تتضور الكلمات فوق لسانها
ومنابر الخطباء تستهديها كانت و جوع البيت يكبر فيها
تبكي و تطبخ دمعها لبنيها
كانت ككل فراشةٍ لم تدّخرْ
أيّامها إلا لكي تفنيها
في نار غربتها تُغمّس قلبها
لتضيء لكنّ الأسى يطفيها
تتضور الكلمات فوق لسانها
ومنابر الخطباء تستهديها
أمٌّ مكسرةٌ تُغطّي حزنها
بصلاتها، وصلاتها تغنيها
هي كالبلاد فقيرةٌ وكسيرةٌ
لكنّ خبز الذّل لا يغريها
من حولها قمرٌ يموت ونجمةٌ
بين القماط تسير خلف أخيها
لا صوتها وصل السماء ولا يدٌ
بيضاء خلف الباب تستسقيها
في نصف أمنيةٍ تؤرجح بنتها
خوفًا من الأحلام أنْ تُردِيها
كانت ككل الأمهات تفتُّ في
وعي الصغار وعودها تمويها
تحكي لهم قصص الملائكة التي
زرعتْ حقول النوم كي نجنيها
في كل سنبلةٍ ملاكٌ أخضرٌ
يهب الطفولة فوق ما يكفيها
نامي بعين الله.. نامي يا ابنتي
ولسوف يعطي النفس ما يرضيها
قال ابنها الذاوي بكل براءةِ ال
أطفال أين الله لا يعطيها
والله يا ماما لماذا لا يرى
أختي وكيف أتى بها و نسيها؟!
يووو منْك يا ولدي وضمّتْ طفلها
وتبسّمتْ واستغفرتْ تنزيها
وبكل دفء الحب غطّتْ بيتها
بدموع عزتها لكي تحميها
ناما صغيراها وظلّتْ لوعة ال
عذراء ساهرةَ الأمومة فيها
وعلى صليب الجوع كان حنانها
يسعى ويرسم للمسيح شبيها
كانت تموت أسىً ككل غزالةٍ
لكنْ ثغاء صغارها يحييها
كقصيدةٍ في بال شاعرها متى
ما شاء مات وقام كي يرثيها
الله يا أمّ الحكايات التي
تجني المجاز وتخبز التشبيها
لن تُشبع الكلمات جوع صغارنا
أبداُ ولن تلد البلاد نزيها
نحن الحكاية نحن يا همّي و يا
أمي التي لا تقبل التشويها
منذ انحنتْ هاماتنا للريح لم
تجد العواصف واقفاً يحنيها
تتسيّد الأصنام فوق عظامنا
ويزيدها إذعاننا تأليها
لا يوسفٌ يحمي خزائن ملكنا
منّا و لا دفع الجفاف سفيها
يا أمّ هذا الجوع أنت قصيدتي
و أنا الكتاب فكيف أستوحيها
قد تهدم الأرض الكريمة نفسها
ونذالة الجيران لن تبنيها
إنّ اليد العليا بلادٌ حرّةٌ
لن يستطيع الجوع أن يلويها