“بناء الثقة”.. الحلقة المفقودة في سلسلة المشاورات اليمنية
مصطلح “بناء الثقة”، هو الأكثر تداولاً في الأوساط اليمنية، والمفاوضين على وجه الدقة، إلا أنه، على الأقل حتى كتابة هذه المادة، لا يبدو أن أحداً تجاوز هذه العقدة.
يمن مونيتور/ عدن/ خاص
منذ انطلاق نسختها الاولى منتصف يونيو 2015 في جنيف، لم تفلح سلسلة جولات المشاورات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثي المسلحة، في حلحلة عقدة بناء الثقة بين الطرفين المتحاربين منذ ما يربو على أربعة أعوام.
وعلى الرغم أن مصطلح “بناء الثقة”، هو الأكثر تداولاً في الأوساط اليمنية، والمفاوضين على وجه الدقة، إلا أنه، على الأقل حتى كتابة هذه المادة، لا يبدو أن أحداً تجاوز هذه العقدة.
ففي كل مرة، تبدأ الاتهامات المتبادلة بين الطرفين قبيل بدء المشاورات، ثم تنهار الجولة كليةً دون تحقيق أي مكاسب على صعيد ملف السلام، لتبدأ مرحلة جديدة من التصعيد العسكري.
وتتضمن خطوات بناء الثقة إطلاق جميع الأسرى والمخطوفين والمخفيين قسراً، وهو الملف الأكثر تعقيداً، والذي تستخدمه جماعة الحوثي كورقة ضغط على خصومها، منذ اجتياحها للمدن والقرى أواخر سبتمبر/ أيلول 2014.
وأكدت الحكومة اليمنية، اليوم الأربعاء، عزمها على تحقيق خطوات إيجابية لبناء الثقة في المشاورات المرتقبة مع الحوثيين في السويد برعاية الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة “سبأ” الحكومية الرسمية عن وزير الخارجية اليمني، ورئيس الوفد الحكومي المفاوض، خالد اليماني، تأكيده على “عزم الحكومة تحقيق خطوات إيجابية لبناء الثقة في مشاورات السويد من خلال الاتفاق وتنفيذ إجراءات إطلاق سراح جميع الأسرى والمختطفين والمخفيين قسراً.
لكن الطرفين تبادلا خلال اليومين الفائتين اتهامات حول التصعيد العسكري، ووفقاً لمصادر عسكرية يمنية تصاعدت حدة العمليات العسكرية، بشكل لافت في عدد من الجبهات، رغم الدعوات الدولية المطالبة بإجراء هدنه إنسانية تهيئ لانعقاد المشاورات.
المصادر العسكرية قالت إن المعارك العنيفة اندلعت بين الطرفين في أعقاب سلسلة هجمات مضادة شنها الحوثيون في مسعى لتغيير موازين القوى على الارض قبيل جولة مشاورات تأمل الامم المتحدة انعقادها في السويد في غضون يومين.
وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي، أن “تصعيد مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران غير مبرر ولا ينم عن نوايا حسنة نحو السلام”.
وقال في تصريح نشره موقع الجيش “سبتمبر نت”، إن “مليشيا الحوثي هاجمت، أمس مواقع الجيش بمديرية نهم شرق صنعاء بالتزامن مع وصول وفود التفاوض إلى العاصمة السويدية ستوكهولم”، لافتًا أن “الجيش الوطني سيرد بقوة على هذه الاعتداءات والخروقات المتكررة، ولن يقف مكتوف الأيدي”.
وتتهم جماعة الحوثي المسلحة، التحالف العربي بـ”تصعيد عملياته العسكرية في عدد من جبهات القتال”، زاعماً أن هذا “يُعيق جهود المجتمع الدولي لإحلال السلام في اليمن”.
ومن المقرر أن تنطلق خلال اليومين القادمين نسخة جديدة من المشاورات بين وفدي الحكومة اليمنية، وجماعة الحوثي المسلحة في منتجع “ستوكهولم” السويدية، برعاية الأمم المتحدة.