فكر وثقافة

أقاصيص عن تاريخه وأخبار عن طرائفه الحِذاء في التراث الشّعبي العربيّ والعالميّ

محمّد محمّد الخطّابي

كان الفرنسيّون في القرون الوسطى يستعملون أحذية مذهّبة، وهو نوع من نعال ذي شراك، ثمّ استعمل الفرسان وغير النبلاء ضرباً من الأحذية التي كانت تُشدّ أو تُوثق بخيوط في مؤخّرة الجَوْرب متى لبس الإنسانُ الحذاء بعد أن كان يمشي في البراري، والفيافي، والقفار حافيا؟ الإجابة عند عالم أمريكي من إحدى الجامعات الأمريكية المرموقة وهو إريك ترينكوس، حيث يُخبرنا: «أنّ الإنسان عرف ارتداء الحذاء منذ ما يقرب من 40 ألف عام». حدث ذلك عندما شعر منذ أقدم العصور برغبة في الحفاظ على قدميْه، حيث استعمل في البداية لحاءَ الشّجر، والأوراق المُبرمة، وجلود الحيوانات. وعندما طفق الإنسان يميل إلى الاستقرار، وبدأت تظهر كبرى التجمّعات البشرية، وتسود الحضارات، وينتشر العمران، بدأ الحذاء يحتلّ مكانة تختلف عن السّابق، ولم يعد وسيلة لصون الأقدام والحفاظ عليها وحسب، بل أصبح أداة ضرورية، وشكلاً من أشكال الزينة وحُسن المظهر.

حسب الفيلسوف الإغريقي بلينيُوس، إنّ أوّلَ رَجُل استعمل الخُفّ كان من أوسّيا، وكان اسمُه ديفوس، واستعمل المصريون القدماء ورقَ البَردي كأوّل مادّة لصناعة الأحذية والنّعال. وكان سكّان شبه الجزيرة الإيبيرية يستعملون الحَلفَاء لوقاية أرجلهم، وكان الهنود، والصّينيّون يصنعون أحذيتهم من الأسل. وكانت أحذية الإغريق والرّومان في البداية من الجلود ثم استعملوا الحرير، أو الكتّان الليّن الملوّن والمطرّز بالأحجار الكريمة، حيث أصبحت هذه هي العلامات التي تميّز الأحذية التي يستعملها أباطرة الرّوم. وكان رجال مجلس الشيوخ الإغريقي يضعون على نعالهم علامة C التي كانت تدلّ على أنّهم ينحدرون من الشيوخ المئة الأوائل الذين تمّ تعيينهم من طرف رُومُولوس. وكانت أحذية الرِّجال عند الرّومان ثلاثة أنواع: نعل عادي، ونعل ذو كعب، وجزمة تصل حتى وسط السّاق. كما أنّ هناك نوعاً آخر من الأحذية الخشبية التي كان يرتديها الممثلون على خشبة المسرح للقيام بأدوار كوميدية «ملهاة» وأدوار تراجيدية «مأساة» وكانت هذه الأحذية ذاتَ كعبٍ عالٍ يكاد يغطّي السّاق كلّها، والغاية من ذلك هي زيادة قامة المُمثلين العادية وتقريبهم من حجم الأبطال الأقدمين الذين تصفهم الأساطير الإغريقية بأنّهم كانوا عمالقة.
رمز المستوى الاجتماعي
وهكذا صار الحذاء يتغيّر ويتطوّر حسب الأجناس، والأمم، ومع مرور الزّمن لم يعد وسيلة للحفاظ على القدَم وحسب، بل أضحى رمزاً أو علامة لدرجة أو لمستوى معيّن في المجتمع مثلما هو الشأن بالنسبة لبعض الأنواع من الألبسة في بعض الحضارات التي كانت مقصورة على طبقة بعينها دون أخرى، أو بعض الألوان في الصّين التي كانت مقصورة أيضاً على طبقة معيّنة من الناس ولا يمكن للعوام استعمالها بحال من الأحوال. وفي المكسيك كان الأزتيك يستعملون الأحذية كرمز للفروق الاجتماعية كذلك، وهكذا كان نوع من الحذاء يُسمّى عندهم «كاكتلي» كان أسفل نعله من جلد أو خيوط نباتية أو قنّب مقوّى، له كعب متوسّط وإسار يمرّ بين أصابع القدم لا يمكن إستعماله سوى من طرف النبلاء، وهو يدلّ على المكانة التي كان يحتلها صاحب الحذاء في المجتمع، وحَسَب بعض التقاليد الأزتيكية فإنّهم عندما كانوا يتأهّبون للدخول إلى قصور النبلاء والحُكّام كان عليهم خلع نعالهم على طريقة الأتراك وهي عادة حميدة عندهم.
وكان الفرنسيّون في القرون الوسطى يستعملون أحذية مذهّبة، وهو نوع من نعال ذي شراك، ثمّ استعمل الفرسان وغير النبلاء ضرباً من الأحذية التي كانت تُشدّ أو تُوثق بخيوط في مؤخّرة الجَوْرب. وفي إنكلترّا في القرن الحادي عشر، ظهرت أحذية غريبة الشّكل ذات طرف أو رأس حادّ مستطيل تذكّرنا بالقلنسوة أو «الطرطور» الذي كان يغطّي الرّأس في ذلك الوقت. ويُجهل حتى اليوم تاريخ الكعب العالي الذي انتشر بالخصوص انتشاراً واسعاً في موضة أحذية النساء خلال عدّة قرون، ويعتقد بعض الباحثين أنه ربّما كان ينحدر من أحذية الممثلين الإغريق، في حين يرى آخرون أن زوخوستو، هو مخترعه، وكانت الغاية منه ليخفي أو يداري قماءته.
وفي عصر النهضة كان الحذاء ما زال يُعتبر أداة لتمييز المستوى الاجتماعي لصاحبه، ثم بدأت صناعة الأحذية تتحوّل إلى فنّ قائم، وطفقت تستجيب للأذواق واختيار الأشكال وتطوّرها وانتقاء للمواد التي تُصنع منها. وفي العصر الصّناعي كان لزاماً على الإنسان أن يواكب هذا التطوّر ويصنع أحذية تناسب عصرَه وظروفه، فبدأت صناعة الأحذية تنأى عن الزّينة المفرطة، والتنميق والتوشية، وأصبحت عملية حتى وإن استمرّت خاضعة لتيّارات المُوضة، والتجديد، مع الأخذ بعين الاعتبار عنصر الرّاحة ودواعي الاستعمال.
متاحف الحِذاء
من أغرب المتاحف التي زرتهُا خلال وجودي في المكسيك متحف الحذاء الفريد في بابه الذي كان الوحيد في مجموع بلدان أمريكا اللاتينية، والثالث من نوعه في العالم، إلى جانب متحف شبيه به في بالي بسويسرا، وآخر في أونتاريو بكندا. ويرجع الفضل في جمع المواد التي يتألف منها هذا المتحف إلى مجهود خاص للمواطن المكسيكي خوسّيه كاسترو، وزوجته ماريا بايينا، وحافظ أولادهما على المتحف، وعملوا على توسيعه وإثرائه. ويوجد في هذا المتحف حوالي ألفي حذاء من الحجم الطبيعي، وخمسة عشر ألف حذاء مُصغّراً، فضلاً عن نماذج لها أشكال أحذية والتي استعملت في وقتها كصناديق، أو علب لحفظ السّعوط، والنشوق، أو طفايات، أو مصابيح إلخ. وفي المتحف أحذية يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر، كما توجد فيه نماذج نادرة لأقدم الأحذية والنّعال في العالم يرجع تاريخ بعضها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، كما يوجد في هذا المتحف حذاء نادر مصنوع في المكسيك من مادة السيزال يرجع تاريخه إلى عشرة آلاف سنة.
أحذية المشاهير
ويوجد في هذا المتحف جناح خاص بأشكال أحذية المستقبل وروّاد الفضاء، كما يوجد فيه جناح خاص يضمّ بعض أحذية مشاهير العالم، والأحذية ذات الحجم الطبيعي في المتحف متنوّعة وكثيرة وهي ذات أشكال متباينة مع ذكر أصلها وتاريخ صنعها وأصحابها، والبلدان التي تنتمي إليها، وهناك 15 ألفا من الأحذية المُصغّرة التي تستحوذ على اهتمام الزّائر وتثير فضوله، وبعضها مصنوع من الذّهب، والفضّة، والصّيني، والقيشاني، والفرفوري، والزّجاج، والفخار، والجلد، والبرونز، والخيزران، والخشب، وهذه الأحذية الصغيرة الحجم جدّاً لم يستعملها أحد من قبل بطبيعة الحال، إلاّ أنها تثير خيال الأطفال وتجنح بتفكيرهم عندما يزورون هذا المتحف، وتبدو لهم وكأنها أحذية «الأقزام السبعة» في القصّة الشهيرة، وهناك أحذية غريبة تبدو وكأنها تتطاول على الناظرين إليها فتُخرجُ لسانَها، وتُحرِّك أذانها، ويوجد ضمن هذه المجموعة أصغر حذاء في العالم مصنوع من اللباب وله في حجم حَبّة الأُرز. وبعض هذه الأحذية ذات الأحجام الصغيرة باهظ الثمن نظراً للمادّة التي صُنعت منها أو على اعتبار قيمتها الفنية والتاريخية. هذا المتحف عالم مثير يحرّك في زائريه ذكريات عن هذا الصّديق الذي رافق الإنسانَ في مَسيرته، وصاحبَه في مِشيته منذ أقدم العصور، ولا يعود المرءُ بعد زيارته لهذا المتحف الفريد بِخُفّيْ حُنيْن!
طرائف وحكايات
كانت بعض الأحذية مصدرَ إلهام للأدباء لبعض القصص الخيالية الجميلة التي خلّدتها السّينما العالمية أشهرها قصّة «سندريلاّ» التي تحكي حكاية الأمير الذي يبحث عن الحسناء التي نسيت فردة من حذائها خلال حفلة راقصة أقامها في قصره، فأمر بأن تقاس فردة الحذاء على جميع فتيات مملكته للعثور على صاحبة القدَم التي لها مقاس هذا الحذاء، أو قصة «القط ذو الحذاء الأحمر» وغيرها.
وفي أدبنا الشّعبي المتوارث نجد قصصاً وحكايات طريفة حول الحذاء منها «حذاء أبي القاسم الطنبوري» و»الإسكافي» المعروف إلخ. وهناك بعض الأمثال والأحاجي التي تروىَ حول الحذاء فيُحكى أنّ أحد البدو ذهب للسّوق الأسبوعي واشترى حذاءً جديداً له لأوّل مرّة، وعزّ عليه أن يرتديه خلال عودته إلى قريته مخافة أن يُصاب حذاؤه بضرر أو أذى، وعندما وصل إلى بيته لاحظ أنّ إحدى بنان قدميْه تدمى، فقال: الحمد لله أنّ الضّربة أصابت قدمي ولم تصب حذائي الجديدّ! ولا ننسى في هذا المقام طرفة جُحا الشّهيرة حول الأحذية، حيث كان قد دعا ثلة من أصدقائه إلى مأدبة غذاء، وعندما قدِموا لمنزله، وخلعوا أحذيتهم وبلاغيهم عند مدخل البيت، صار على عجل خفيةً وباع جميعَ الأحذية واقتنى بها لهم بعضَ الطعام، وعندما كانوا يأكلون كان جُحا يقول لهم: والله إنكم لا تأكلون إلاّ متاعَكم وما هو لكم، ولم يفهموا قصدَه إلاّ عندما همّوا بمغادرة المنزل حيث بحثوا عن أحذيتهم فلم يعثروا لها على أثر! ويقال في الأمثال العربية عند تشابه الأفكار، وتطابق الأقوال: هذا من باب توارد الخواطر، ووقوع الحافر على الحافر!
