدالله صالح الامر الذي جعله فعليا قادرا على الحكم من وراء الستار .
– هيكلة الجيش الذي ازاح اولاد علي عبدالله صالح وابناء اخيه من السلطة اثار في انفسهم الغيرة وعدم الرضا مما جعلهم يحاولون بكل الطرق العودة مرة اخرى الى السلطة مهما كان الثمن .
الحوار الوطني
جاءت مخرجات الحوار الوطني بمثابة الضربة القاسمة ضد علي عبدالله صالح والحوثيين على حد سواء الامر الذي قادهم الى التحالف واعلان الحرب ضد الشرعية .
تحالف علي عبدالله صالح مع الحوثيين كان بمثابة الثورة الثالثة الا ان هذا التحالف لم يكن بمثابة القاضية ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وحسب بل تعدى الامر الى اخطر من ذلك , الامر الذي جعل الرئيس عبدربه منصور هادي يستنجد بدول الجوار وخوض حرب اقليمية ضد الشعب بأكمله ليس الحوثيين او المؤتمرين او حتى شباب الثورة السلمية بل اصبحت الحرب حرب البلاد بأكمله فالجميع ذاق من ويلات الحرب .
فمن الحماقة الوثوق بعدو الامس الذي خاض ضدهم سته حروب منذ بداية عام 2004فقد انقلبت الموازين واصبح علي عبدالله صالح وأسرته ونظامه من ضحايا هذه الثورة و قتل وشريد جميع افراد اسرته واهان حزبه مما جعل حزب المؤتمر الشعبي العام خائف ذليل امام الحوثيين .
لقى علي عبدالله صالح نفس مصير الشباب فالشباب منهم من استشهد ومنهم من جرح ومنهم من تشرد واغترب او في السجون وعلي عبدالله صالح اصبح ايضا مشردا من بيت الى بيت ومحاصر في كل مكان وفي الاخير مات مقتولا .
الثورة الثالثة ثورة عبدالملك الحوثي:
كانت ثورة عبدالملك الحوثي متلبسة بلباس انزال الجرعة التي اعتمدتها حكومة باسندواه الا ان خفاياها كان اخطر من ذلك فقد كان هدفه الحقيقي هو مد سيطرته على البلاد ومن يرفض فالموت والتعذيب مصيره. نجح عبدالملك الحوثي في قلب موازين البلاد واجرها الى مستنقع الا عودة.
استولى الحوثيين على جميع اسلحة الدولة فصار ابناء العشر سنوات يحكمون الدولة في قوة السلاح .
عواقب الثورة المضادة
هزت الصورة المثالية لدولة وانزلت من هيبتها امام العالم والشعب ودول الجوار.
انتهاء القانون واستبدال النظام العشوائي الجائر في البلاد .
سيطر على الشعب التطرف المذهبي والمناطقي الذي لم يكن موجود من قبل .
اوصلت الثورة المضادة البلاد الى مستنقع الفقر والجوع والمرض ناهيك عن الخوف الذي يعانيه الشعب وتشرد ابناءه في الداخل والخارج دفع اليمنيون أثمانا باهظة في مواجهة هذه الثورة المضادة، قتلى بالآلاف واقتصادا يزداد تدهورا على تدهوره.
ادت الثورة المضادة إلى ضعف المجتمع المدني وضياع القانون.
تنفيذ اغتيالات وخلق حالة من الفوضى، ومحاولة نقل التجربة العراقية إلى صنعاء بعملية ممنهجة.
.
.