فكر وثقافة

“من يخاف اللغة العربية؟”: جدل الأحكام المسبقة

“من يخاف اللغة العربية؟” عنوان ندوة نظمها امس الخميس “معهد العالم العربي” في باريس بمشاركة المترجمة ندى يافي، والكاتب الجزائري صالح غمريش، ومؤرخ العلوم أحمد جبار، فيما يدير الندوة الباحث الفرنسي المتخصّص في الثقافة العربية روت غروريشار.

يمن مونيتور/ العربي الجديد
يمثّل التعامل مع اللغة العربية إشكالية في أكثر من ثقافة، من بينها الثقافة الفرنسية باعتبار أنها ارتبطت مع المنطقة العربية بتاريخ طويل يتضمّن محطّات من التوتر والعدائية أبرزها عصر الحروب الصليبية والفترة الاستعمارية، وفي سنوات قريبة كانت العمليات الإرهابية سبباً في اهتمام معرفي بالثقافة العربية في فرنسا، ومنها الاهتمام باللغة العربية، لكن جرى ذلك ضمن تمثّلات أيديولوجية حكمت على كل ما يأتي من العربية أن يكون عنواناً لمحاولات الغزو القديمة أو الحديثة، وهي علاقة يصعب على كثيرين التخلّص منها خصوصاً أن هذه التخوّفات تخدم أجندات سياسية عقائدية عدّة.
“من يخاف اللغة العربية؟” عنوان ندوة نظمها امس الخميس “معهد العالم العربي” في باريس بمشاركة المترجمة ندى يافي، والكاتب الجزائري صالح غمريش، ومؤرخ العلوم أحمد جبار، فيما يدير الندوة الباحث الفرنسي المتخصّص في الثقافة العربية روت غروريشار.
يعبّر المشاركون باختلاف تخصّصاتهم عن تقاطعات بين الثقافتين الفرنسية والعربية بعيدة عن التجاذبات العقائدية والسياسية، حيث لكلّ واحد منهم مساهمة معروفة في الحوار بين اللغتين، فقد أشرفت يافي على إصدار كتاب “اللغة العربية، لغة عالمية” عن منشورات “لارمتان “في 2018، وأصدر غمريش “معجم الكلمات الفرنسي من أصل عربي” عن منشورات “سوي” في 2007، إضافة إلى عمل تاريخي بعنوان “عبد الرحمن ضد شارل مارتيل” (2010).
أما أحمد جبّار فهو أحد أبرز مؤرّخي العلوم، خصوصاً الرياضيات، وقد خصّص جزءاً من مؤلفاته لتاريخ العلوم العربية ومساهمتها في الإنتاج المعرفي العام للبشرية، ومن أشهر أعماله في هذا الإطار كتاب: “تاريخ للعلم العربي” (2001). ومن جهته ساهم غروريشار في كتب تعليمية حول اللغة العربية موجّهة للقارئ الفرنسي.
بحسب تقديم المعهد، فإن الندوة تتمحور حول سؤالين: كيف تؤثر الأحكام المسبقة في علاقة الفرنسيين باللغة العربية؟ وما هي الحلول المتوفرة اليوم كي تأخذ العربية موقعها الطبيعي بين مختلف اللغات الأجنبية في فرنسا؟
السؤالان يقعان بالتأكيد ضمن انشغال الراهن، خصوصاً وأن سنوات مثل 2015 و2016 شهدت اهتماماً معرفياً بالعربية، بدا مبالغاً في كثير من الأحيان، علاوة على توظيفاته المكشوفة، لكن بمرور الوقت قلّ هذا الاهتمام بشكل لافت، وكأن استحضار العربية لا يكون إلا في سياقات التوتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى