لينقل المجتمع من سلبية التفكير بالمشكلة، إلى إيجابية التفكير في صنع الحلول والمخارج لها.
هل ستكون حكومة الدكتور معين عبد الملك، حكومة الأمل في توظيف كل أعمالها ونشاطها في الاتجاه الملبي لجزء مهم وبسيط من طموحات الناس وآمالهم في دولة المواطنة، في ترسيخ مخرجات الحوار الوطني كقيم ومبادئ على الأرض ثقافيا وسلوكيا و نظام وقانون نافذ على الواقع.
هل ستدفع بالبلد ليتجاوز العجز المفروض عليه لمواكبة تطورات العصر ونهضة الامم، لتحطيم قيود هذا العجز الذي حول البعض منا لشاكٍ وباكٍ يجتهد في استعراض شكواه كعاجز على صنع الحلول والمخارج، مسلم أمره لمعين يعينه ويستغله ويستثمر عجزه طامعا فيه، ليمارس استبداده وطغيانه وفساده.
لينقل المجتمع من سلبية التفكير بالمشكلة، إلى إيجابية التفكير في صنع الحلول والمخارج لها.
نريد أن نرى معالم التغيير وتباشير التحول ليتعافى الوطن من سلبيات الماضي، لنواجه مشاكلنا بإيجابية تنتج حلول ناجعة، بعيدًا عن سلبية التأزم، تأزم يرسم ملامح الهزيمة والحيرة والإحساس بالضياع في اتجاه الطريق المسدود، سلبية تجعل المجتمع ضحية فشله واستعطافه، فيجد ما يريحه بالبحث في الماضي، وكأنه لم يبقى له سوى العيش فيه على جناح الذاكرة متمتعا بنشوة الزمن الجميل الذي لم يعد له أثر أو فاعلية إلا في مخيلته الموشومة بالقهر والأسى.
هذه السلبية هي التي جعلت الوطن مرتهن، والارتهان هو الارتماء في حضن الضياع، الذي يفقد الانسان كرامته وحريته ومصيره وقراره، ليجد نفسه في سجن فاقد القرار الوطني والطموح والأمل، مجرد دمية تحركها نزعات القهر والفشل، يديرها المستبد بأطماعه وجشعة.
سلبية جعلت الحياة مجموعة من الصور الحزينة، الملطخة بالقهر والظلم والتعسف، قصص حقيقية تعبر عن واقع مأزوم، عدن تكتظ بها كتعز وصنعاء وغيرها من مدن هذا البلد المكلوم، هل تستطيع حكومة الدكتور معين عبدالملك أن تفك عقد هذه الأزمات، لتجعل تلك الصور أكثر جمالًا ولمعانًا ليتحول الشؤم لتفاؤل والبؤس لأمل.
صور لا يحتمل هذا المقال لسردها، ولنأخذ مثالًا لا حصرًا، صورة حزينة في صميم الحياة. طيران اليمنية، المحتكر للنقل الجوي منذ عهد الفساد ولا يزال المستثمر لوجع وألم الناس ومصائبهم، مصائب قوم عند قوم فوائد؛ استثمار جشع لا يحترم حقوق الناس وكرامتهم وانسانيتهم.
جرحى ومرضى ومسافرون، عرضة للابتزاز والاستهتار والمحسوبية، معاناة تضاف معاناة الحرب، قصص يندى لها الجبين وتشيب لهولها رؤوس الانسانية، في المطار تتنهد الأنفس قهرًا وظلمًا، يتوسل الضعفاء لعنجهية القوة والسلطة، يتوسل البطل الجريح، والعجوز المريض والشيخ المنهك، والشاب اليافع والمقاتل البطل، لمن لا يستطيعون الإيفاء بالتزاماتهم تجاه البلد والناس، ويصرون على أن يكونوا هم الوحيدون المسيطرون على نقل المسافرين، دون السماح لغيرهم في منافسة تجارية تخفف العبء على المواطن وتجنبه الظلم والتعسف الاحتكار.
والقصص كثيرة ومتشعبة ولنا في مقالات اخرى، وقصص اخرى، على أمل أن تصل للحكومة لتضع الحلول المناسبة لحل اشكالياتها ومخارج للناس والبلد لتجاوز اعبائها، ومحاسبة مسببيها، ووضع الانسان المناسب في المكان المناسب، والله الموفق.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.