كتابات خاصة

معركة الوحدة

أحمد ناصر حميدان

فشل التكتلات السياسية والاقتصادية والأمنية التي كان يعول عليها في ترسيخ ثقافة الوحدة، فشل اتحاد المغرب العربي، ومجلس التعاون الخليجي الذي على أوشك الانهيار، ومجلس التعاون العربي الذي انهار، ودولة اليوم في وضع لا تحسد عليه.

حينما افتقدنا كعرب ومسلمين لثقافة الوحدة الوطنية، ترسخت فينا ثقافة الانقسامات الطائفية والفئوية، وانحسرت معركة الوحدة القومية والاسلامية، لمشاريع صغيرة، تاهت فيها الهوية.
 فشل التكتلات السياسية والاقتصادية والأمنية التي كان يعول عليها في ترسيخ ثقافة الوحدة، فشل اتحاد المغرب العربي، ومجلس التعاون الخليجي الذي على أوشك الانهيار، ومجلس التعاون العربي الذي انهار، ودولة اليوم في وضع لا تحسد عليه.
الوحدة هي معركتنا كمصدر اشعاع ونور يضئ حياة البشرية، لترسخ معاني وقيم الوحدة السامية، الرحمة والانسانية والمحبة، تجعل البشر مفطورين جميعًا على فطرة واحدة وهدف ومصير واحد، لتذوب الكيانات الطائفية والمناطقية والجهوية  في بوتقة الوحدة القومية والانسانية.
لا نحمل الوحدة فشل نماذج قادها عسكر وأنظمة مستبده، كسوريا ومصر والوحدة اليمنية، هو فشل من قادها للغبن والقهر والاستبداد كمنظومة سياسية، من الظلم الطعن بالوحدة  كقيمة سامية وهدف وطني استراتيجي عظيم، لغرض الترويج لمشروع خاص، ببذاءة الألفاظ والمعاني التي توصف بها.
المشاريع الصغيرة هي السمّ الزعاف لتمزيق الأمة وإضعاف كيانها، وهدر قضيتها، من خلالها دمرت ركائز هامة للوحدة العربية، دمر العراق وسوريا، وانشغل لبنان في طوائفه، وحُيّدت مصر، وتآمر العرب على قضيتهم وهويتهم، حتى صاروا بقايا جماعات متناحرة ممزقه لطوائف وأقليات، لينهض على هذا الخراب والأشلاء العدو الاسرائيلي من دويلة إلى دولة ديمقراطية وقوة صناعية وعسكري.
مؤلم أن نفقد كأمة ثقافة الوحدة كقيمة روحية وفلسفية، كمعنى مهم في الحياة وتوجهاتنا المستقبلية، لتسقط كثيرًا من القيم والمبادئ التي تربينا عليها وتشبعنا بها في تاريخ نضالي عظيم لامة عظيمة، صارت اليوم هزيلة.
وعندما يبدأ السقوط لا يتوقف عند حد، سقط الكثير في وحل الرداءة، واسقط الهوية، وعاد البعض للمشاريع الاستعمارية متنكرًا لدماء الشهداء ونضالات الشرفاء، متخذًا مبرره العقيم بالظروف ومنظومة الاستبداد السياسي والديني والفساد والقهر والاضطهاد، والحقيقة أن الفساد قد مسه فكريًا وروحيًا ووطنيًا، وبرهنة المرحلة على ضعف وهشاشة التمسك بالقيم والمبادئ الانسانية والوطنية، مثل هؤلاء هرول سقوطًا مدويًا ليكون طائفيًا مناطقيًا عنصريًا قذرًا.
هناك سقوط واضح، في الحياة العامة الاجتماعية والسياسية، في وحل العنف والعدوانية والتخلف والجهل والتعصب، ليفقد المجتمع وحدة الهدف والمصير، الوحدة الوطنية والقومية والدينية، الوحدة في مواجهة المخاطر والمؤامرات، في ترسيخ المشاريع الوطنية والانسانية.
مؤلم أن تسقط نخب الرهان وأحزاب وطنية عريقة، لتتخلى عن هويتها، وتتحول لمجرد اسم وحدة جوار دون هوية تذكر، لإرضاء نزعات مريضة ومشاريع صغيرة.
كل ذلك محاولات لإسقاط الامة، سقط البعض ولم يسقط الجميع، ولا يزال المخاض قائمًا. الامة واحدة، والمصير واحد، والوحدة حلم قديم جديد، ترسخ مع ثورة الربيع العربي، والشرارة الاولى من تونس وتداعت له بقية الأعضاء في الامة من سوريا وليبيا ومصر واليمن، في معركة الوحدة في مواجهة الانقسامات ومشاريع طائفية مناطقية فئوية، والثورة مستمرة وستنتصر على كل المشاريع الصغيرة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى