منوعات

كيف سيصبح شكل البشر بعد مليون عام؟

طرأت تغيرات كبيرة على البشر على مدى الحقب التاريخية الأحدث، وخلال الـ10 آلاف عام الماضية يمن مونيتور/ العربي الجديد
تطور شكل البشر كثيرًا منذ ملايين السنين وحتى اليوم، لذا قد لا نستطيع منع أنفسنا من التساؤل عما قد يبدون عليه بعد مليون سنة، هل ستحتوي أجسادهم على إضافات ميكانيكية مدمجة تزيدهم قوة؟ هل قد تعاود أطرافهم النمو إن بترت، وهل قد تصبح عيونهم مثل الكاميرات، كما في قصص الخيال العلمي؟
أو قد نتساءل عما إذا كان أحفادنا سيتحولون إلى كائنات هجينة بين الطبيعية والصناعية، أو عما إذا كانت قاماتهم ستصبح أطول أو أقصر، وملامح وجوههم وألوان بشراتهم ستتغير، إلا أننا في الحقيقة لا نمتلك إجابة قاطعة عن هذه الأسئلة لحد اللحظة، لكننا يمكن أن نتكهن، إن أعدنا النظر إلى ماضينا السحيق، قبل مليون عام، وفقًا لموقع “بي بي سي إيرث”.
كيف تطور البشر منذ مليون عام؟
ويفترض علينا في البداية أن نعرف أن “الإنسان العاقل” المعروف باسم “هومو سابيان”، لم يكن قد ظهر قبل مليون عام، إلا أن أنواعًا بشرية أخرى كانت موجودة، مثل “إنسان هايدلبرغ”، الذي يتشابه قليلًا مع كل من الإنسان المنتصب “هومو إيريكتوس”، والإنسان الحديث، إلا أنه أكثر بدائية من إنسان “نياندرتال” اللاحق.
وطرأت تغيرات كبيرة على البشر على مدى الحقب التاريخية الأحدث، وخلال الـ10 آلاف عام الماضية، وكان عليهم التكيف معها، إذ أدى انتشار الزراعة وتوافر الغذاء على سبيل المثال، إلى إصابتهم بالعديد من المشكلات الصحية، التي حلها العلم لاحقًا، مثل علاج داء السكري بالأنسولين، كما صار البشر أكثر بدانة، وأطول في بعض المناطق.
كيف قد يتغير البشر بعد مليون عام؟
 
وتشير هذه التغيرات التي طرأت على الجنس البشري، إلى أننا قد نتطور لنصبح أصغر حجمًا، بحيث تتمكن أجسادنا من تقليل معدل الطاقة التي تحتاج إليها في كوكبنا ذي الكثافة السكانية العالية، أي أن البشر يتعين عليهم التكيف مع متغير جديد، هو ازدحام الأرض ببشر آخرين، وفقًا لما قاله توماس مايلوند، الأستاذ المتخصص في تحليل البيانات الحيوية بجامعة “آرهوس” بالدنمارك.
قد نتطور لنصبح أصغر حجماً، بحيث تتمكن أجسادنا من تقليل معدل الطاقة التي تحتاج إليها
واقترح مايلوند أننا قد نتطور بطريقة تساعدنا على التعامل مع العدد المتزايد من سكان الأرض، أي أن مهارتنا في تذكر الأسماء قد تصبح أكبر، وقال: “ساعدنا العلم على معرفة الجينات المسؤولة عن تذكر الأسماء بشكل جيد، ويمكننا في الوقت الحالي زراعتها في الدماغ، إلا أننا لم نتوصل بعد لكيفية تفعليها، وهذا أمر نسعى جاهدين لاكتشافه في المستقبل، حتى لو بدا الأمر أقرب للخيال العلمي”، وأضاف: “إنها ليست مسألة بيولوجية، بل تكنولوجية للغاية”.
وتوصل العلم في الوقت الحالي لزراعة بعض الأجهزة في جسم الإنسان، مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب أو المفاصل، لذا لا يعتبر التوصل لزراعة أشياء تحسن مقدرات البشر أمرًا مستبعدًا في المستقبل، مثل التوسع في مجال زراعة الدماغ، أو زراعة عين اصطناعية تتيح التعرف على ألوان وترددات بصرية مختلفة.
ويمتلك العلماء اليوم التكنولوجيا اللازمة لتغيير الكثير من الأمور البيولوجية، مثل تعديل جينات الأجنة، إلا أن الأمر يعتبر مثيرًا للجدل من الناحية الأخلاقية، ويعتقد مايلوند أن ما نجده اليوم غير أخلاقي قد يتغير في المستقبل، وهو ما سيتيح للآباء اختيار ميزات أطفالهم قبل ولادتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى