تعمل المراكز البحثية بجد ومثابرة من أجل ذلك، ومع مرور الوقت واكتشاف وسائل بديلة وبداية تشغليها خصوصاً الطاقة النظيفة، يظهر البترول كعصب الحياة على البسيطة إذ يكاد لا يأتي بعد الماء إلا البترول أهمية. منذ أعوام، ودول عديدة في العالم خصوصاً الدول الصناعية تبحث عن بدائل في الطاقة تخلصها من الاعتماد على البترول لأسباب بيئية واقتصادية وجيوبوليتبكية.
وتعمل المراكز البحثية بجد ومثابرة من أجل ذلك، ومع مرور الوقت واكتشاف وسائل بديلة وبداية تشغليها خصوصاً الطاقة النظيفة، يظهر البترول كعصب الحياة على البسيطة إذ يكاد لا يأتي بعد الماء إلا البترول أهمية.
والانتقال الطاقي ليس بالأمر السهل من ناحية اقتصادية. فقط، تسير في العالم مليار سيارة في الْيَوْم تعتمد أساساً على البترول ومشتقاته. لم يكن الحال كذلك قبل نصف قرن تقريباً. ولم يكن البتة قبل قرن.
التقدم الصناعي والتحديث والعمران يعني الاعتماد أكثر على البترول وتحصل الدول المنتجة له على نصيبها من هذه الثروة/ اللعنة.
جذر احتجاجات “السترات الصفراء” هو الغضب من زيادة فرضتها الحكومة على أسعار المحروقات تقول هي إنها في إطار خطتها للانتقال الطاقي؛ أي الانتقال إلى بدائل النفط والتزامها البيئي.
هذه الاحتجاجات تدفعنا إلى النظر في تصورات الانتقال الطاقي وكلفتها الاقتصادية ومن هي الشرائح الاجتماعية التي ستدفع الثمن. وقبل هذا إمكانية تنفيذ سياسيات انتقال طاقي قريباً في الأصل من ناحية.
ومن ناحية أخرى، النظر في مستقبل الدول التي تهيمن على انتاج النفط خصوصاً المملكة العربية السعودية وروسيا وإيران وقطر.
زيادة النمو العالمي ومشاريع التحديث في البلدان النامية والصاعدة يعني إدمان النفط وتحول الطلب من الغرب إلى الشرق والجنوب والوسط من الكرة الارضيّة. بالتالي، سيكون هناك طلب عالٍ للنفط في المستقبل القريب، وستبقى أسعاره عالية.
وهذا يعني أن الدول المذكورة أعلاه ستحتفظ بمقدار من الهيمنة والسيولة والتي ستنفقها على خطط تنموية من ناحية وعلى تعزيز نفوذ وصراعات إقليمية ودولية من ناحية اخرى.
وسيزداد سياق الصراع أكثر حدة مع دخول بلدان جديدة ومناطق جديدة في الاستخراج والإنتاج منها اسرائيل ومصر وقبرص وتركيا، وكذلك الاستخراج من البحر الأحمر عبر شركات روسية.
هذه النظرة التشاؤمية مصدرها قراءة مسار الأحداث والمعطيات الراهنة المرتكزة على الصراعات والتناحر بالوكالة والتي لا يبدو أنها ستزول لتوافر الأسباب والموارد.
لكنها أيضا تتفكر في بعض التنبوءات العاجلة التي ترى أن موقع وموقف الدول النفطية سيتلاشى بينما الأحداث تقول عكس ذلك. ويمكن للدول النفطية العربية تعزيز قبضتها على ثروتها وتعزيز موقعها عالمياً إذا حافظت على سلامة وسيادة أراضيها من ناحية وانتفعت بعائدات النفط من ناحية اخرى. ويمكنها أن تعزز من موقعها في السياسات الدولية إذا توافقت حول القضايا الإقليمية التي تتنازع حولها. وهذه الافتراضات ليست سهلة كما يبدو.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.