أخبار وأشعار
وتحفل كتبُ التراث العربي بفيضٍ هائلٍ من الحكايات، والطرائف، والأشعار، والأخبار عن الحذاء، نشر غير قليل من الدارسين منها الكثير، منهم الباحث خالد جمعة الذي جمع في مقالٍ طريف له العديد من هذه الطرائف والأشعار، والأخبار منها: أنه جاء في كتاب البصائر والذخائر للتوحيدي حادثة طريفة يخاصم فيها حجّام بصنعته حذاءٍ، فقال الحجّام للحذاء: أنت تمشط وتسرح، وأنا أمشط وأسرح، وأنت تخرق وأنا أخرق، وأنت تشق الجلد بشفرتك وأنا أشقه بمشرطي، فأيّ فضل لك عليّ يا هذا..؟‏ ويحكي لنا الشاعر الأندلسي ابن الخطيب، في كتابه «الإحاطة في أخبار غرناطة» حادثة لعاشقٍ يُوصي في وصيّة له أن يدفن حذاؤها بجانبه بعد مماته فيقول: كان يحيى بن هذيل آخر حملة الفنون العقلية بالأندلس، وخاتمة العلماء فيها، من طبّ، وهندسة، وهيئة، فأصابه الفالج، فالتزم المنزل عندي لمكان فضله، فلما ثقل، وقربت وفاته، استدعاني، وقد كان لسانه لايبيّن القول، وأملى عليّ قوله: «إذا متُّ فادفني حذاء حليلتي / يخالط عظمي في التراب عظامها .. ولا تدفني في البقيع فإنني /أريد إلى يوم الحساب التزامها». فلمّا مات دفنتُ معه حذاء حليلته كما عهد.‏ ويصف لنا بن عبد ربه الأندلسي في «العِقد الفريد» حالَ الناس وهم بين يديّ الأمراء: إذ أمر بعض الخلفاء رجلاً بأمرٍ؛ فقال: أنا أطوع من الرّداء، وأذلّ لك من الحذاء، وقال آخر: أطوع لك من يدك، وأذل لك من نعالك. وفي لباب الآداب للثعالبي يذكر رسالة يعاتب فيها شخص أحد الأمراء فيذكره بحاله لأنّ قيمته عنده أصبحت بقيمة الحذاء، فيقول: «قد رُميتُ بسِهام أغراضكَ، ونصبني جفاؤُك أقرب أغراضك، صرتُ عندك ممّن محى النسيانُ صورته من صدرك، طويتني طيَّ الرّداءِ، وألقيتني إلقاء الحذاءَ». ويشير شاعر الغزَل العفيف جميل بثينة: «إِن وُجِدَت نَعلٌ بِأَرضٍ مضِلَّةٍ مِنَ الأَرضِ يَوماً فَاِعلَمي أَنَّها نَعلي». وهذا الشّاعر كثير عزّة يقول لخليلته: «فَما أَنا بِالدَاعي لَعَزَّةَ بِالرَدىَ / وَلا شامِتٍ إِن نَعلُ عَزَّةَ زَلَّتِ». وكان للطنبوري حذاء قديم كلما تمزّق منه موضع قام بترقيعه بجلد أو قماش حتى امتلأ حذاؤه بالرّقع وكان حذاؤه مصدراً للمتاعب، وبعد أن باءت محاولاته للتخلص منه بالفشل توجّه لأحد القضاة ليعلن براءته منه. وهجا المتنبي شخصاً فقال: «لم تَلقَ هَذا الوَجهَ شَمسُ نَهارِنا إِلّا بِوَجهٍ لَيسَ فيهِ حَياءُ..»..»فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ» وقال مخاطباً كافور الإخشيدي «وَتُعجِبُني رِجْلاكَ في النّعلِ، إنّني، رَأيتُكَ ذا نَعْلٍ إذا كنتَ حَافِيَا». وسخر ابن الرّومي من رجلٍ خائفٍ: «ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا». وقال ساخراً من شخصٍ آخر وصف حبيبته بالخفّ ومركبته الحذاء:‏ «أيحجبني عمرٌو وقدْ عاشَ حقبةً حبيبتُه خُفٌّ ومركبُه نَعْلُ». وهذا المعري يقول: «فَأَحسِن إِلى مَن شِئتَ في الأَرضِ أَو أَسِئ فَإِنَّكَ تُجزى حَذوَكَ النَعلَ بِالنَعلِ»….»فَلِتَلبِسَ الوَحشُ نُعمى لا حِذاءَ لَها يَقي التُرابَ وَلا لِلهامِ تَرجيلُ». وهذا ابن حمديس الصقليّ يورد النعلَ في شعره فيقول: «تمجّ فتيتْ المِسكِ منه أساودٌ مُعَقْرَبَةٌ أَذنابُهُنَّ على النعلِ». ويذكر ابن زيدون النعلَ في شعره: «هِيَ النَعلُ زَلَّت بي فَهَل أَنتَ مُكذِبٌ لِقيلِ الأَعادي إِنَّها زَلَّةُ الحِسلِ». ويذكر المازني النعلَ عندما يصف أحدَ أصحابه بأنه رمى به كما يُرميَ النّعلُ القديم: «نبذتك نبذ النّعل رثّ أديمُها / وإني على أمثال ذاك لقادر».‏ ويقول البارودي في قومٍ أنفسهم دنيئة، ومقامهم هو مقام النعل: «هُمْ لَعَمْرِي أَذَلُّ مِنْ قَدَمِ الْنَّعْل نُفُوساً وَالنَّعْلُ مِنْهُمْ أَجَلُّ». ولقد استُعمِل الخُفّ بمعنى الحذاء عند العرب أو (البَرْجَد) وهو ضرب من الأحذية يُصنع أعلاه من نسيج أو قنّب ونعله من الحِبال، ومن العُجْب أنّ هذه الكلمة العربية استقرّت في اللغة الإسبانية بهذا الاسم Alpargata وما زالت تُستعمل بالمعنى نفسه إلى اليوم. والبَلغة المغربية هي حذاء جلدي مُستعمل بكثرة في المغرب، والكلمة كانت معروفة في الأندلس كذلك، ويظهر من مادة الكلمة أنها عربية الأصل، فهي تُبلِغ صاحبَها من مكانٍ إلى آخر، ويجمعونها على بلاغي، واشتهرت الكلمة في المغرب ومصر، وربما في بلدان عربية أخرى، وكانت تُصنع قديماً من مادّة نباتية وهي الحلفاء، وقد أصبحت تُصنع اليوم للنساء والرّجال على حدٍّ سواء بإتقانٍ مُبهر من جلود الحيوانات بعد صبغها بمهارة فائقة، وفيها اللون الأبيض، والأصفر، والأسود، والرمادي، ولون الجلد الطبيعي، وقد أصبح الصنّاع التقليديون المَهرة في مختلف المدن المغربية يتفنّنون في صُنعها، ويرتديها الناسُ في مختلف المناسبات، ويُقال إنّ الفنّان الإسباني بابلو بيكاسو كان يرتدي بلغة اقتناها من المغرب عند رسمه للوحاته. وأشار بعض شعراء الأندلس إلى البلغة في قصيدةٍ يمدح فيها المأمون المُوحّدي فقال: «لتبليغها المُضطرُّ تُدعىَ ببلغةٍ / وإنْ قِسْتَ بالتشبيه شبّهتها نعلا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى