“1918: نهاية الحرب”: تحوّلات العالم والعائلة والموسيقى
يحمل القسم الثاني عنوان “الاستماع إلى الحرب: أصوات، وموسيقى، وصمت” يمن مونيتور/ العربي الجديد
في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر قبل مئة عام، أُعلن عن انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 -1918) التي خلّفت أكثر من سبعة عشر مليون قتيل ومفقود، إلى جانب شلل في الاقتصاد العالمي برمته وتفشي العديد من الأمراض والأوبئة.
“1918: نهاية الحرب” عنوان المعرض الذي يتواصل في “مكتبة قطر الوطنية” حتى العشرين من الشهر الجاري، بالشراكة مع السفارة الفرنسية و”المعهد الفرنسي” في الدوحة. يتضمن المعرض مجموعة من الوثائق، بعضها في شكل مقاطع فيديو، كما يحتوي على مقتنيات نادرة من “متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني”.
تصميم المعرض أنجزه “المتحف الفرنسي للحرب العالمية الأولى”، وفيه نستكشف جوانب مختلفة من الحرب التي غيّرت كثيراً من المفاهيم الاجتماعية والثقافية في الغرب خصوصاً، على تباين ما وصل له كل بلد بعد الحرب، سواء كان من المنتصرين أو المهزومين، حيث صعدت أيديولوجيات وتيارات فكرية جديدة تركت أثرها الكبير في الثقافة والمجتمع.
القسم الأول من المعرض بعنوان “الأسرة، الأب والأمّ وأطفالهم خلال الحرب العالمية الأولى”، وفيه تُعرض رسومات وصور فوتوغرافية ومراسلات ومقاطع فيديو وقطع فنية تضيء على تلك المرحلة التي كان الآباء يقاتلون في الجبهة، بينما تعاني الأمهات والأبناء ويلات الحرب بطريقة مغايرة، كان عليهنّ توفير القوت فاضطررن غالباً إلى القيام بالأعمال الزراعية، وحتى الصناعية، طوال السنوات الأربع.
كان ذلك سبباً في تغيّر أدوار المرأة في المجتمعات الأوروبية، حيث اخترقت النساء مواقع كانت محظورة عليهن من قبل مثل قيادة الحافلات والعمل كنادلات في المقاهي والمطاعم أو كموظفات في مؤسسات البريد والمصارف وكمعلمات في مدارس الفتيان، بل تطلّب الأمر انخراطهن في القتال في بعض المواقع العسكرية، إضافة إلى أدوارهن في التطبيب والتموين.
كما يركّز هذا القسم على الاضطرابات وتداعيات الحرب على ملايين العائلات في أوروبا وحول العالم، التي أصبح جزء كبير منها لاجئة بعد أن أُجبرت على ترك منازلها في مناطق شهدت عمليات قتالية، وكيف حدثت العديد من حالات الانفصال القسرية بين أفراد العائلة نفسها.
يحمل القسم الثاني عنوان “الاستماع إلى الحرب: أصوات، وموسيقى، وصمت”، والذي يتضمّن أعمالاً تعكس ما قدّمته الحرب من أصواتٍ جديدةٍ سمعتها آذان العالم؛ بعضها مبهج مثل الأغاني الوطنية الحماسية في الإذاعات والاستعراضات العسكرية والموسيقى التي كان يتردّد صداها في جبهات القتال وفي المنازل. أما بعضها الآخر، فقد كان رهيباً ومأساوياً يثير الرعب في النفوس، ما بين دويّ انفجارات القنابل وقذائف المدافع والدبابات وهدير آلات الحرب وصرخات الألم والموت.
توضّح الأعمال المعروضة أهمية الموسيقى في حياة الجنود، والتأثير الضخم للحرب على الفنون، حيث كانت الموسيقى أبرز نموذج لهذا التأثير، وكيف صنع الجنود مشهداً موسيقياً فريداً لأنفسهم رغم الفوضى المحيطة بهم.