رياضةكتابات خاصة

هموم رياضية مبعثرة

بدر بالعبيد

تمنيت لو أنني لم أتواجد في هذه الدورة من الأساس، فقد آلمني كثيراً هذا الكلام الذي لا أستطيع إنكاره  نأسف لأزعاجك ضيفنا العزيز، ولكن نود إشعاركم بأن نقطة التجمع ستكون في بهو هذا الفندق غداً الساعة الثالثة عصراً.. وسيتم نقلكم من خلال باصات النقل الترددي إلى حفل الافتتاح، سعيدين بتواجدك معنا؛
مرفق جدول يوضح كافة تفاصيل وفقرات الحفل..
ما سبق محتوى كرت دعوة حسب بروتوكول اللجان المنظمة للدورات الأولمبية لحضور حفل افتتاحها استلمته من أحد أعضاء اللجنة المنظمة بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية بروسيا مدينة سوتشي لعام ٢٠١٤م، أمام أحد المصاعد المؤدية للأدوار العلوية بفندق رؤوساء وفود الدول المشاركة، كنت عائداً من إحدى المنافسات للدورة، وفي طريقي ذاهباً للنوم؛ أخذته وأكملت مسيري لوجهتي.
في اليوم التالي، كنت في الموعد، ووجدت كل شيء كما خطط له، وأشعرت به دون زيادة أو تقصير، وإذا بي أرى أمام البوابة صفاً من الباصات التي تزينت واكتست كل هياكلها بصور وشعارات الدورة الشتوية التي يفاخر بها الروس طبعاً، وهي فخر بالفعل كيف لا وهناك دول تبذل الغالي والنفيس في سبيل استضافة حدث دولي كهذا، فنادى أحد المتطوعين بنا حسب نظام وركبنا الباص المخصص لنا؛ ولسوء حظي ذلك اليوم، جلس بجانبي أحد أعضاء البعثة لدولة شقيقة وسأل: من أين أنت؟ ولم ينتبه للشعار الذي كنت أضعه؛ فقد كان السيفين والنخلة فقلت: اليمن، تبسم ضاحكاً وقال لا وجود لكم يا أخي للأسف، فاليمن حضورها شرفي فقط، واسمها متذيل المجموعات، والحاجة لها فقط في جمع الأصوات لإكتمال نصاب الانتخابات لمجالس المنظمات الرياضية الإقليمية والدولية.
تمنيت لو أنني لم أتواجد في هذه الدورة من الأساس، فقد آلمني كثيراً هذا الكلام الذي لا أستطيع إنكاره، لانه حقيقة مؤلمة للأسف؛ فما كان مني إلا أن تبسمت، والله يعلم ما بداخلي. وقلت: اليمن تاريخ وحضارة عريقة وسيعود إن  شاء الله بأقرب مما تتصور ياعزيزي.. وأنا هنا عضو الوفد الرسمي للمملكة العربية السعودية حفظها الله، ألا ترى الشعار؟ وذهبت أبحث عن جوالي، وأظهرت بأنني مشغول ولا أرغب بإكمال الحوار الظالم وغير العادل، حتى وصلنا الوجهة.
وبالحديث عن هموم رياضة اليمن ومن خلال متابعة حديثة اكتشفت أن الكفاءات الرياضية اليمنية الشابة، لم يعد لها مكان أمام تفوق أهل الثقة، فاجتماعات توزيع المناصب أصبحت حفلة لتقسيم الكعكة، فلم ينظر لما تحويه الملفات الشخصية للمترشحين للوظائف بقدر النظر لمن يسانده، فالملفات الجوفاء ينال أصحابها مناصبَ بدعم من أصحاب النفوذ.
هموم نعيشها ليل نهار، وتساؤلات عدة عندما نرى منتخبات دول العالم وأنديتها تتقدم وتشّرف جماهيرها وبلدانها في المحافل الدولية، وترفع العلم وتنشد أهازيجها الوطنية أمام الملايين من البشر، وبلدك لا ذكر له وأن ذُكر يذكر بالدونية والتخلف عن الركب… وكلما رجعت للتاريخ فيما يخص الإنجازات الرياضية اليمنية، ووضع ميزان الإنجاز بالمعيار الإقليمي الدولي والأولمبي أجد اليمن بدون أرقام موجبة، وعند العودة “بنظرة أشمل” لكل مشاركاتنا العالمية أن وجدت وبعدد محدود نجد أشرطة فارغة من المحتوى واسم البلد العريق بالحضارة والتاريخ اليمن متذيل المجموعات. فالأمر مؤلم حقاً خصوصاً أن اليمن مليئة بالكفاءات ومليئة بالمواهب، وهناك دول أقل من اليمن شأنا وشؤوناً في شتى المجالات ووصلت الآن إلى المحافل الدولية شأنها شأن الدول العظمى اليوم!
كل ما سبق على خلفية جزء بسيط من المعاناة، ويمكن في سيناريوهات التخبط العشوائي الذي رأيته مؤخراً من قبل اتحاد الكرة اليمني ممثل بإدارة المنتخب الأول في إدارته للبرنامج الإعدادي للمنتخب المشارك بأمم آسيا ٢٠١٩ بدولة الإمارات والتي لا تعكس فكر كروي رياضي نيّر. لن أطيل ولن أشوش على اللاعب اليمني سأكتفي بهذا فقط. والثقة في اللاعب اليمني كبيرة جداً، وسيكون له رأي آخر في المشاركة وأنا متأكد؛ إلى ذلك الحين كن بخير عزيزي القارئ، حتى ألقاك بمضمار رياضي جديد إن شاء الله.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى