أرادت إيران أن ترسل رسالة تطمين إلى ذراعها الهمجي في اليمن، وخاصة بعد خيبة الأمل الحوثية من تخلي طهران عنها، والتوقيع على الإتفاق النووي الذي أعقبه صمت إيراني حيال الحوثيين بعد ضجيج واحتفال واحتفاء، هذه الرسالة كانت عبارة عن سفينة محملة بكميات من الأسلحة، وكأنها تقول نحن مازلنا معكم. أرادت إيران أن ترسل رسالة تطمين إلى ذراعها الهمجي في اليمن، وخاصة بعد خيبة الأمل الحوثية من تخلي طهران عنها، والتوقيع على الإتفاق النووي الذي أعقبه صمت إيراني حيال الحوثيين بعد ضجيج واحتفال واحتفاء، هذه الرسالة كانت عبارة عن سفينة محملة بكميات من الأسلحة، وكأنها تقول نحن مازلنا معكم .. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى محاولة لاختبار إمكانية تجاوز الرقابة الصارمة للتحالف العربي على الشواطئ اليمنية، ومدى إمكانية اختراقها.
العملية التي أدت إلى القبض على السفينة في المنطقة البحرية المقابلة لميناء صلالة العماني، يعتبر بعيداً نسبياً عن الشواطئ اليمنية، تمت السبت الماضي وأعلن عنها الاربعاء، أرسلت رسائل عكسية تماماً لأهداف الرسالة الإيرانية،
أولى تلك الرسائل أن هذا العمل الأخرق أثبت قدرة قوات التحالف العربي الكاملة في ضبط الشواطئ اليمنية الممتدة على طول 2500 كيلو متراً في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب الذي تحقق في اللحظات الأولى من إعلان التحالف، وهو الأمر الذي حاولت إيران التقليل منه ومن جدواه أكثر من مرة، وفشلت في إثباته سواء بمحاولة التضجيج الإعلامي لإيصال سفينة مساعدات بحراسة قوات بحرية إيرانية إلى ميناء الحديدة، ثم أرغمت على التوجه إلى جيبوتي للتفتيش وتسليم شحنة المساعدات هناك، والتي كانت عبارة عن مواد غذائية منتهية الصلاحية، أو من خلال الإعلان أكثر من مرة عن إرسال قطع بحرية إيرانية إلى المنطقة، والتحذير من المساس بها مع أنها قطع متواجدة قبل الأزمة اليمنية، ولا تقترب اطلاقاً من المياه الاقليمية لليمن.
من ناحية أخرى، ستعطي هذه العملية تاكيداً واحداً للحوثيين باستحالة الإعتماد على الدعم المباشر من إيران، وأن ما حدث سابقاً من توريد للأسلحة عبر موانئ اليمن البحرية، أو الجوية في فترة سيطرة الحوثيين على مطار صنعاء وميناء الحديدة وشواطئ ميدي، واستقبلت فيها الميليشيات الإرهابية الحوثية كميات هائلة من الاسلحة، يصعب تقديرها بالدقة، هذا الأمر لن يتكرر، وأن نقص الأسلحة لن تستطيع إيران ولا غير إيران تعويضه.
إن هذه العملية البائسة تقدم دلالة واضحة أيضاً على المأزق الذي تعيشه ميليشيا الإرهاب الحوثية، والنقص الهائل في الأسلحة والمعدات الحربية، ما دفع لمثل هذه المغامرة في توقيت محرج للغاية للقيادات الإيرانية، المتزامن مع اجتماعات الأمم المتحدة، والاتهام المباشر من الرئيس هادي لدور إيران الداعم لجماعة الحوثي، وكأنها تقدم الدليل الدامغ لذلك الإتهام الذي نعرف كيمنيين أنه حقيقة لا تقبل الجدل، فالجماعة جعلت أولى مهامها بعد اسقاط صنعاء، قبل الجرعة والحكومة ومخرجات الحوار، اطلاق المحكومين في قضية التخابر مع إيران وجيهان 1و2 .
ثالث تلك الرسائل العكسية ان هذه العملية وبالتزامن معها اكتشاف المؤامرة الاجرامية في البحرين وقبلها ايضا خلية الكويت، تؤكد على أن هذه الدولة ليست معنية بأي حسن جوار مع محيطها الاقليمي، وأنها تشكل خطراً كبيراً على السلم في الإقليم والعالم، وأن الجانب المتشدد منها المستند على ولاية الفقيه، هو الجانب المسيطر على سياستها الخارجية، ويجعل من التخوفات الخليجية والعربية من دور إيران الواضح في زعزعة الإستقرار في هذه الدول تخوفاً مشروعاً.
هذا الأمر يعلي من أهمية وقيمة التحالف العربي الذي يؤسس لمرحلة مهمة في التعامل بمسؤولية مع دولة تبذل كل إمكانياتها لنشر مشروع يتسم بالهدم وخلط الأوراق، واذكاء الصراعات الطائفية والمذهبية، خدمة للحلم الفارسي في مواجهة العرب ومشروعهم الغائب، جاء التحالف لمحاولة ملئ فراغ تحرك فيه المشروع الفارسي وحيداً لفترة طويلة، ويبدو أن التحالف العربي وانتصاره في اليمن بداية المواجهة الحقيقية والتصدي المسؤول لذلك المشروع المدمر.